لهذه الأبعاد الاستراتيجية .. يركز الجيش السوري على درعا ودير الزور

لهذه الأبعاد الاستراتيجية .. يركز الجيش السوري على درعا ودير الزور

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٧ يونيو ٢٠١٧

مع التصعيد الذي تشهده مختلف الجبهات داخل سورية، والذي صار إعتيادياً بشكل يسبق دائما إنعقاد لقاءات “أستانة” بين ممثلين عن الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة، برعاية روسية- تركية وفي حضور دولي، يحاول المسلحون تعزيز أوراقهم التفاوضية في اللقاء المرتقب. وحيث وصلت وحدات الجيش السوري الى الحدود مع العراق من جهة جنوب شرق محافظة حمص، وإلتقائها مع القوات العراقية، وتمت من خلال ذلك إعادة فتح بعض المعابر البرية الى العراق، و بالتالي كُسِر الطوق الذي فرضته دول العدوان على سورية، لم يطرأ أي تحول كبير في الميدان على المستوى الإستراتيجي .

صحيح انه في الآونة الأخيرة، لامست الأعمال الحربية العاصمة دمشق، بعد إنفجار الأوضاع في الغوطة الشرقية مجدداً، خصوصا في منطقتي جوبر وعين ترما، حيث تمكن الجيش من توسيع إنتشاره داخل الأخيرة، بحسب مصادر ميدانية متابعة ، ومن ناحية اخرى تركز القوات السورية أعمالها الحربية بقوةٍ في درعا، بعد فشل التسوية فيها، وحيث كانت عناصرهذه التسوية تقضي بوقف الأعمال الحربية فيها، ونشر قوى الأمن الداخلي في المدينة، وتسلم الجيش معبر نصيب الحدودي مع الأردن، فان الامور لم تسلك كما كان مقررا نظرا للتدخلات الخارجية كالعادة ، والتي ضغطت على المسلحين خوفا من امتلاك الجيش السوري من هذه التسوية النقطة الاكثر استراتيجية في معركته جنوبا .

ويلي درعا في سلم أولويات العمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه، البادية والمنطقة الشرقية، تحديداً دير الزور، والهدف دائما ، بالاضافة لفك الحصار عن المدينة والمطار وحاميته، فهو من أجل التصدي لتمدد عناصر “داعش” فيها، بعد إنكفائهم في محافظة الرقة، وايضا الهدف من معركة الجيش السوري شرقا هو منع وصول القوات الكردية الى “الدير”، تأكيداً على وجود سلطة الدولة السورية على كل المحافظات، علماً أن ليس لدى الأكراد عديد كافٍ، للوصول الى دير الزور والإنتشار فيه وتثبيت قوات عسكرية فيه، ودائما برأي المصادر .

واشار “المرصد السوري لحقوق الانسان” المعارض، الى ان الجيش السوري وحلفاءه تمكنوا من اقتحام محافظة دير الزور عبر اقصى الجهة الجنوبية الشرقية بالقرب من الحدود المشتركة مع العراق ، وبحسب المرصد ايضا فان الجيش السوري وحلفاءه توغلوا مسافة ثمانية كيلومترات في المحافظة، وباتوا على بعد 12 كيلومترا فقط عن محطة ضخ “بي تي تو” على خط النفط الممتد من العراق الى مدينة حمص والساحل السوري .

هذا في الجنوب الشرقي حيث الضغط يزداد على داعش كما ورد آنفا ، ولكن تبقى المعركة في الشمال الغربي من البادية وتحديدا في ريف حماه الشرقي، معركة ثابتة وضاغطة على التنظيم، وشكلت الضربات الصاروخية الروسية من السفن البحرية الراسية في البحر المتوسط على مواقع الإرهابيين في ريف حماه خير دليل على ثبات وقوة هذه المعركة ، ويلفت مرجع استراتيجي الى أن الروس يتبعون هذا النمط في مكافحة الإرهاب، أي تقصي وجود تجمعات المسلحين التكفيريين، والإستعلام عن توقيت مرور قوافلهم، ثم إستهدافها بالطائرات الحربية أو الصواريخ .

وبالعودة لأهمية درعا الاستراتجية، خصوصاً لجهة حماية أمن دمشق، فهي ايضا تشكل معبرا أساسيا الى مصر والقارة الأفريقية والخليج ، وتعقيبا على التطورات الأخيرة، خصوصا في درعا، يؤكد المرجع أن في حال نجح الجيش السوري في استعادة درعا، يكون بذلك قد حقق عدة أهدافٍ مهمة وهي :

أولاً – سقوط مشروع “المنطقة العازلة” في الجنوب السوري وصولاً الى الحدود الاردنية .

ثانياً – إقفال معسكرات تدريب المسلحين التي تحاول أن تتلاعب بالأمن الوطني السوري .

ثالثاً – إقفال مخيمات النزوح، وعودة النازحين الى سورية .

رابعا – استرداد معبر نصيب، وإعادة فتح الخط التجاري مع الإردن، الذي يشكل أيضاً الخط البري مع مصر، حيث كانت تصل الشاحنات منها واليها، بالعبّارات عبر ميناء العقبة الأردني .