المجتمع يخسر والاقتصاد يخسـر..!.. هجرة الشباب نزيف لرأس المال البشري والفكري فمن يوقفه

المجتمع يخسر والاقتصاد يخسـر..!.. هجرة الشباب نزيف لرأس المال البشري والفكري فمن يوقفه

أخبار سورية

الاثنين، ١ مايو ٢٠١٧

زهور كمالي –مختار سلهب
وجودهم وصمودهم داخل الوطن شكل أسطورة للنصر, وهجرتهم تركت ألما وجرحا مازال ينزف, كما الطيور تهجر أوطانها بحثاً عن أماكن تعيش فيها آمنة حيث الدفء والغذاء الوافر, لكن بعض الطيور تقاوم كل العوامل الجوية ولا تهجر مستقرها, هكذا الشباب منهم من اختار السفر لتحقيق طموحه وبناء مستقبله تاركا خلفه وطناً جريحاً, ومنهم من فضل البقاء وفاء لوطنه الأم وبفضله حصل على أعلى الشهادات وحقق مرتبة عليا في وظائف حكومية, ولسان حالهم يقول: وطننا في خطر فكلنا جنوده وكل من موقعه.. فراغ الوطن من قناديله وسواعد شبابه وعقوله سياسة استراتيجية انتهجتها دول ساهمت في الحرب على سورية فشجعت الهجرة وفتحت الحدود أمام اللاجئين وقدمت التسهيلات والمغريات, وحسب سياستها فإن إخلاء البلد من شبابها وسكانها سيوصلها لحافة الانهيار, ولاسيما أن استقطاب الشباب المتعلمين كان هدفاً لها لتشغيلهم في مصانعها ومنشآتها وتحويلهم الى آلات وأدوات لإنتاجها, لكن سرعان ما كشفت عن إنسانية كاذبة وديمقراطية زائفة أوهمت شبابنا بنعيم زائف ومستقبل مُبهم, وللأسف كانت النتائج مخيبة للآمال وربما البعض دفعتهم وطأة الحاجة الى الانصياع لضغوط مختلفة الألوان للهجرة ومغادرة الوطن.
للشباب قصص وآراء رصدتها تشرين خلال جولاتها بين طلبة الجامعة في مختلف الكليات وبين شباب حزموا حقائبهم استعداداً للسفر, وبين جموع كبيرة في فرع الهجرة والجوازات.. شباب متلهف للحصول على جواز سفر من دون تحديد وجهة سفره وربما الى المجهول.
مشروع سفر لاختصاص نادر
ضياء –ع 33 سنة خريج كلية الطب, يستعد حالياً لمناقشة رسالة الدكتوراه وباختصاص نادر, إذا لم تتوفر له فرصة مناسبة للعمل تتناسب مع شهادته، فإن مشروع السفر سيكون الحل أمامه, الدكتور ضياء سيسافر الى أي دولة, وربما الى المجهول – كما يقول- وسيقبل بأي عمل هناك حتى في المطاعم أو السوبر ماركت… وقال: إن عدم توفر فرص عمل تتناسب مع المخرجات العلمية الجامعية والمصير المجهول للخريجين الأكاديميين عوامل تزيد الإقبال على الهجرة عند جيل الشباب علماً أن بلدنا تعاني نقصاً كبيراً جداً في الكوادر البشرية المؤهلة وفائضاً في الوقت ذاته لا يتم توظيفه في مواقع مناسبة والمسابقات التي يتم الإعلان عنها شبه وهمية, مخصصة لذوي النفوذ والمحسوبيات.
لا أفكر بالهجرة طالما توفر العمل
عمران فاعور 30 سنة طبيب بيطري حاصل على درجة الماجستير في العلوم الوبائية ومعيد في جامعة حماة موفد داخلياً, متفائل –قنوع- يشعر بالسعادة – لا يفكر في السفر أو الهجرة مادام قد حصل على فرصة عمل كمعيد في الجامعة, وقال: صحيح الراتب ضعيف قياساً بالأسعار الحالية وليس بإمكاني شراء منزل أو سيارة ولا حتى التفكير في الزواج, لذلك سأبحث عن عمل إضافي آخر غير التعليم لتتسنى لي تلبية الاحتياجات الأساسية, علما أن قانون التفرغ الجامعي لا يسمح القيام بأي عمل سوى التدريس في الجامعة.
وتابع الدكتور عمران قائلا إن فرص العمل تُسهم في استقرار الشباب نفسياً ومادياً ومعنوياً وبقاء العقول المبدعة في الوطن وهناك الكثيرون من الطلاب الموفدين الى الخارج يرغبون في العودة إلى الوطن ولكن الخوف يمنعهم وقد تأخروا في التحصيل لأسباب متعددة منها مادية أو ضغوط مختلفة أو الخوف من صعوبة تسوية أوضاعهم المالية أو مخاوفهم من مفرزات الحرب الظالمة التي تعيشها بلدنا.
حصص درسية لا تكفي
جنى شحادة شابة 24 عاماً لم تشفع لها دراستها ولا موهبتها ولا حتى مشاركتها في بعض معارض للرسم في الحصول على فرصة عمل بعد تخرجها من كلية الفنون الجميلة, ومازالت تنتظر بداية كل عام دراسي بتكليفها بحصص دراسية ولا يتجاوز ما تتقاضاه نهاية الشهر ال 15 ألف ل.س, لوحاتها المميزة وإبداعها فسح المجال أمامها للمشاركة في معرض للرسم خارج القطر, فهل ستفوت الفرصة؟ ربما تجد في السفر تحقيقاً لحلمها ومن يثمَن هذه الموهبة التي نمت في بلدها لتقطف ثمارها في بلد آخر؟!
هروب من الواقع
حمزة جنيد طالب في السنة الأخيرة في كلية الطب البيطري, مدرك ويستفيد من تجارب الآخرين وما يحصل لهم في بلاد الاغتراب من مرارة العيش والذل في سبيل الحصول على عمل يسد رمق العيش, وقال: إن الصعوبات التي يُعانيها الطالب الجامعي خارجة عن إرادته في الأغلب أهمها ارتفاع أجور النقل وقسوة الظروف والضغوط المادية تدفع الشباب إلى البحث عن رفاهية مشوهة قد تتزين في مخيلته من خلال سماعه بحصول المهاجر في بعض البلدان على راتب لجوء من دون عمل وتوفر السكن مع يقيني أن الهجرة هروب من الواقع الذي يعانيه كل من يريد الهجرة.
سندعم اقتصادنا
وفي فرع حماة للهجرة والجوازات كانت لنا لقاءات مع عدد من الشباب.. منهم أكدوا أن مغادرة أرض الوطن لها وقع قاس عليهم, وقال (رأفت–و): نحن مضطرون للبحث عن فرص عمل ومعيشة مناسبة ومصادر دخل ندعم بها أقاربنا وأسرنا المقيمة التي باتت بحاجة الى المعونات, ونحن في سورية كنا واعتدنا أن نقدم العون للآخرين لا أن ننتظر من يجود علينا بسلة غذائية يُرسلها عبر المنظمات الدولية التي تتباكى على بلدنا بزعم الإنسانية وهي من تساهم في الحرب والتهجير, نحن لن يكون دورنا سلبياً في هجرتنا, بل سندعم اقتصادنا الوطني من خلال دعم أقاربنا بالمال وتمكينهم من إقامة مشروعات صغيرة تؤمن لهم مصدر دخل يضمن لهم حياة كريمة.
مغريات زائفة
تشرين التقت أساتذة كلية الاقتصاد في جامعة حماة واستطلعت آراءهم في أثر هجرة الشباب وانعكاسها على اقتصاد البلد وبنيانه الاقتصادي والاجتماعي.
خسارة لجيل في سن العمل
الأستاذ الدكتور كنجو عبود كنجو قال: الهجرة هي استنزاف وخسارة للبلد ونحن بهجرة الشباب نخسر قوة عمل لأغلب المهاجرين الذين هم في سن العمل من فئة الشباب ومبدئياً نخسر قوة عمل وتحديداً الطالب الجامعي, فهو رأسمال فكري إضافة الى أنه رأسمال بشري أي يغادرنا بوجوده الفكري وهذا الوجود الفكري لم يأت بكبسة زر, إنما جاء نتيجة تراكم سنوات من العمل والخبرة وهذه تعد خسارة مضاعفة. وأكد أ.د كنجو إذا استمرت هذه الهجرة ستشكل فجوة سكانية تسبب مشكلة اجتماعية في الهيكل الديموغرافي للبلد لأن هذه الفئة هي فئة الشباب والشابات التي ستتزوج ما سيؤدي في المستقبل إلى خلل في التركيب الديموغرافي, كما أن هناك مواليد ووفيات بشكل غير منسجم مع المعدل الصحيح للنمو السكاني الذي يترتب عليه النمو الاقتصادي, لذلك سيكون الخط البياني منكسراً ولن نكون قادرين على معرفة حدة هذا الانكسار لأننا لا نعرف عدد المهاجرين وكيف كانت تلك البيانات, لكن نشعر بأن طاقة بشرية في مجتمعنا مهاجرة وكم تبلغ اقتصادياً لا نستطيع تقديرها لأن الموضوع يتعلق بالكفاءة الإنتاجية للشخص وكذلك الناتج القومي للبلد, وهذه خسارة وفقدان لجيل في سن العمل هاجر مع فكره التعليمي وما حصله من تعليم بكل علمه وطاقاته, وباختصار هجرة الشباب هي خسارة مادية وفكرية.
تمويل يعتمد على بناء الثقة والإمكانات
الدكتور فراس الأشقر قال: إن الدول التي تستقطب الشباب المهاجر تقدم له مغريات كثيرة لا يجدها في بلده منها فرص العمل والرواتب العالية والسكن وكل مستلزمات حياة الرفاهية وغيرها من المغريات, وهذه كلها عوامل تشجع الشباب على السفر والهجرة, كما أن الشباب بعد التخرج من الجامعة لم يتم تأهيلهم بشكل جيد ولا حتى تعيينهم في المكان المناسب, فمثلا بعض المهندسين يتم فرزهم الى أماكن لا تناسب اختصاصهم, مشيراً إلى موضوع التمويل, إذ يوجد لدينا شباب يحملون أفكاراً وآراء لتنمية وتحسين حياتهم المادية وتنمية بلدهم ممن يرغبون في البقاء في مدنهم ومع أهلهم, لكن ليس لديهم إمكانات مادية للتمويل أو القيام بمشاريعهم التنموية, ولا يوجد تشجيع لتمويل الشباب، تمويل يعتمد على بناء الثقة والإمكانات, وهناك أشخاص لديهم القدرة على الإنتاج برأسمال بسيط وهؤلاء بحاجة أيضا الى تشجيع وتبني أفكارهم ودعمهم. وقال د. الأشقر: حالياً أقوم بإعداد بحث لتمويل المشاريع الصغيرة وأدرس تجارب دول تجعل الشخص يساهم بنسبة 20% لإثبات حسن النية والبقية يقوم المصرف بتقديمها, ولكن للأسف في سورية لا توجد مثل هذه الأفكار, وفي عام 2016 أصدر المصرف العقاري تشريعاً خاصاً بالتمويل الصغير لكن لم يتم تنفيذه.
قوانين وتسويات لعودة آمنة
الدكتور عبد القادر مندو يرى أنه إذا عاد الشباب المهاجرون الى البلد بكفاءات علمية ومؤهل فهذا يمكن أن يعوض غيابهم وهذا يختلف عن الشخص الذي هاجر بشكل دائم, فالبعض ذهب للدراسة وإكمال تعليمه على أمل أن يعود بعد انتهائه من الدراسة, وقد يكون 50% من الشباب المهاجرين بسبب إكمال الدراسة ونحن نعلق الآمال على هؤلاء الشباب العائدين بخبراتهم وكفاءاتهم.
وأكد د. مندو أن أهم العوامل التي تشجع الشباب على العودة الى الوطن هو عودة الأمن والأمان واستقرار الوضع في البلد, فمن درس في الجامعات وحصل على الشهادات العالية يرغب في العودة ليكون أستاذاً أو مدرساً في الجامعات السورية وأن يحقق حضوراً اجتماعياً في مجتمعه, وأغلب الشباب المهاجرين لديهم رغبة في العودة إذا ما انتهت الحرب وعادت البلد الى ما كانت عليه من استقرار وطمأنينة, لأن شعور أي شخص في بلده يختلف عن شعوره ووجوده في أي بلد آخر, كما أن من هاجر أو سافر بطريقة غير شرعية لديه مخاوف من العودة الى بلده وخوفه من العقوبات ومن أن يحاسب على خروجه غير الشرعي وبالتأكيد هناك المراسيم والقوانين التي تصدر وتواكب وتتماشى مع الظروف الحالية وقد تصدر تسويات أو قوانين تسمح بعودتهم بشكل آمن إلى البلد وهذا عامل مشجع لمن يرغب في العودة.
فقدان عناصر العملية الإنتاجية
الأستاذة الدكتورة أسمهان محمد خلف عميد كلية الاقتصاد في جامعة حماه تعد أن هجرة الشباب خسارة قاعدة لبناء الإمكانات الإنتاجية وقالت: أي تنمية اقتصادية تعتمد على تنمية الموارد البشرية، وأساس الموارد البشرية هو بناء الإنسان وبالدرجة الأولى الشباب, فنحن بهجرة الشباب نفقد مهارات ذهنية بإمكانها بناء إمكانات إنتاجية, كما أننا نفقد مهارات جسدية بإمكانها أن تبني قواعد, وتالياً نفقد عناصر العملية الإنتاجية التي هي قوة العمل, وفي هذا أتفق مع العالم والباحث آدم سميث حين قال: إن الإنسان هو أساس أي تنمية وهو أساس العملية الإنتاجية, وأضافت أن الهجرة لها أثر سلبي في تأخير بناء مستقبل البلد, لذلك يفترض أن تكون هناك قوانين ووزارة خاصة بالشباب وتفعيل أكثر للإنفاق الاستثماري الذي يجذب الشباب, فمثلا اليابان عندما نهضت بعد الحرب العالمية الأولى لم يكن لديها إمكانات مادية ولا موارد طبيعية بل اعتمدت على رأس المال البشري.
دور المناهج في تهيئة الشباب كقوة عمل
وترى أ.د.خلف يجب بناء قواعد لجذب الشباب وهذا من مهام هيئة تخطيط الدولة والوزارات المعنية, ونحن نأخذ دورنا في الجامعات من خلال المناهج التي يمكن أن تعمل على جذب الشباب، وفي نهاية حديثها أكدت عميد كلية الاقتصاد على إطلاق حريات الشباب للتعبير عن آرائهم واستشهدت بالجامعات العالمية الموجودة فيها منتديات خاصة ومفتوحة لممارسة حرية الرأي لدى الشباب وفي هذه المنتديات تتم تعبئة الأفكار وإمكانية تحقيقها ورؤية التناقضات وإيجاد الحلول لها.
زيادة الاستيعاب الجامعي
الدكتور ياسر العمر رئيس جامعة خاصة سابقاً في حماة يرى أن هجرة الشباب تشكل أخطر استنزاف لطاقات ومقدرات الوطن التي يجب الحفاظ عليها من خلال السعي لتوفير فرص العمل سواء في القطاعين العام أو الخاص, موضحاً أن الملاءة العلمية لابد منها عبر زيادة الاستيعاب الجامعي والتوعية الاجتماعية والتشاركية مع هيئات المجتمع المحلي وتبيان الآثار السلبية للهجرة على الشباب والوطن وأهمها فقدان الهوية الاجتماعية والترابط الأسري الذي يتميز به المجتمع السوري.
وأضاف د.العمر إن غموض وضبابية الرؤية للمستقبل سواء في الداخل أو الخارج تؤدي الى ضياع فكري لدى الشباب ما يدفعهم للولوج في مجتمع بلدان المهجر المادي البحت, وهذا يتطلب من فئة الشباب الاعتكاف عن متابعة التحصيل العلمي والبحث عن عمل لا يتناسب مع مؤهلاته العلمية لأن الحياة ستكون صعبة وبحاجة الى نفقات كبيرة لا تتناسب مع المدخول العالي الذي ينبهر بقيمته الشاب من دون احتساب المصروف والأسعار والنفقات التي تُرغمه على العمل في ظروف صعبة وأحياناً مهينة, حيث ترى خريجي الجامعات يعملون في المطابخ أو نوادل في المطاعم أو في أعمال الخدمة والتنظيف وغيرها مستشهداً بتجارب شخصية عاصرها خلال فترات دراسته الجامعية العليا في البلدان الأوروبية مع لحظ شبه مجانية التعليم العالي في بلادنا ونفقاته الباهظة في دول الغرب. وأكد د.العمر: أن حوالي 90 معيداً من كلية الطب البيطري تم إيفادهم منذ بداية الأحداث وقد انتهت مدة إيفادهم وحتى الآن لم يعودوا من دول الإيفاد.
نقص الكادر التدريسي وانخفاض جودة التعليم
من المسؤول عن وقف نزيف هجرة الشباب؟ وكيف انعكس واقع الهجرة على الجامعة والتعليم الجامعي؟
رئيس جامعة حماة الأستاذ الدكتور محمد زياد سلطان بيّن آثار هذه الهجرة على واقع التعليم في جامعة حماة وقال:
إن الأزمة أفرزت مخرجات عدة منها مغادرة بعض أعضاء الهيئة التدريسية من الجامعة إما بطريق نظامي وإما غير نظامي وبعض من ضعاف النفوس انشقوا عن منظومة التعليم العالي وغادروا القطر كما أن البعض -وهذا فخر لنا- استشهدوا, كل ذلك أدى الى نقص في الكادر التدريسي وأرخى بظلاله على العملية التعليمية وجودة التعليم, لكن حالياً الوزارة تعمل على ترميم النقص من خلال مسابقة أعلنتها لتعيين أعضاء هيئة تدريسية من خارج الجامعة وهذا سيرمم جزءاً من النقص الذي تعانيه الجامعة، وسيكون لمحافظة حماة نصيب جيد حوالي 11% منها. وقال: إن عدد أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة حماة لا يتجاوز 100 عضو ولدينا 14 كلية وخمسة معاهد وبعض المديريات المركزية تحتاج أعضاء هيئة تدريسية لإدارتها وهذه المسابقة إذا تحقق كل العدد المطلوب سيكون هناك 156عضواً سيرفدوا الجامعة بكل الاختصاصات.
إغراء ذوي الكفاءات والخبرات
من جانب آخر أشار أ. د سلطان الى أن أحد مسببات الحرب على سورية هو التأثير في جيل الشباب بتغيير التفكير والأيديولوجيا لديهم، وبين الشباب من اعتقد أن الغرب هو الملاذ الآمن, فتوجه نحو الغرب الذي يستفيد كثيراً من طاقاتهم الذهنية والجسدية ويتم تسخيرهم في مختلف الأعمال, وهذا الشباب المهاجر يعد بالنسبة لأوروبا صيداً ثميناً جداً لأنها أخذت الشباب وأغلبهم من الذكور من طلاب الجامعات ذوي الكفاءات والخبرات.
أطباء لم يعودوا من بلد الإيفاد
ولفت د. سلطان إلى أن ما يقدم للشباب من إغراءات لتشجيع الهجرة يأتي جزءاً من الحرب الفكرية التي يشنها الغرب على المنطقة, فالشاب الذي قدمت له الدولة كل الإمكانات ليكون مؤهلاً لسوق العمل كخريج ناضج صرفت عليه الدولة 20 عاماً بدءاً من التعليم الابتدائي وانتهاء بالتعليم الجامعي ستجده الدول الأوروبية لقمة جاهزة للإنتاج لديها. وأكد رئيس الجامعة أن حوالي 29 عضو هيئة تدريسية هاجروا الى دول خليجية وأوروبية وهناك أربعة أطباء أسنان تم إيفادهم إلى بريطانيا للحصول على شهادة الدكتوراه وتقدر تكلفة الإنفاق على كل طبيب منهم ب 200 مليون ل.س.
من مكتب التشغيل
وذكر مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في حماة كامل رمضان أن عدد المتقدمين المسجلين في مكتب التشغيل في حماة من تاريخ 132001 وحتى نهاية شهر آذار من العام الجاري 2017 زاد على 2013021 شاباً وشابة منهم 135033شاباً و77988 شابة ومن بداية العام الجاري حتى تاريخ 2032017 كان عدد المسجلين الجدد 3710 من حملة الإجازة الجامعية والمعاهد والثانويات وشهادة التعليم الأساس والمهنيين والسائقين والعمال والكثير منهم فقد فرصته في التعيين لتجاوز السن المرغوبة والمقدرة بنحو 35 عاماً.
تراجع في إصدار الجوازات
وفي فرع الهجرة والجوازات كان الإقبال كثيفاً على استصدار جوازات السفر سواء للمقيمين في الداخل أو الخارج والتأشيرات للمغادرة ولاسيما في السنوات الماضية مع لحظ تراجع متوالٍ في السنة الحالية حيث ذكر رئيس فرع الهجرة والجوازات في حماة العقيد عارف محمد خير الله أن إصداره العام الماضي 2016 بلغ 50576 جوازاً داخل القطر, و 7601 جواز للمقيمين في الخارج وفي الأشهر الأولى من العام الجاري وصل عدد الجوازات الممنوحة من بداية العام حتى تاريخ 203 2017 أكثر من 6732 جوازاً, منها 1790 خارج القطر, وأضاف أن الإصدار اليومي تراجع من 350 جوازاً يومياً الى حوالي 200 جواز موضحاً أن إصدار الجواز العادي يستغرق أسبوعاً فقط ويمكن الحصول على جواز مستعجل في اليوم ذاته وللمقيمين خارج القطر خلال 24 ساعة من استكمال الأوراق المطلوبة.
حتى لا نخسرهم
من خلال اللقاءات مع أغلبية الشباب والأكاديميين والمعنيين كانت المقترحات تُركز على ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات منها تحديد مدة الخدمة الاحتياطية والعدالة في توزيع فرص العمل بعيداً عن المحسوبيات وخاصة في المسابقات التي تجريها الجهات العامة وتحسين الرواتب وتمكين الاحتياطيين من الخدمة في محافظاتهم وإن أمكن في مقرات عملهم تجنباً لإفراغ بعض المواقع من مضمونها الاقتصادي أو الخدمي إضافة الى محاربة الهدر والرشوة والأتاوات التي تفرضها بعض الجهات المتنفذة على الفعاليات الاقتصادية ما يؤدي إلى إغلاق العديد من المنشآت وصرف عمالها وهذا يسهم في دفعهم الى الهجرة بحثاً عن مصدر معيشة لأسرهم وتالياً خسارتهم.
تشرين