آخر فنون الغش والتزوير.. «حمّص بطحينة» والمحتوى مرتديلا فاسدة ..«جمارك دمشق» تضبط سيارة محملة بمنتجات غذائية لا تصلح للاستهلاك البشري

آخر فنون الغش والتزوير.. «حمّص بطحينة» والمحتوى مرتديلا فاسدة ..«جمارك دمشق» تضبط سيارة محملة بمنتجات غذائية لا تصلح للاستهلاك البشري

أخبار سورية

الاثنين، ٨ مايو ٢٠١٧

رحاب الإبراهيم
لم يعد غلاء السلع على اختلاف أنواعه وحده يشغل بال المواطن رغم زيادة منسوبه بدرجة فاقت طاقته على التحمل، حيث يشكل غشها الذي تزايد كثيراً خلال سنوات الحرب هاجساً مؤرقاً آخر أكثر خطورة لتأثيره الشديد على صحته وسط تفنن المخالفين بابتكار طرق جديدة يومياً لتحقيق غايتهم في زيادة أرباحهم دون اكتراث بسلامة من يتناول طبخاتهم الفاسدة، التي استطاعت الضابطة الجمركية منذ أيام قليلة ضبط إحداها متجهة من ريف دمشق إلى مدينة الحسكة في عملية تزوير موصوفة عبر تغيير محتوى العلب المضبوطة من مرتديلا إلى «حمص بطحينة» تحت ذرائع واهية غايتها الأولى والأخيرة جني الأرباح وإشباع بطون المخالفين.
تزوير وغشّ
مصادر في جمارك دمشق أكدت لـ«تشرين» أن دوريات الضابطة الجمركية حجزت سيارة شاحنة حملت بداخلها علباً معدنية مدورة وضعه عليها لاصقة كتب عليها حمص بطحينة «مسبحة» سعة العلبة 200غ، حيث كان مدون على قسم من البضاعة أنها ذات منشأ سوري بينما كان القسم الأخر بدون دلالات منشأ ولكن المحتوى عموماً كان مرتديلا، وهذا ينطوي على مخالفة جسيمة تحت مسمى الاستيراد تهريباً، وخاصة أن هناك تزويراً وغشاً واضحاً باعتبار أن محتوى العلب مختلف عن نوع المنتج المدون عليها، إضافة إلى الكميات المصادرة غير صالحة للاستهلاك البشري.
غير صالحة للاستهلاك البشري
وبينت المصادر أن رئاسة الضابطة الجمركية أكدت أن العلب هي مرتديلا وليس حمصاً بطحينة، كما أن قسيمة التحليل الصادرة عن مديرية الشؤون الفنية في مخابر وزارة التجارة الداخلية بينت أن العينة غير مقبولة جرثومياً وعليهاعلامات فساد ورائحة كريهة ومخالفة للمواصفات السورية، كما أن نسبة الدهن تحتوي على زيادة 5% مع انخفاض نسبة البروتين 3% وارتفاع تركيز الصوديوم، بالتالي غير صالحة للاستهلاك البشري، مؤكدة أنه تم تنظيم الملف اللازم وجمع المخالفة أصولاً، وتم توجيه الدوريات للتحري عن المعمل الموجود في بلدة سعسع بريف دمشق، وقد تبين نتيجة التحري وجود آليات للتصنيع مع خلوه من أي مواد أولية «لحوم» علماً أن المنشآت مرخصة أصولاً من وزارة الصناعة.
تبرير
وذكرت المصادر أن صاحب البضاعة عند تنظيم الضبط بحقه أفاد بأن الكميات المصادرة كانت مرسلة إلى مدينة الحسكة، مبرراً مخالفته بأن الطريق المؤدي إلى هذه المدينة يوجد فيه مجموعات مسلحة تمنع تناول المرتديلا، لذا لجأ إلى أسلوب الغش والتزوير عبر وضع لصاقات كتب عليها «حمص بطحينة».
مخالفة جسيمة
وأضافت مصادر جمارك دمشق: إن تزوير البضاعة ومحتواها الفاسد غير الصالح للاستهلاك البشري ينطوي على مخالفة جسيمة تستوجب عقوبات رادعة تعادل قانوناً أربعة أمثال قيمة الكمية المصادرة والرسوم المفروضة عليها وإحالة أصحاب العلاقة إلى القضاء المختص، علماً أنه تم إرسال صورة عن الضبط إلى وزارة التجارة الداخلية لاتخاذ الإجراء اللازم بحق المخالف أصولاً وذلك عبر قيامها بتشميع المعمل، كما تم إخبار وزارة الصناعة بالأمر لتنحصر مسؤوليتها بإلغاء ترخيص السجل الصناعي للمعمل المخالف.
المخبر المركزي يؤكد
عملية التزوير الموصوفة لتغير محتوى العبوات المعدنية من مرتديلا إلى (حمص بطحينة) ومحتواه غير الصالح للاستهلاك البشري أكدته مدير المخبر المركزي بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لينا عبد العزيز بقولها: إضافة إلى قيام المخالف بتغيير الغلاف الخارجي للعبوات ليكون مختلفاً كلياً عن محتواها الداخلي بينت التحاليل المخبرية أن العينة مخالفة جرثومياً وكيماوياً، حيث ظهر وجود عفن أسود في حواف العلب، مع رائحة كريهة جداً، مع ارتفاع نسبة الرطوبة والدسم، إضافة إلى ارتفاع نسبة نترات الصوديوم التي استخدمت كمادة حافظة من أجل الإبقاء على لون المرتديلا «زهري»، وهو أمر قد يستخدم عادة من أجل التغطية على أمر معين، لكن إجمالاً علامات الفساد للعينة ظاهرة، بالتالي غير صالحة للاستهلاك البشري، مؤكدة أن الإجراء المتبع في هذه الحالة إتلاف الكميات المصادرة بأرضها مباشرة مع قيام الجهات المعنية وليس المخبر المركزي بإغلاق المعمل الذي أنتج هذه الكميات بالشمع الأحمر على أن تكون متابعة هذا الملف من الجهة التي قامت بمصادرة الكميات، الممثلة بالجمارك بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية بمثل هذه القضايا.