وفجأة انقلبت الآية.. وطوابير الانتظار اختفت بلا رجعة ..سيارات توزيع الغاز تجوب الحارات بحثاً عمّن يشتري «الجرة الزرقاء»

وفجأة انقلبت الآية.. وطوابير الانتظار اختفت بلا رجعة ..سيارات توزيع الغاز تجوب الحارات بحثاً عمّن يشتري «الجرة الزرقاء»

أخبار سورية

السبت، ١ أبريل ٢٠١٧

دانية الدوس
يبدو أن أزمة الحصول على الغاز بدأت بالانفراج ولاسيما أن طوابير الانتظار برفقة الجرات الزرقاء اختفت أمام مراكز توزيع الغاز، وبدأت السيارات تجوب الحارات والبيوت باحثة عمن يشتري جرة، لتنقلب الآية ويصبح المواطن معززاً مكرماً تأتيه الجرة إلى عقر داره بمجرد أن يلوح بيده على بائع الغاز من شرفة منزله.

دليل الحظ السعيد
اختفاء طوابير الانتظار للحصول على جرة غاز يعبر عنها أبو محمد «موظف» الذي لا يخفي دهشته وسعادته في الوقت نفسه لانتهاء رحلة البحث فجأة للحصول على جرة غاز لبيته، حيث كان يستلزم الأمر منه وقتاً طويلاً مع إحساسه بكثير من الإهانة لوقوفه ساعات طويلة في اليوم قد لا يوفق خلالها بتحقيق أمنيته، ليعود في اليوم الثاني ليعيش المعاناة نفسها.
يؤيده سليم أبو خالد «عامل» بتأكيده أنه كان يقصد أكثر من مركز غاز في أكثر من منطقة للحصول على الجرة الزرقاء بشكل يضطره إلى دفع أكثر من ثمنها بأضعاف, مستغرباً توفرها بهذه السرعة, داعياً لأن يدوم الحال على هذا المنوال.
معاناة وليست أزمة
مدير عام شركة «سادكوب» سمير الحسين أكد أن انخفاض الاستهلاك من 145 ألف أسطوانة إلى  120 ألف أسطوانة في اليوم بسبب تحسن الطقس وقلة استخدام الغاز في التدفئة هو سبب الانفراج. لكنه حتى بوجود الطوابير التي كانت محتشدة بانتظار الغاز لم يعترف بوجود أزمة غاز وإنما لطف المعاناة بقوله: كان هناك زيادة مفاجئة في الطلب في فترة معينة، وهذا ما أحدث إرباكاً ومشكلة، إضافة إلى أن الدعاية من قبل المواطنين بأن هناك أزمة لعب دوراً في تفاقم المشكلة، إضافة لوجود تجار الأزمات الذين استغلوا حاجة  المواطنين باحتكار الغاز ورفع أسعاره.
تجاوز الأزمة
انفراج أزمة الغاز أرجعها مدير عمليات الغاز محمود الكرتلي إلى أن الإنتاج من الأسطوانات المعبأة يبلغ ما معدله 130 إلى 140 ألف أسطوانة في اليوم موزعة على جميع وحدات التعبئة بجميع المحافظات، موضحاً أنه في وقت انتشار فترة البرد أصبحت هناك زيادة في الطلب على الغاز بسبب استخدامه في التدفئة، لذا تم إصدار تعليمات بأن يكون التشغيل على مدار 24 ساعة دون توقف، وفي جميع الأيام بما فيها أيام العطل والأعياد الرسمية وبناء عليه تم تجاوز بعض الاختناقات، لتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.
وأضاف: إن خروج وحدة الراموسة في حلب من الخدمة بفعل الاعتداءات الإرهابية أحدث ضغطاً في التوزيع، ما لبث أن تمكنا من إعادة ما يمكن تأهيله وتصليحه بحركات فنية إسعافية وتم تشغيلها بطريقة سريعة ليصل إنتاجها إلى 8 آلاف أسطوانة يومياً.
وأما عن مقدار الاستهلاك اليوم بعد انخفاضه فقال الكرتلي: تراجع استهلاك دمشق وريفها من الغاز إلى 43 ألف أسطوانة باليوم بينما كان يتجاوز 50 ألف أسطوانة في وقت الذروة، وأما بقية المحافظات فقد أصبحت مكتفية، مشيراً إلى أنه تم وضع وحدة تعبئة متنقلة في منطقة مصياف منذ حوالي الشهرين تقوم بتزويدها والمناطق التابعة لها بمعدل 2000 أسطوانة في اليوم.