عامان على الدخول الروسي إلى سورية… تحوّلات كبرى

عامان على الدخول الروسي إلى سورية… تحوّلات كبرى

أخبار سورية

السبت، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

عامان على الدخول العسكري المباشر الى سوريا، بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد وموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية.

الدخول الروسي العسكري قلب كليا موازين القوى، وكان للطيران الروسي الدور الاساسي في فرض معادلات عسكرية جديدة لمصلحة الدولة السورية بالتعاون عبر غرفة العمليات المركزية المشتركة مع ايران وسوريا وحزب الله، وادى التنسيق العسكري الى انجازات كبرى في حلب وحمص وحماه وارياف دمشق ودير الزور عبر غارات روسية تصل احيانا الى اكثر من 200 غارة يوميا في حلب و90 غارة في دير الزور، بالاضافة الى الغارات الروسية على كل مناطق «داعش» والمسلحين في سوريا، كما شارك الجيش الروسي في القتال بشكل مباشر وتحديداً في تدمر وريفها ودير الزور وريفها مما أدى الى مقتل كبار المستشارين الروس في سوريا اللواء اسابوف مع مرافقيه ومترجمه بالاضافة الى العديد من القتلى الروس في تدمر.

كما ساهمت طائرات «المسيرة» الروسية في كشف مواقع المسلحين وتحركاتهم بالاضافة الى تزويد الجيش السوري بأحدث أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية، بالاضافة الى القيام بتدريبات عسكرية للمتطوعين، واعمال شرطة في حلب وريفها.

كما ساهم التنسيق الروسي – الايراني – السوري ـ حزب الله في تثبيت الانجازات عبر تنسيق دقيق للعمليات العسكرية على الارض، وللغارات الجوية، كذلك شاركت المدمرات الروسية من البحر في قصف مواقع المسلحين، بالاضافة الى قيام طائرات روسية انطلقت من القواعد الجوية الروسية واستخدمت المجال الجوي الايراني والعراقي لقصف اهداف في سوريا.

وحسب المعلومات فان الدولة السورية كانت تسيطر على 25% من اراضي الجمهورية السورية قبل الدخول الروسي فيما تسيطر الان على اكثر من 70% من الارض السورية.

وبموازاة ذلك، اقامت روسيا قواعد عسكرية بحرية في طرطوس وبرية في حميميم وتدمر، هذا بالاضافة الى المساعدات المالية والاقتصادية والصحية.
ولم يقتصر الدعم الروسي على الامور العسكرية، بل تولت روسيا ادارة الملف السوري خارجياً ومنعت اي قرار أميركي في مجلس الامن.

الانجازات السورية عبر الدعم الروسي، جاءت لتكمل الدعم الايراني اللامحدود، وحزب الله العسكري الذي ساهم مجاهدوه في منع سقوط الدولة السورية قبل الدخول الروسي، وحققوا انجازات في كل ميادين القتال على الارض الى جانب الجيش العربي السوري الذي كان له الفضل الاول في كل هذه الانتصارات، وبالتالي فان التطورات على الارض تؤكد تقدم المحور الروسي – الايراني السوري ـ حزب الله على المحور الاخر، وتحقيق انتصارات حاسمة بالاضافة الى مشهد دولي جديد من الازمة السورية وبدايات تحول عربي ظهرت في الموقفين المصري والاردني.

من جهة اخرى، تناقلت وسائل إعلام أن الأردن أبلغ قادة الجماعات المسلحة أنه سيتم فتح معبر نصيب على الحدود السورية ـ الأردنية سواء بموافقتهم أو من دونها، وسط أنباء عن توعد دمشق باستخدام القوة لفتحه.

وبحسب مصادر متابعة للملف، فإن مواقع تابعة للمعارضة السورية ذكرت أن الحكومة السورية توعدت بإعادة فتح معبر نصيب الحدودي بالقوة العسكرية، في حال رفض المسلحون شروطها.

وذكرت الصحيفة أن أحد المطلعين على المفاوضات في الأردن ويدعى خالد الخطيب، ذكر أن الحكومة السورية أبلغت الوسيط الأردني، رفضها جميع الشروط التي وضعتها الفصائل المسلحة حول المعبر، وأبدت الحكومة تمسكها بشروطها، كرفع العلم السوري فوق مباني المعبر، وتولي إدارته من قبل موظفين تابعين للحكومة حصرا، وفي حال رفضت الفصائل شروطها، فإنها ستفرض سيطرتها على المعبر بالقوة العسكرية.

وأضاف الخطيب أن الحكومة السورية اشترطت أيضا إقالة مدير المنطقة الحرة الأردني، وذلك بسبب مساعدته الفصائل المسلحة في سوريا على إخلاء المعامل والمكاتب التي كانت موجودة في المنطقة الحرة.

واعتبر الخطيب، أن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي أرسلها الجيش السوري إلى مدينة درعا خلال الأسبوعين الماضيين، كانت بمثابة رسالة للفصائل المسلحة المعارضة بأن العمل العسكري في انتظارهم في حال رفضوا شروط الحكومة السورية، بحسب قوله. في حين لم تبد الفصائل المسلحة أي تعليق حول هذا الموضوع.

وتابعت صحيفة الوطن، أن الأردن أبلغ من جانبه قادة الفصائل المسلحة المتواجدين على أراضيه، بأن معبر نصيب ستتم إعادة فتحه قريبا، سواء بموافقتهم أو من دونها.

في الأثناء، كشفت مواقع سورية معارضة، أمس، نقلا عن مصادر وصفتها بـ»المطلعة» أن الفصائل المسلحة في محافظة درعا وافقت على إعادة تفعيل معبر نصيب دون التوصل إلى قرار يحسم إدارة المعبر.

وأشارت المصادر بحسب صحيفة الوطن إلى أن المباحثات جرت في الأردن وكانت ممثلة بمجموعة من المسلحين في درعا ومسؤولين في المجلس وممثل عما تسمى دار العدل، وأطراف أردنية فقط.

وجرت اجتماعات مكثفة عبّر خلالها الجانب الأردني عن أهمية إعادة النشاط الحيوي التجاري إلى المعبر الذي يربط بين سوريا والأردن برا، وضرورة العمل على إيجاد ضوابط أمنية في المنطقة تعزز استمرار حركة المعبر وعدم عرقلة تشغيله، وفقا للمصادر.

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر أردنية أن اجتماعات أردنية – سورية، جرت خلال الأيام الماضية، لبحث موضوع فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين.
وأضافت المصادر، أن هناك مشاورات تجري بين الجانبين، بعيدة عن وسائل الإعلام، وأن نتائج هذه المشاورات قد تتضح مطلع شهر تشرين الاول المقبل حول ما سيتم الاتفاق عليه.

وجددت المصادر التذكير بأن الأردن لم يوافق على فتح معبر نصيب عندما كان في أيدي من هم خارج السلطات الرسمية، على الرغم من كل الضغوط القاسية التي تعرض لها في حينه، منوهة بأن إعادة فتح المعبر هو لمصلحة الطرفين السوري والأردني اقتصاديا.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن دعمها لاستعداد الحكومة السورية للحوار مع أكراد سوريا حول مسألة الحكم الذاتي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول استعداد دمشق لبحث الحكم الذاتي مع أكراد سوريا بعد القضاء على إرهابيي «داعش» بشكل كامل، لفتت انتباه موسكو.

من جهتها فندت وزارة الدفاع الروسية تقارير أشارت إلى اختطاف اثنين من العسكريين الروس في محافظة دير الزور السورية من قبل مسلحين من تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقال متحدث باسم قاعدة «حميميم» الجوية، «جميع العسكريين الروس الموجودين في الجمهورية العربية السورية أحياء وبصحة جيدة ويقومون بتنفيذ مهماتهم وفقا لاختصاصاتهم. ولم تكن هناك أي حوادث اختطاف أو خسائر في صفوف القوات الروسية في محافظة دير الزور أو غيرها من مناطق سوريا».
وكانت قد وردت في وسائل إعلام في وقت سابق تقارير حول خطف تنظيم «داعش» الإرهابي اثنين من العسكريين الروس في دير الزور.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تعليقا على سؤال بهذا الشأن إنها لا تستطيع تأكيد أو نفي تلك التقارير، مشيرة إلى ضرورة التدقيق فيها.

ونفت وزارة الدفاع الروسية صحة تقارير زعمت أن 150 مدنيا قتلوا في محافظة إدلب السورية نتيجة غارات للطيران الحربي الروسي.
في المقابل، دانت الأمم المتحدة غارات جوية على خمسة مستشفيات ومخزنين للمساعدات الإنسانية في إدلب بسوريا هذا الأسبوع ودعت لتطبيق نظام يسمح للأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والمنشآت الطبية قرب الجماعات «الإرهابية».