ميليشيات «جيش الإسلام» و«الفيلق» تسعى لاستئصال «النصرة» و«الأحرار» من الغوطة … الجيش يكثف عمليته في عين ترما وجوبر ويتقدم

ميليشيات «جيش الإسلام» و«الفيلق» تسعى لاستئصال «النصرة» و«الأحرار» من الغوطة … الجيش يكثف عمليته في عين ترما وجوبر ويتقدم

أخبار سورية

الثلاثاء، ٨ أغسطس ٢٠١٧

واصل الجيش العربي السوري التزامه باتفاقات «تخفيف التصعيد» في المناطق المشمولة به، وفي الوقت نفسه كثف من عمليته العسكرية ضد تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وحلفائه من الميليشيات في المناطق غير المشمولة في جبهة شرق دمشق.
جاء ذلك في وقت أظهر الاقتتال الداخلي بين الميليشيات في غوطة دمشق الشرقية، مؤشرات على اتفاق بين ميليشيا «جيش الإسلام» وميليشيا «فيلق الرحمن» لتصفية باقي التنظيمات والميليشيات، حيث شن «الفيلق» هجوماً كاسحاً سحق خلاله ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في مدينة عربين وهاجم مواقع لـ«النصرة» في بلدتي كفر بطنا ومديرا، بالترافق مع شن «جيش الإسلام» حملة ضخمة باتجاه منطقة الأشعري وتمكن من السيطرة المطلقة عليها.
وفي التفاصيل، فقد تكثف سماع أهالي مدينة دمشق وما حولها لأصوات انفجارات عنيفة ناجمة عن استهداف الجيش العربي السوري بأسلحة نوعية لمواقع ومقرات «النصرة» و«فيلق الرحمن» غير المشمولين باتفاق تخفيف التصعيد وذلك في بلدة عين ترما وحي جوبر شرق دمشق.
من جانبها، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أنه «تم استهداف مشفى ميداني للمسلحين في عين ترما كان بداخله عدد كبير من جرحاهم على حين قتل عدد كبير منهم في عمليات على محوري عين ترما وجوبر».
ووفق المصادر فإنه و«بعد تمهيد ناري غير مسبوق نفذه الجيش على جبهة عين ترما جوبر بعشرات القذائف والصواريخ على مواقع «النصرة» وسط اشتباكات عنيفة تدور على عدة محاور، تمكن الجيش من إسقاط نقاط جديدة للمسلحين في تلك الجبهة».
من جهة ثانية، ووفقاً لمصادر إعلامية معارضة، فقد شن «فيلق الرحمن» أمس هجوماً عنيفاً على «أحرار الشام» في عربين، انشقت خلاله مجموعة «الأحرار» وتوجهت للانضمام إلى «الفيلق»، على حين لاذ من تبقى من «أحرار الشام» بالفرار إلى حرستا لتصبح البلدة الوحيدة التي تتواجد بها «الأحرار» ضمن الغوطة الشرقية بعد خسارتها لجميع مقراتها في كفر بطنا ومديرا، وعربين.
واللافت أن «النصرة» لم تسلم من هجوم «الفيلق» المقرب منها، ما يشير إلى تغير الأولويات بعد الاتفاق الروسي مع «جيش الإسلام» على إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في مناطق سيطرته، والذي نص في بعض بنوده، وفق ما تناقلته وسائل الإعلام، على عزل «النصرة» و«فيلق الرحمن» وعدم دخولهما في وقف إطلاق النار.
كما قام «فيلق الرحمن» بافتعال المشاكل مع «النصرة» والتي تطورت إلى اشتباكات، حيث قام بنصب عدة حواجز في منطقة القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية لاعتقال أي مسلح ينتمي لـ«النصرة» في المنطقة.
من جانبها، هاجمت ميليشيا «جيش الإسلام» منطقة الأشعري ومزارعها وسيطرت عليها بالكامل بعد اشتباكات عنيفة دارت مع مسلحي «النصرة» الذين فروا باتجاه قرية «الأفتريس»، وتشير المعلومات أن «جيش الإسلام» سيستكمل هجومه لطرد «النصرة» من الأفتريس ليؤمن مساحة إضافية تحت سيطرته.
ورغم أن «فيلق الرحمن» لم يدخل بعد باتفاق «تخفيف التصعيد» إلا أن الهجوم المتزامن من قبله ومن قبل «جيش الإسلام» يدل على انزياحه باتجاه الاتفاق، وبدء التنسيق الفعلي بينهما للقضاء على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الأخرى في الغوطة الشرقية.
كما يعطي الأمر إشارات إلى أن «جيش الإسلام» المدعوم سعودياً و«فيلق الرحمن» المدعوم قطرياً هما من سيتحكم بكامل مناطق المسلحين في الغوطة الشرقية، ما يطرح تساؤلاً: إن كان «فيلق الرحمن» سيدخل حينها وقف إطلاق النار بالإكراه، أم سنشهد جولة إضافية من المعارك بين هذين الفصيلين؟!
وتشير المعلومات إلى وجود طلب روسي من «فيلق الرحمن» باستئصال «النصرة» من مناطقه ليشمله الاتفاق، مع معطيات وأحداث ميدانية حالية في الغوطة الشرقية تشير إلى أن قرار «خلع النصرة» قد تم اتخاذه.
على خط مواز، يستمر اتفاق «تخفيف التصعيد» في جنوب البلاد، مع تصاعد الخروقات في الأيام القليلة الأخيرة، حيث يسود الهدوء الحذر المنطقة منذ ما بعد منتصف ليل الأحد الإثنين، تخلله سقوط قذيفة صباح أمس على منطقة في بلدة حضر الخاضعة لسيطرة الجيش بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
في سياق متصل، أفاد مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن» أن المجموعات المسلحة المتحصنة في منطقة «تخفيف التصعيد» بريف حمص الشمالي قامت بخرق الهدنة واستهدفت نقاطاً للجيش العربي السوري ما استدعاه للرد.