في سورية.. حتى "الصوص والبيضة" لم يسلما من الحرب!

في سورية.. حتى "الصوص والبيضة" لم يسلما من الحرب!

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٩ مارس ٢٠١٧

 لأن السوريين من أقل شعوب العالم استهلاكاً للسمك، كان خبراء الصحة ومختصوها يرون في مادة اللحوم البيضاء وكل منتجات الدواجن بديلاً يعوض المواد التي يجب الحصول عليها من مادة السمك. لكن قطاع الدواجن وكل منتجاته أصبحت تتعذر على الكثير من الأسر السورية، عدا عن الخسائر التي أصابت العاملين في هذا القطاع.
كان قطاع الدواجن يساهم بنحو 10% من قيمة الإنتاج المحلي الإجمالي الحيواني، و17% من قيمة الإنتاج المحلي الإجمالي لتكاثر الحيوان، أما عائدات التصدير من مادة البيض فقد وصلت لنحو 6 مليار ليرة كما في إحصاءات وزارة الزراعة لعام 2011، ونحو 505 مليون ليرة قيمة صادرات الفروج خلال نفس الفترة.

اختلف الواقع كثيراً خلال سنوات الحرب وأصبح هناك مشكلة في تأمين هذه المنتجات بمختلف أنواعها للسوق المحلية بسبب قلة المتوافر منها من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى.

الأكثر استهلاكاً

منتجات الدجاج بكل أنواعها من أول المواد التي تعرضت لقفزات نوعية في الأسعار منذ بداية الأحداث في سورية، وذلك لأن النسبة الأكبر من الإنتاج كانت تتركز في محافظة حمص التي شهدت بداية أحداث الأزمة، ومن ثم تراجع الإنتاج كثيراً من تلك المحافظة الأمر الذي تسبب بارتفاع غير مسبوق في الأسعار قياساً بتلك الفترة، ثم تلاها باقي مناطق الإنتاج السوري كريف دمشق، كل هذه العوامل تسببت بارتفاع وسطي تكلفة إنتاج البيضة من 4.8 ليرة سورية في عام 2010 إلى نحو 38.6 ليرة عام 2016، كما جاء في أحدث دراسات وزارة الزراعة، وارتفع وسطي تكلفة إنتاج كيلو غرام الفروج الحي من 101.8 ليرة إلى نحو 889 ليرة للفترة السابقة ذاتها، وذلك نتيجة ارتفاع تكلفة الأعلاف ما بين 54- 66% من إجمالي تكاليف انتاج الفروج خلال الأعوام 2010 إلى 2016، وارتفاع تكاليف إنتاج البيض من مواد علفية وغيرها من 1395 ليرة للبدرية الواحدة، إلى نحو 11 ألف ليرة، مما تسبب بتوقف عدد كبير من المداجن بلغت أكثر من 777 مدجنة في ثماني محافظات فقط، ويرى المختصون أن إعادة تشغيل هذه المداجن يحتاج لحلول إسعافية تتمحور حول خفض التكاليف كتأمين الأعلاف عن طريق مؤسسة الأعلاف للتخفيف من الاحتكار والتلاعب بالأسعار، وكذلك المازوت بالسعر الرسمي، وتخفيض الرسوم المتعلقة باستيراد المواد العلفية، ومعاملة استجرار الطاقة الكهربائية للمداجن والمنشآت الزراعية بالتسعيرة الزراعية بدل الصناعية.

كما اقترح القائمون على إنتاج المداجن بعض البنود التي تتعلق بموضوع التمويل: كتعديل مدة قروض الفروج بحيث تصبح لمدة سنة واحدة، وكذلك تبسيط إجراءات القروض والكفالات للمربين، ومعالجة وضع المتعثرين بتسديد القروض.