«صحتا حمص ودمشق»: لا وجود لدواء مهرب «سام ومفيرس».. بعض شركات الدواء تحاول الاستفادة بالترويج لاسمها

«صحتا حمص ودمشق»: لا وجود لدواء مهرب «سام ومفيرس».. بعض شركات الدواء تحاول الاستفادة بالترويج لاسمها

أخبار سورية

الاثنين، ١٦ أكتوبر ٢٠١٧

يوسف الحيدر

خرجت وسائل التواصل منذ يومين علينا بأنباء مؤكدة تشير إلى دخول كميات من دواء من نوع «باراسيتامول» مهربة عن طريق الأردن إلى الأسواق المحلية، وتحديداً مدينة حمص، تحمل «فيروساً خطيراً» بداخل كل كبسولة دوائية، محذرة من التعامل بغير الأدوية التي تحمل ترخيص وزارة الصحة السورية، وأخذت الصفحات واحدة تلو الأخرى تحذر المواطنين من هذا الدواء ناشرة بينهم بعضاً من الخوف والتساؤلات، أما المتابعون فكانوا بين معلق ومفند ومكذب لهذا الخبر وناشر مرة أخرى للخبر لعله يكون سبباً في إنقاذ نفسٍ ونشر التوعية.
ترويج لشركات أدوية
«تشرين» راجعت الجهات المعنية في دمشق وحمص للتأكد من الوجود الافتراضي لهذا الدواء وجالت في اليومين السابقين على بعض الصيدليات في مدينة دمشق وريفها للتحقق من ذلك، حيث إن بعض الصيدليات العاملة في دمشق وريفها منها من علم بالأمر عن طريقنا ومنها من كان متابعاً، حيث تم وصفها بالفقاعة الافتراضية ومنهم من وصفها بالأمر الساذج، إذ إنّ الدواء المذكور معروف بتركيبته الجيدة ذات المنشأ السوري حتى إنّ أيّ مسافر أو مغترب يطلب هذا الدواء من أي خارج من البلد، فلا داعي لتهريبه من بلاد مجاورة، وآخرون لمحوا إلى وجود منافسة بين شركات الدواء للترويج لها على أكتاف هذا الخبر.
فرضية غير موجودة
د.حسان الجندي مدير صحة حمص نفى وجود هذا الدواء، وأي معطيات بهذا الخصوص، فلا شكاوى ولا حالات مرض تمّ الإخبار عنها، إضافة إلى عدم وجود توجيه رسمي أو ملموس لمتابعة هذا الأمر لأنّ الفرضية غير موجودة أصلاً، مؤكداً أنّ المديرية ستقوم بتأدية مهامها بالتحري حول هذه المسألة نظراً لحساسيتها باعتبارها تؤثر في صحة وسلامة المواطنين، مفنداً الخبر من حيث معلوماته العلمية، إذ إنّ الفيروس –حسب قوله- يحتاج وسيطاً حياً كي يعيش فيه وهو ما لا تؤمنه كبسولة الدواء، إذ إنّها خالية من الأوكسجين تماماً.
د.نضال عيسى معاون مدير صحة دمشق نفى أيضاً هذه الأمر بتاتاً، مشيراً إلى وجود تدقيق بسيط على الطباعة الحرارية للصاقة أحد الأدوية المحلية لا غير وهذا شيء لا يستحق الذكر ولا يتعلق بمخالفة التركيبة الداخلية للدواء.
ليست هذه المرة الأولى التي تشغل مثل هذه الإشاعة بال المواطنين والسبب ببساطة لوجود حالات تهريب حقيقية حدثت من قبل جعلت المواطن يصدق أيّ كذبة يمكن أن يكتبها أي أحد، ولربما كانت شركة أدوية منافسة هي من قامت بذلك لطرح اسم منتجها أو لتشويه اسم منتج مشترك ولكن باسم شركة أخرى، وهذا ما رأيناه على مواقع التواصل إذ سارع البعض إلى طرح أسماء شركات وذكر الفروق بينها، مادحين اسم شركة أو مدافعين ضد من يشوهون هذه السمعة.