مفاوضات جنيف انطلقت من .. جوبر

مفاوضات جنيف انطلقت من .. جوبر

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٢ مارس ٢٠١٧

 التصعيد الذي بدأ من شمال العاصمة دمشق، ثم امتد إلى ريف حماة، ربما صار يفسر معنى غياب "التنظيمات المسلحة" عن مفاوضات أستانا 3 الماضية، وهي التي شاركت في جولات أستانا السابقة التي أثمرت لأول مرة اتفاقاً على بند وحيد دارت حوله المفاوضات: وقف إطلاق النار.


تطورات سبقت جولة جنيف المقررة غداً، وبدت نوعاً من التفاوض بالرصاص والقذائف، يمهد لتفاوض بين الغرف، وإلى الطاولات. التنظيمات المسلحة تريد مزيداً من أوراق القوة على الأرض، وبهذا يمكن القول إن مفاوضات جنيف تدور اليوم في جوبر، وريف حماة.

كسر حالة الهدنة، الهشة أصلاً، يحيل إلى سبب عدم مشاركة تلك التنظيمات في أستانا الماضي، رغم أن الأطراف جميعها تؤكد أهمية أستانا كأساس لعملية التفاوض الرئيسية في جنيف.


وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف كان أشار إلى أن عدم مشاركة "التنظيمات المسلحة" في أستانا الأخير (عقد يومي 14، و15 من الجاري) يُعد دليلاً على "محاولة بعض الدول عرقلة التسوية السلمية للأزمة السورية". لم يحدد لافروف تلك الدول، إلا أن رئيس وفد الحكومة السورية د. بشار الجعفري حمّل تركيا مسؤولية عدم مشاركة وفد "التنظيمات المسلحة" في المفاوضات، وقال إن ذلك تم "بتعليمات من تركيا".


وكان مقرراً أن تبحث المفاوضات الأخيرة، بشكل خاص، تصنيف "المعارضة" والاتفاق على خارطة تحدد أماكن وجود التنظيمات الإرهابية.

التصعيد الأخير الذي امتد إلى ريف حماة، بعد فترة غير قصيرة من حال التهدئة الذي شهدته البلاد، واضح أنه مدروس جيداً، بما يتجاوز إمكانات "تنظيمات مسلحة" تعمل داخل الأرض السورية، وأنه كان يسعى لتحقيق إنجاز ميداني مهم يمكن، على الأقل، استثماره على طاولة التفاوض في جنيف، خاصة أن الجولة السابقة من المفاوضات شهدت لأول مرة اتفاقاً على جدول الأولويات، إذ اتفق الجميع على أربع سلال وبالدرجة ذاتها من الأولوية، لتكون محور المفاوضات القادمة: الحكم، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.

المبعوث الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا، كان أعلن أن جميع الأطراف التي شاركت في جولة جنيف السابقة، ستشارك في جولتها المقررة غداً، بمن في ذلك ممثلو "التنظيمات المسلحة" التي بدأت هجوماً واسعاً، ومخططاً له بعناية، في دمشق وريف حماة.


...
ومع التطورات الميدانية الراهنة المتصاعدة، يكون السؤال: هل ستجلس الوفود في جنيف 5 بربطات العنق والثياب الرسمية إلى طاولات التفاوض، بينما هي تخوض بالأحذية العسكرية، والرصاص، صراعاً شرساً على الأرض؟
في كل الحروب يحدث ذلك، لكن ليس قبل أن يحسم طرفٌ المعركة، أو يقترب من ذلك، وليس قبل أن يمتلك من نقاط القوة على الأرض ما يجعل صوته أقوى على الطاولة، إن لم يكن الأقوى.