لماذا تتعثر المفاوضات السورية – السورية ؟

لماذا تتعثر المفاوضات السورية – السورية ؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ٣٠ مايو ٢٠١٧

 بالرغم من ان المفاوضات السورية – السورية تبدو مدفوعة من قبل قوى دولة واقليمية فاعلة ومؤثرة في الازمة السورية، الا انها لا تزال متعثرة وبطيئة ولم تأخذ حتى الان الطريق الواضح او المنتج للوصول الى نتائج ايجابية في مسار حل الازمة وانهاء الحرب العبثية الظالمة، ويعود ذلك لاسباب متعددة.

ويرى المعارض السوري مازن بلال ان الموفد الأممي ستيفان  ديمستورا يتحمل مسؤولية قسم اساسي من هذا التعثر لانه يحاول أن يقيم توازنا دوليا في جنيف، ولا ينظر الى الوفود المشاركة في المؤتمر كمنصات معارضة لها اجندة سورية داخلية، بل ينظر إليها كمنصات، إما بالاستقطاب الروسي، وإما بالاستقطاب الأميركي، وهو قد يكون محقاً في ذلك، لأن أي خلل في التوازن الدولي، قد يؤدي الى تصعيدٍ عسكريٍ.

في الحقيقة، كما يتابع المعارض السوري، ان مشكلة الموفد الأممي في كونه يتصرف على اعتبار أن هذا التوازن مطلقاً، ويحاول ان يُدخل ضمن  هذا التوازن الدولي فريقين فقط من مجموعات المعارضة وهما: الوفد الرسمي السوري، ووفد الهيئة العليا للتفاوض، ولذلك اقترح تشكيل لجنة مصغرة للتفاوض مؤلفة من ستة أعضاء، مناصفة بين الوفدين المذكورين.

ويعتبر بلال أن غوص المبعوث الدولي في التفاصيل التقنية من دون سواها، ثم محاولته إسقاطها على الواقع، كتأليف لجنة لصياغة دستور جديد على سبيل المثال لا الحصر، قبل الدخول في نقاط اساسية اخرى، ميدانية او سياسية، عندها تعود الأمور الى المربع الأول لان هذا الأداء غير مناسب لحل الأزمة السورية، وقد يصلح لحل نزاع بين دولتين …
ويقول: “للمناسبة  نحن لسنا في كسوفو ولا افريقيا، ورغم ذلك لايزال ديمستورا متمسكا بهذا النهج وبهذه الطريقة، والتي من خلالها  لن تحل الأزمة السورية، لان ديمستورا يركز على الناحية التقنية في أدائه التفاوضي، وأن يكن يشكل نموذجاً لحل الأزمات.

ويرى المعارض ايضا أن الموفد الأممي يحاول أن يسقط لقاءات أستانة على مؤتمر جنيف، وهو لن ينجح في ذلك بالتأكيد لأن إنعقاد الأولى جاء نتيجة توازن إقليمي واضح المعالم، أما الثاني فهو إنعكاس لصراع دولي، على حد قوله.

ويعتبر بلال ألا حل نهائياً في سوريا، ألا من خلال تفاهم أميركي- روسي وهذا بعيد المنال، أو من خلال خلل كبير بالتوازن الميداني القائم راهنا، وفي هذا الشأن قطع الروس الطريق على الأميركيين، من خلال إقامة ما يسمى “مناطق خفض التوتر وسواها”، أضف الى ذلك أن الأميركيين غير مستعدين لخوض حرب مباشرة على الأراضي، وان رفعوا زيادة عديد قواتهم فيها.

في المحصلة، يلفت المعارض إلى أن المسار التفاوضي ضائع بين التوازنات التي يحاول أن يقيمها ديمستورا، وبين الصراع الإقليمي والدولي. ويقول بلال: “سنبقى في هذه المتاهه في الوقت الراهن، وما يحدث في جنيف، هو إدارة للأزمة بهدف الحد من التصادم، لأن المؤتمر المذكور آنفاً يشكل نقطة إلتقاء بين مختلف القوى المؤثرة في الساحة السورية”.

وأضاف: ” ستبقى الأمور على ما هي عليه في المدى المنظور، في إنتظار تغيير دولي معين، لا تبدو بشائره قريبا، خصوصا أن أداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الأزمة السورية يرمي الى إطالتها . وتابع: “لاريب أن المجتمع فشل فشلا ذريعا في إيجاد حل للأزمة، وقد تتطلب حلاً من خارج الأمم المتحدة، أو حصول حدث دولي ما، قد يدفع القوى الدولية الى حل الأزمة السورية، على غرار إنهاء الحرب اللبنانية، التي إنتهت بتطبيق إتفاق الطائف 1990، بعد التغييراتالاقليمية الاستراتيجية آنذاك على  أثر الاحتلال العراقي للكويت” .

واخيرا … قد يكون من  احد اهم اسباب تعثر نجاح المفاوضات السورية – السورية هو ادارتها الفاشلة او العقيمة او الموجهة خطأً من المبعوث الاممي لحلها ، ولكن تبقى دائما المصالح الاقليمية والدولية تلعب الدور الاساس في تعثر هذه الازمة ، وطالما ان هذه الحرب  قد شُنت على سوريا بسبب هذه المصالح المتداخلة اقليميا ودوليا ، ستبقى الحلول بعيدة طالما بقيت هذه المصالح متضاربة ، وطالما بقي التأثير الدولي والاقليمي في الداخل السوري فاعلا وناشطا .