اليرموك ينتظر خروج "داعش": عاصمة الشتات تعود لأهلها

اليرموك ينتظر خروج "داعش": عاصمة الشتات تعود لأهلها

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٣ مايو ٢٠١٧

 أخلى تنظيم داعش " صالة السوار" التي كانت مشفى ميداني لعناصره في مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين ، وتوجه العناصر الخارجين منها نحو منطقة الحجر الأسود جنوب العاصمة السورية.
يأتي ذلك خلال مرحلة تجهيز التنظيم للخروج بشكل نهائي من المخيم الذي دخله قبل عامين وسيطر على نحو 60 بالمئة منه العام الماضي بعد اشتباكات عنيفة شنها على تنظيم جبهة النصرة في ذلك الوقت.

وأعلن تنظيم داعش يوم الأحد الماضي ما أسماه "فتح باب الهجرة إلى أرض الخلافة" لمن يرغب من عناصر التنظيم وعائلاتهم للتوجه نحو مدينتي الرقة ودير الزور، بشرط أن يسجل المدنيين الراغبين بالخروج معه في ثلاث نقاط ضمن مخيم اليرموك ومنطقة العسالي.

العديد من عائلات تنظيم داعش توجهوا إلى البلدات المجاورة كـ يلدا والحجر الأسود، في حين رفض عدد آخر منهم الخروج من المنطقة لوجود ذويهم فيها، وفضّلوا البقاء في محيط العاصمة على الذهاب إلى الرقة التي وكما ذكر بعضهم بأنها لم تعد أرض الخلافة كما يدعي التنظيم خاصة بعد خروجه من معظم مدنها بفعل "الهجوم الكردي" عليها بحسب قولهم.

وبالتزامن مع الإعلان عن "الهجرة" أفاد ناشطون أن سوق العروبة في مخيم اليرموك يشهد حركة بيع وشراء، بسبب عرض عناصر تنظيم داعش ممتلكاتهم للبيع وبأسعار زهيدة، في حين يتم شراؤها من قبل المدنيين في المخيم ويقومون بعرضها مرة أخرها للبيع بأسعار مرتفعة في أسواق البلدات المجاورة للمخيم منها يلدا وببيلا وبيت سحم.
قرار داعش بالقبول بتسوية ما مع الدولة السورية التي سيعمل على تسليمها مواقعه في المخيم خلال الأيام القادمة رده ناشطون إلى عدم قدرة التنظيم على الصمود وسط الحصار داخل المخيم، بعد سيطرة الجيش السوري وبعض الفصائل الفلسطينية على نقاط هامة تقدر مساحتها حوالي 40% إثر خروج "جبهة النصرة" منها بموجب اتفاق البلدات الأربع قبل حوالي أسبوعين.

وأكد ناشطون أن عناصر تنظيم داعش أخلوا معظم المقرات التي كانت تحت سيطرتهم وسط حالة ترقب وانتظار لما وصفوه بـ "مصير مجهول" ستكشف عنه الأيام القادمة حول وضع المخيم بشكل عام، وأمل بعضهم أن تطوى صفحة المخيم بشكل نهائي بأقرب وقت حتى تعود الحياة فيه إلى طبيعتها.
والاتفاق المنتظر تطبيقه بين داعش والدولة السورية بعد جهود بعض الفصائل الفلسطينية لعملية إعادة الأمن والاستقرار للمخيم، يعد الاتفاق الثاني منذ دخول التنظيم له، حيث شهد المخيم اتفاقاً مماثلاُ في نهاية عام 2015 شمل لأول مرة تنظيم داعش بالإضافة للنصرة وجيش الإسلام، ولم يتم تنفيذه بسبب إخلال الفصائل به بحجة مقتل زهران علوش قائد فصيل جيش الإسلام في الغوطة الشرقية بالتزامن مع الاتفاق.

ويقدر عدد سكان مخيم اليرموك حالياً بحوالي 2500 شخص، من سوريين وفلسطينيين، ويطلق عليه تسمية عاصمة الشتات بسبب ضمه أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين خارج دولتهم، في حين ذكرت احصائية تعود للعام الماضي بأن عدد عناصر تنظيم داعش في المخيم يقدر بنحو ثلاثة آلاف يتوزعون في المخيم وفي حي الحجر الأسود المجاور له.