حرب قطعان الضباع في الغوطة و داعش سيحارب الفكر المتطرف.. ماذا يحدث؟!

حرب قطعان الضباع في الغوطة و داعش سيحارب الفكر المتطرف.. ماذا يحدث؟!

أخبار سورية

الخميس، ٤ مايو ٢٠١٧

علي مخلوف

في الغوطة الشرقية تعلو أصوات الضباع على جيفة السلطة الإسلاموية، فيما تمتلأ شوارع عربين وحزة بكثبان من الجثث الوهابية، بالأمس كان طريقها إلى الجنة حز رؤوس بشرية، وبات اليوم الميترو الأسرع إلى جنتهم هو تصفية بعضهم بفتوى سعودية على قاعدة ابن تيمية التكفيرية.
ومع إهدار تلك الميليشيات لدماء بعضها، يستمر جيش الجبابرة السوري بالتقدم في القابون التي باتت على مسافة قريبةً من التحرير، ولعّل السبب الأبرز لما يحدث من صراع بين الجماعات المسلحة هو أن عصابتي النصرة وفيلق الرحمن اللتان كانتا متواجدتين في القابون انسحبتا تحت ضربات الجيش السوري إلى مناطق نفوذ عصابة جيش الإسلام، فما كان من الأخيرة إلا أن استقبلت أخوة عقيدة النكاح بالرصاص وشعارات الردة.
اللافت هو ترابط ما يحدث الآن في مناطق الغوطة الشرقية مع مؤتمر أستنة، لا سيما وأن الإرهابي محمد علوش كان قد أكد مشاركته في المفاوضات وسيكون رئيس وفد مسلحيها، لا شك بأن هناك أمر عمليات سعودي إلى ميليشيا جيش الإسلام بشن عملية قضم للجسد الجهادي الإسلاموي على الساحة الدمشقية من أجل أن تكون هذه الميليشيا هي المارد الوهابي الوحيد امام عدد من الأقزام المسماة بالألوية والفصائل الجهادية المسلحة، وهو ما سيروج صورة خلال مفاوضات أستانة بأن محمد علوش ومن يمثلهم هم أصحاب الكلمة النافذة في الميدان على مستوى معسكر خارطة الجماعات المسلحة المتواجدة في الداخل السوري.
دولياً بدأت أصوات الامتعاض الغربي تظهر بوضوح في وجه راعي البقر الأمريكي، فقد قالت رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس اللوردات في البرلمان البريطاني على لسان رئيسها ديفيد هويل أن بلادهم لم تعد تستطيع الاعتماد على زعامة أمريكا بشأن السياسة في الشرق الأوسط، وعليها العمل عن كثب مع أوروبا لضمان الحفاظ على اتفاق إيران النووي، مضيفاً بالقول أنه لا يجب أن تكون واشنطن هي من تحدد المسار لعلاقة الغرب مع الشرق الأوسط، كما كان لافتاً اعتبار اللجنة بأن أمريكا تزعزع استقرار المنطقة على نحو أكبر.
قد يكون السبب الكامن وراء هذا الامتعاض هو رغبة جزء من الساسة البريطانيين تحصيل مكاسب اقتصادية وسياسية من دول في الشرق الأوسط تعاديها واشنطن، على اعتبار أن الأخيرة تأخذ وكالة شبه حصرية في حلب البقرة الخليجية بالأموال والودائع المالية والاستثمارات، كما أن هناك رغبة جامعة لدى العرق الأنجلوسكسوني من أجل إعادة أمجاد المملكة في الشرق إلى سابق عهدها قبل صعود نجم الثور الأمريكي.
أما إقليمياً فإن الخبر الأبرز على الرغم من سخونة الأوضاع الأمنية في المنطقة، كان إطلاق مملكة الكثبان الرملية في الرياض مشروعاً تابعاً لوزارة دفاعها يهدف لمواجهة الفكر المتطرف! وذلك عبر ما يُسمى بمركز الحرب الفكرية! بمعنى آخر تخيلوا وهابياً يشرف على مشروع لمحاربة الفكر المتطرف! اللهم إلا أن تم اعتبار كل ما يخالف العقيدة الوهابية السعودية دينياً وسياسياً بأنه متطرف.
دولة فيها كل حكايا قطع الروؤس و الأيدي والجلد والرجم وفرض النقاب واعتبار النساء عورات ومنعهن من قيادة سيارة وملاحقة الناس بالسياط للتوجه قسراً إلى الصلاة تريد أن تواجه فكراً متطرفاً هو أشبه بداعشي يريد أن يحارب التكفير.. ببساطة فإن المملكة الداعشية لا تستطيع إلا أن تكون كتنظيمها المتواجد الآن في سورية والعراق.
عاجل الاخبارية