على خلفية تعهد أحد التجار بطرح 40 طناً يومياً.. كمية استيراد “المتة” ومدى احتكارها بعهدة توضيح وزارة الاقتصاد..والأخيرة تتنصل..!.

على خلفية تعهد أحد التجار بطرح 40 طناً يومياً.. كمية استيراد “المتة” ومدى احتكارها بعهدة توضيح وزارة الاقتصاد..والأخيرة تتنصل..!.

أخبار سورية

الأحد، ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧

أربعون طناً من المتة يومياً، هذا ما تعهد بطرحه في السوق يومياً لوزير التجارة والتجارة الداخلية الدكتور عبد الله الغربي، الصناعي والتاجر عماد كبور، وخلال الاجتماع الخاص بهذا الشأن والذي عقد قبل أمس في الوزارة بحضور المهندس جمال الدين شعيب معاون الوزير والدكتور حسام نصر الله مدير حماية المستهلك بالوزارة، تم الاتفاق على أن يتم التوزيع بموجب قوائم تحت إشراف مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالمحافظات.

رغم الأهمية النسبية للخبر أعلاه، إلاَّ أنه ليس بالخبر المبتغى، فما أردناه أن يكون خبراً وبقيمة مضافة هو الاستعلام عن كم ما يستهلكه السوريون من مادة المتة وقيمة الكمية التي يستهلكونها سنوياً، وكم من التجار والصناعيين الذين يستوردون المادة ويصنعونها.

ولكون الخبر قابعاً في دهاليز وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية وتحديداً عند مدير مديرية التجارة الخارجية في الوزارة ثائر فياض، كان اتصالنا به هاتفياً، لكن من رد أخيراً على اتصالاتنا- بعد عدة محاولات لإنشغال الخط- ربما تكون سكرتيرته التي أخبرتنا أولاً بأن مديرها مشغولاً وفي المرة الثانية لديه مكالمة خليوي، وعندما طلبنا معرفة المدة التي بإمكاننا بعدها معاودة الاتصال بحضرة المدير، لم تحدد بداية، لكن أمام إلحاحنا قالت: يحتاج لربع ساعة من الزمن..!.

انتظرنا قرابة النصف ساعة وأكثر، وعاودنا الاتصال، إلاَّ أن المدير كان لا يزال في حالة إنشغال، حسب كلام السكرتيرة، وحين أردنا صريح القول فيما إذا يرغب أو لا يرغب مدير المديرية بالحديث معنا (علماً أن جلَّ ما نحتاجه هو دقيقة أو دقيقتين بالحد الأقصى)، حاولت السكرتيرة ألاّ تعطي جواباً نافعاً، فحاولنا استيضاح السبب في تمنعها عن صريح الوضع، وسألنا إن كان هناك ما يمنع أو يقلق أو يخيف من الحديث معنا..؟!، فكانت ردة فعل السكرتيرة أن ننتظر قليلاً، وفعلاً انتظرنا، لتعود وتخبرنا أن مديرها مشغولاً.

ورغم ذلك وتقديراً للوضع وإتاحة للعذر، وعملاً بالبرتوكول..، طلبنا تحديد موعد للتشرف بلقاء مدير مديرية التجارة الخارجية، لكن السكرتيرة أيضاً لم تعطنا “عُقاداً نافعاً” كما يقال، بل طلبت منا أن نقوم نحن بالاتصال غداً لأخذ الجواب، ولفتاً لانتباه السكرتيرة، وتمنياً منا عليها أن تأخذ رقمنا (كما درجت العادة وينص البروتوكول حتى مع السادة الوزراء) وتتكرم بإخطارنا سلباً أو إيجاباً لما سيؤول إليه الأمر، عندها شعرنا ومن نبرات صوتها وأسلوب ردها عن تلبية طلبنا والذي لم يكن يخلو من الامتعاض..، أننا أخذنا أكثر مما نستحق من وقت، وحرصاً منا على عدم إهدار وقت المدير قبل وقت مديرية مكتبه، انسحبنا شاكرين اللطف والذوق، مقدرين جداً حجم العمل الكبير، الذي وللأسف لم يكن على ما تبدى ليسمح للمدير حتى بحك فروة رأسه..!. شبيهاً بذلك حدث معنا حين حاولنا التواصل مع المعنيين في غرفة صناعة دمشق وريفها.. لكن عبثاً حاولنا..!؟.

والسؤال الذي يحزُّ بالنفس هو: هل دقيقة أو دقيقتين بكثيرة على الصحافة التي تعلم الكثير من الحقائق مما يجري في مكاتب المدراء..!؟. وهل كان المدير الذي نكن له فائق الاحترام، ليتحاش اتصالنا لو كنا من رجال المال والأعمال..!؟، والسؤال معطوفاً للغرفة أيضاً. نسأل ونسأل..، ونحن ننظر إلى كأس المتة شامتاً بجانبنا وحال لسانه يقول: “هاي متة موو حيَّ الله..”..!؟.

قسيم دحدل