تبادل التهديدات بين حلفاء تركيا و«قسد» … المجموعات المقربة من أنقرة تروج لعودتها إلى تل رفعت

تبادل التهديدات بين حلفاء تركيا و«قسد» … المجموعات المقربة من أنقرة تروج لعودتها إلى تل رفعت

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٧

تحدثت مصادر في الميليشيات المسلحة قريبة من تركيا عن مفاوضات بين أنقرة وموسكو لاستعادة مدينة تل رفعت شمالي حلب من يد ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، وعودة سكانها إليها في الأيام المقبلة.
وكشف رئيس المكتب السياسي لميليشيا لواء المعتصم التابع لـ«الجيش الحر» مصطفى سيجري عن وجود مفاوضات روسية تركية تجري حالياً لاستعادة مدينة تل رفعت والمناطق المحيطة بها، لتكون تحت سلطة الميليشيات التابعة لـ«الحر» والمدعومة من أنقرة.
وأضاف في حديث لأحد المواقع المعارضة: إنه «حتى اللحظة لم يتم التوصل لاتفاق كامل بخصوص المدينة (…) المفاوضات جارية حتى الآن».
ولم يصدر أي توضيح من تركيا أو روسيا حول ماهية المفاوضات التي تدور بخصوص المناطق التي سيطرت عليها الوحدات في شباط العام 2016 الماضي، وتضم بلدة تل رفعت ومحيطها المؤلف من 11 بلدة وقرية أكبرها منغ.
وهددت تركيا أكثر من مرة بشن عملية عسكرية على عفرين، إذ قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مطلع الشهر الجاري: إن أنقرة «ستعمل على تطهير مدينة عفرين، من عناصر حماية الشعب الذراع السوري لـحزب العمال الكردستاني».
وتأتي المفاوضات بعد يومين من هبوط ثلاث مروحيات روسية في مطار منغ العسكري جنوب مدينة اعزاز شمالي حلب، وعقبها وصول رتلين عسكريين للقوات الروسية إلى مدينة تل رفعت.
وأنزلت القوات الروسية رايات ميليشيات «حماية الشعب» و«جيش الثوار»، من مناطق التماس والحواجز شمال حلب، ورفعت بدلًا عنها العلم الروسي.
وفي ذات السياق، قال سيف أبو بكر متزعم فرقة «الحمزة» إحدى مجموعات غرفة عمليات ما يسمى «درع الفرات»: إن «أياماً كثيرة مضت لفراق تل رفعت لأهلها ومنغ ودير جمال»، وكتب قائلاً عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مستدركاً: «ما هي إلا أيام قليلة وتنحل عقدة هذه المنطقة ويعود أهلها لها». وقبل يومين، تحدث العقيد هيثم العفيسي عن مفاوضات بين تركيا وكل من الولايات المتحدة وروسيا من أجل «تسليم المناطق التي سيطرت عليها «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في ريف حلب الشمالي إلى أهلها»، وهدد باللجوء إلى القوة، قائلاً: «إذا فشلت المفاوضات فسلنجأ إلى الحل العسكري لاستعادتها من أيدي قسد».
وصدر تهديد مقابل من «قسد» حيث توعدت ميليشيا «لواء الشمال الديمقراطي» التابع لها، بدخول إدلب وإقامة مجلس عسكري فيها. وتقود ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية «قسد»، وتريد أنقرة إقصاءها من تل رفعت على حين نشرت روسيا قواتها فيها من دون أن يتضح مصير المنطقة في ظل هذا المعطى الجديد.
وقال القائد العام لميليشيا «لواء الشمال الديمقراطي» أبو عمر الإدلبي: «سندخل إدلب في لحظة ما، وأغلب مقاتلينا من إدلب، ولنا الحق في الدفاع عنها»، وذلك وفق بيان نشرته المليشيا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
و«لواء الشمال الديمقراطي» هو أحد الميليشيات العاملة في عفرين، وشارك في المعارك التي قادتها «قسد» في مدينة الرقة.
واعتبر الإدلبي أن «دخول القوات التركية إلى إدلب وريف حلب الغربي بحجة حماية الأمن القومي، عبارة عن كذبة كبيرة ومجرد حجة لاحتلال المدينة، فالهدف الأساسي من هذا التدخل هو حصار عفرين وحلب التي تعتبر من أحلام الدولة العثمانية على الدوام».
وكشف عن أن «اللواء» سيعلن في المرحلة المقبلة عن تشكيل مجلس عسكري لإدلب، وستنضم له مجموعات متعددة من بقايا «الجيش الحر»، مؤكداً أن هدف المجلس، هو محاربة الجيش التركي وتنظيم «القاعدة» في إشارة «جبهة النصرة».
وبدأ الجيش التركي عملياته في محافظة إدلب، في 9 تشرين الأول الجاري، ضمن النقاط التي تم تحديدها في اتفاق «تخفيف التوتر».
في غضون ذلك، توجهت قافلة جديدة من التعزيزات العسكرية التركية أمس إلى المناطق الحدودية المحاذية لسورية.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن القافلة الجديدة، والتي تضم شاحنات محمَّلة بمدرعات وناقلات جند، اتجهت صوب قضاء إصلاحية بولاية غازي عنتاب، وجاءت لدعم القوات التركية المرابطة على الحدود مع سورية.
وأوضحت الوكالة أن القافلة مكونة من 8 شاحنات، خمس منها محملة بدبابات من طراز «أوبوس» تركية الصنع، لافتةً إلى أن قوات الجندرمة (الدرك) رافقت القافلة، في ظل تدابير أمنية واسعة النطاق.
إلى ذلك، عثر أمس على جثة قيادي في «النصرة» بين بلدتي الرفة والهلبة بريف إدلب الجنوبي بعد خطفه مساء الأحد من قبل مجهولين في مدينة خان شيخون.