في يوم عيدهم.. تضحيات شهدائنا تصنع المجد وتكتب التاريخ.. ودماؤهم تخطّ مستقبل الانتصار..

في يوم عيدهم.. تضحيات شهدائنا تصنع المجد وتكتب التاريخ.. ودماؤهم تخطّ مستقبل الانتصار..

أخبار سورية

الخميس، ٤ مايو ٢٠١٧

مع كل قطرة دم يكتب لسورية نصر جديد، ومع سقوط كل شهيد يدون لها ولادة حديثة، ولم ينته الكتاب الذي يخطه أبطال سورية مدونين أروع ملاحم البطولة والكبرياء، فدماء شهدائنا منارة ونبراس، وإصابات جرحانا أوسمة عز وفخر على صدر كل سوري في بلد الصمود والكرامة.

تلبية النداء

ولشراسة الحرب التي تشن على وطننا الحبيب ، ولإخلاص أهلنا في الذود عنه وطرد العدو وتحرير الثرى، قلما نجد منزلاً لا يخلو من شهيد أو اثنين وحتى ثلاثة، أو شهيد وجريح أو مفقود …

رمضان علي علي والد لشهيدين، نالا شرف الدفاع عن سورية في هذه الحرب الشرسة، وهما منذر وسيف علي من قرية جنينة رسلان، حدثنا: تم طلب الشهيدين منذر وسيف للاحتياط وذلك عام 2013 ، تبلغوا مساء وفي الصباح الباكر لبوا النداء ، التحقوا للخدمة دون تلكؤ أو تأجيل ، إيماناً منهم أن الوطن لا يحرره إلا أبناؤه البررة ، أما أمل عبود والدة الشهيدين فقد حضنت صورهما بعد أن غصت بدموع القهر على فراقهما، لكن سرعان ما لملمت حزنها لتخبرنا أن بين استشهاد البطل الأول والثاني أربعين يوماً فقط ، خدما خمسة أشهر في الجيش، كما أن حادثة استشهادهما واحدة فقد استشهدا أثناء مداهمات واشتباكات مع المسلحين الأوغاد، حيث استشهد منذر في دمشق / السبينة/ بتاريخ 25 كانون أول / 2012 بينما استشهد سيف بريف درعا في قلعة الميسمية وذلك بتاريخ  5/ كانون الثاني / 2013 .

شهيد بأول مهمة

وتحمل عائلة السكماني أيضاً شهيدين بطلين، الوالد وابنه، بعد أن أدمى استشهادهما وفراقهما  قلب الزوجة والأم ، نسرين محفوض زوجة الشهيد البطل شادي جابر السكماني وأم الشهيد البطل شعبان، وروت لنا والدة وزوجة الشهيدين بسالة وشجاعة زوجها وابنها، حيث طلب الشهيد الزوج للاحتياط فأغلق محله، وعلى الفور التحق للقتال في ساحات الوغى إلى جانب رفاقه الأشاوس لتطهير سورية من رجس الأنجاس، سافر مع رفاق السلاح إلى دمشق، كلفوا بمهمة إلى ريف دمشق / الضمير /القلمون/ ورغم نصيحة قائده له بألا يخرج مع المقاتلين إلا أنه أصر على أن يخرج معهم ويقاتل، وهناك حدثت اشتباكات، وكان يقوم بمهمة نقل الجرحى أثناء الاشتباكات، كما نقل العديد من رفاقه إلى أقرب نقطة عسكرية وذلك تحت القنص المستمر من قبل الإرهابيين التكفيريين، لم يتوقف القنص كما لم يتوقف البطل شادي عن المهمة التي جاء من أجلها إلى أن  استشهد لتكتب له الشهادة، وذلك بأول مهمة قام بها، حيث نال شرف الشهادة بتاريخ 11 /12/ 2013

المقاتل الشجاع

وتابعت زوجة ووالدة الشهيدين عن ابنها شعبان / المقاتل الصغير الثائر/ كما وصفته ، فبعد استشهاد والده، هم الشهيد البطل أن يحارب أعداء الله ويدحرهم عن أرضنا الطاهرة، حيث التحق في مجموعات وجنباً إلى جنب مع رفاقه وترك دراسته، التحق رغماً عن والدته وهو في ريعان شبابه / 16 عاماً، حيث التحق مع مجموعة أبطال إلى تدمر، ثم انضم إلى الفيلق الخامس، وأدى مهمة في اللاذقية ثم التحق مع قوات البعث اللبنانية، وآخر مهمة قام بها مع رفاقه كانت إلى ريف تدمر / الحميمة / قاتل المسلحين وقتل منهم أعداداً كثيرة ثم وقع أرضاً، وقبل استشهاده شعر بأنه سينال الشهادة، فطلب من رفيقه أن يسلم كثيراً على أمه الموعودة والمنتظرة رؤيته، وأفادت والدته: طلب الشهادة ونالها وذلك بتاريخ 14 /4/2017 ، شعرت أنه لن يعود ولن تتكحل عيناي برؤيته ثانية، ثلاث سنوات وأربعة أشهر بين استشهاد زوجي وابني… يذكر أن الشهيد البطل شعبان من مواليد 1/1/2000.

نصب العلم السوري

الشهيد النقيب الحقوقي علي محسن محمد من قرية دوير رسلان/ بشمشة / حدثتنا أخته ميس قائلة : حصل الشهيد محمد على إجازة في الحقوق في عام 2011 ثم التحق بالخدمة الإلزامية في 31/5/2012، وتم فرزه إلى حلب / الكلية المدفعية، وأثناء هذا الوقت كان مسجلاً في كلية الشرطة، لكن الشهيد رفض أن يتخلف عن أداء واجبه، وفي شهر  كانون الأول من عام 2012 جاء اسمه مقبولاً بكلية الشرطة بحلب، فالتحق دورة مدراء نواح، تسلسل 36 وذلك في 1/1/ 2013 ، بقي سنة،  ثم نال شهادة ضابط من قوى الأمن الداخلي برتبة ملازم أول في  15/2/ 2014 ثم تم نقله لكتيبة حفظ الأمن والنظام بقيادة شرطة حلب بتاريخ منح الشهادة، فانتقل إلى ريف حلب الشمالي وبقي أقل من سنة لحين استشهاده بتاريخ 8/1/2015، وذكرت أخت الشهيد محمد أن أبرز ما قام به البطل هو تسلله ليلاً برفقة زميله، ونصب العلم السوري في نقطة التماس مع المسلحين.

أكرم من في الدنيا

سيبقى شهداء سورية ” أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ” مثل النور الساطع يضيئون الدرب..مثل مجرة ثاقبة تخترق الظلام وتبهر الأنظار ..أبطال سورية عاهدوا الله والوطن “إما أن نعيش فوق الأرض أعزاء أو تحت الأرض شهداء “.

دارين محمود حسن