الدواجن بهمومها الثقيلة… على طاولة التطوير ..دراسة حكومية: خريطة طريـق الإنقاذ.. خفض تكاليـف الإنتاج.. تأمين الأعـلاف والصيصـان

الدواجن بهمومها الثقيلة… على طاولة التطوير ..دراسة حكومية: خريطة طريـق الإنقاذ.. خفض تكاليـف الإنتاج.. تأمين الأعـلاف والصيصـان

أخبار سورية

الاثنين، ٣ أبريل ٢٠١٧

أروى شاهين

في رحلة بحثه عن وجبة غذائية بأقل تكلفة ممكنة تضيق الخيارات أمام المواطن, لكن رغم ذلك هناك سلع يصعب الاستغناء عنها وخاصة عند وجود أطفال في العائلة، ولاسيما لحم الفروج والبيض ليجد المواطن نفسه أمام مأزق توفيرها، الأمر الذي يوجب تضافر الجهود آخذين بالحسبان الواقع الفعلي لمنتجي هذه السلع والإمكانات المتاحة وكيفية الاستفادة منها بطريقة مدروسة.
وبينت دراسة صادرة عن المركز الوطني للسياسات الزراعية التابع لوزارة الزراعة، حصلت تشرين على نسخة منها، أن قطاع الدواجن مر بمراحل مختلفة خلال سنوات الحرب تحقق في بعضها وفرة في الإنتاج وتراجع ملحوظ في البعض الآخر.

تناقص في المداجن والطيور
أكدت الدراسة أن إجمالي عدد المداجن يصل حالياً إلى 10.422 مدجنة بينما تجاوز عددها 12 ألف مدجنة قبل الحرب, ما يعني خروج ما يزيد على 2000 مدجنة من الخدمة, في حين تناقص عدد مداجن الدجاج البياض والأمات المرخصة بما يقارب 373 مدجنة, والأمر ينطبق على مداجن الفروج المرخصة، والتي خسرت حوالي 1279 مدجنة, في حين زاد عدد المداجن البياضة غير مرخصة إلى ما يزيد على 65 مدجنة, مقابل انخفاض عدد مداجن فروج غير المرخصة بحدود 617 مدجنة, والأمر ذاته ينطبق على عدد الطيور التي شهدت تناقصاً ملحوظاً, حيث ان معدل النمو السنوي السالب أعلى منه قرينة بالنسبة لعدد المداجن، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن تلك المداجن لم تعد تعمل بطاقتها النظرية، وذلك ما أكده بعض المربين لـ«تشرين» مرجعين السبب إلى غلاء تكاليف الإنتاج، وعدم توافر التمويل والسيولة الكافية تحول دون تشغيل المداجن حسب الطاقة الإنتاجية لها, وفيما يتعلق بالعدد الإجمالي للطيور المتعلقة بقطاع الدواجن تبين الدراسة أن الخسارة بلغت ما يزيد على 9200 ألف طير, وكذلك الحال بالنسبة للدجاج البياض والفروج حيث جميعها سجلت تناقصاً بمعدل نمو سنوي سالب قارب 9%.
التكاليف مضاعفة
رصدت الدارسة تكاليف إنتاج البيض خلال سنوات الحرب، حيث بينت أن وسطي تكلفة إنتاج بيضة واحدة تضاعف بمعدل 80%, وتشكل تكلفة الأعلاف بحدود 66% من إجمالي التكاليف, والأمر ذاته ينطبق على وسطي تكلفة إنتاج اللحم والذي تضاعف هو الآخر إلى ثمانية أضعاف, تشكل نسبة تكلفة الأعلاف فيه أيضاً ما بين 54% و66% من إجمالي التكاليف.
767 مدجنة غير مرخصة
وأشارت الدراسة إلى أن العدد الإجمالي للمداجن المرخصة يصل حالياً إلى 4119 مدجنة تحظى 3349 منها بميزة الترخيص بما يعادل 81% في حين يبلغ عدد المداجن غير المرخصة 767 مدجنة, بيد أن نسبة المداجن العاملة تصل إلى 81% بعدد يصل إلى 3342 مدجنة عاملة و777 متوقفة عن العمل, وتحظى طرطوس بالمرتبة الأولى من حيث عدد المداجن العاملة تليها حماة, حمص, ريف دمشق, السويداء, اللاذقية, درعا, القنيطرة على التوالي.
رصد المشكلات
بعد الاطلاع على الواقع الحالي لقطاع الدواجن كان لا بد من رصد المشاكل المتعلقة به، وعليه بين مدير المركز الوطني للسياسات الزراعية المهندس رائد حمزة لـ«تشرين» أن أسباب تراجع قطاع المداجن يعود إلى مشاكل متعلقة بمستلزمات الإنتاج تشمل ارتفاع الأسعار وعدم توافر المحروقات, فضلاً عن وجود مشاكل متعلقة بالتسويق تتضمن تذبذبات كبيرة في الأسعار وعدم وضع السعر التأشيري لبيع المستلزمات من (بيض – فروج)، إضافة إلى تهريب المنتجات, ناهيك بصعوبات متعلقة بالتمويل تأتي في مقدمتها صعوبة الحصول على القروض وانخفاض القروض المتوسطة وطويلة الأجل وعدم معالجة المتعثرين في تسديد القروض السابقة, يضاف إلى ذلك وجود مشاكل تتعلق بارتفاع الضرائب والرسوم وعدم التعامل بالتسعيرة الزراعية بدل الصناعية لاستجرار الطاقة الكهربائية للمداجن في بعض المحافظات، وغيرها.
خفض التكاليف
قدمت الدراسة مقترحات عديدة لتطوير قطاع الدواجن حسب حمزة أهمها ضرورة خفض التكاليف من خلال تأمين الأعلاف الدواجن عن طريق مؤسسة الأعلاف وتأمين الصوص عن طريق مؤسسة الدواجن, إضافة إلى تأمين المازوت بالسعر الرسمي, ونشارة الخشب عن طريق اتحاد غرف الزراعة, وتخفيض كل الرسوم المتعلقة باستيراد المواد العلفية, والعمل على معاملة تسعيرة استجرار الطاقة الكهربائية للمداجن والمنشآت الزراعية بالتسعيرة الزراعية بدل الصناعية.
على المدى المتوسط
وقدمت الدراسة مقترحات لإنقاذ قطاع الدواجن على المدى المتوسط وتسوية وضع المداجن غير المرخصة وتفعيل دور الإشراف الفني والرقابي على المنشآت، إضافة إلى الاستفادة من مخلفات الدواجن كأسمدة زراعية، ناهيك بتشجيع إنشاء مذابح آلية ووحدات تجميد المنتجات النهائية وتوفير وسائط نقل مبردة وتشجيع الاستثمار لإقامة مصانع تجفيف بيض المائدة وتجميد لحم الفروج والاعتماد على الطاقة البديلة.
في عهدة الحكومة
وافقت اللجنة الاقتصادية لرئاسة مجلس الوزراء مبدئياً على مقترحات تطوير قطاع الدواجن بانتظار استكمال الإجراءات الإدارية لإعلان تنفيذها رسمياً وفق خطة مدروسة، التي يأمل أن تلقى التنفيذ الفعلي على أرض الواقع وألا تبقى حبراً على ورق.

إنتــــاج اللقــــاحــــــات البيطــــرية محــــلياً
بين معاون وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية المهندس أحمد قاديش لــ«تشرين» أنه تم الاستغناء عن استيراد اللقاحات البيطرية لمصلحة إنتاجها محلياً هذا العام مما وفر ملايين الدولارات التي كانت ترصد لاستيرادها سابقاً، علماً أن تكاليف الإنتاج الحالية تحصل عليها الوزارة من الدعم الحكومي والمشاريع الاستثمارية القائمة، حيث تم رصد ما يقارب 200 مليون ليرة من الخطة الاستثمارية لمصلحة إنتاج اللقاحات المذكورة.
وأوضح قاديش أن الوزارة نفذت مجموعة من الخطط لإيصال اللقاحات إلى مختلف المناطق، بغية حماية القطعان ومنتجاتها من الإصابات بالطاعون والحمى القلاعية وغيرها من اللقاحات التي قامت الوزارة بتوزيعها، ما حقق نتائج إيجابية على وضع الثروة الحيوانية التي شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال سنوات الحرب.
وفي السياق ذاته بيّن مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة الدكتور أسامة حمود أن عدد اللقاحات المنفذة في مختلف المحافظات لهذا العام بلغ  43323 لقاحاً، في حين وصل عدد قشات السائل المنوي المنتجة من ثيران التلقيح الصناعي في مركز إنتاج السائل المنوي والآزوتي حوالي 60231 قشة، وذلك بعد أن تم رفد المركز بـ 10 ثيران تلقيح اصطناعي جديدة منتقاة ليصبح عددها الكلي 30 ثوراً، منوهاً بأنه تم إنتاج 62120 ليتراً من السائل الآزوتي المستخدم في حفظ القشات والاستخدامات الطبية والحيوية الأخرى.