أنباء روسية تتحدث عن 20 آذار موعداً لاستئناف جنيف.. وبوغدانوف: العملية السياسية يجب ألا تطول عن 18 شهراً

أنباء روسية تتحدث عن 20 آذار موعداً لاستئناف جنيف.. وبوغدانوف: العملية السياسية يجب ألا تطول عن 18 شهراً

أخبار سورية

الأحد، ٥ مارس ٢٠١٧

جددت موسكو التأكيد على أن القرار الأممي 2254 هو أساس حل الأزمة السورية كاشفة عن موعد الجولة الخامسة من محادثات جنيف وسط تحول لافت في الموقف الفرنسي رشح عن مجلس الشيوخ بالتأكيد على أن مستقبل سورية يحدده السوريون وحدهم والترحيب بـ«أي مبادرة سياسية لحل الأزمة» محذراً من فكرة إقامة ما يسمى «المناطق الآمنة».
وكانت الجولة الرابعة من جنيف انتهت الخميس الماضي بعدما نجح الوفد السوري برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري بإضافة «مكافحة الإرهاب» إلى جدول الأعمال، حيث بات على أجندة الجولة المقبلة أربع سلل للتفاوض وهي الحكم والدستور والانتخابات والإرهاب.
وأمس أكد نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقية ميخائيل بوغدانوف في مقابلة نشرتها صحيفة «الحياة» اللندنية الممولة من النظام السعودي أن «هناك خريطة طريق وخطة زمنية لعملية التسوية» في سورية، وأضاف: «هناك مبادئ وبعض النقاط محددة، فترة هدوء لستة أشهر المفروض أن تتشكل خلالها اللجنة المسؤولة عن وضع الدستور الجديد. وعلى أساس الدستور الجديد أن تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية على كل المستويات» معتبراً أن كل هذه العملية يجب ألا تطول عن 18 شهراً، وهذا موثّق في القرارات الدولية وهو أساس التحرك».
في الغضون نقلت مواقع معارضة عن وكالة الأنباء الروسية «إيتار تاس» نقلها عمن سمته «مصدراً مطلعاً على التحضيرات للجولة القادمة من المفاوضات»: أن التاريخ المطروح لبدء الجولة القادمة هي في العشرين من الشهر الجاري.
وعلى حين لم يصدر بعد عن مكتب المبعوث الأممي أي تعليق على تلك الأنباء بدا لافتاً ما رشح عن باريس من مواقف ابتعدت للمرة الأولى عن النسق العام الذي انتهجه فريق الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا أولاند الذي دأب مع وزير خارجيته جان مارك إيرلوت على اتخاذ مواقف تدخلية في الشأن السوري عبر الدعوة إلى «رحيل الرئيس بشار الأسد» مراراً وتكراراً، وعاد الموقف الجديد للتأكيد على أن «مستقبل سورية يحدده السوريون وحدهم».
الموقف الفرنسي الجديد جاء على لسان رئيس لجنة مجلس الشيوخ الفرنسي للشؤون الدولية والدفاع والقوات المسلحة جان بيير رافاران الذي أكد خلال حديث صحفي وفق ما نقلت عنه وكالة «سانا» للأنباء: أن مستقبل سورية يحدده السوريون وحدهم وأن مسألة صياغة دستور جديد لسورية «مسألة يحددها السوريون بأنفسهم».
وتعتبر مناقشة آلية إعداد دستور جديد لسورية إحدى السلل الأربعة التي ستناقش بالتوازي مع بعضها في الجولة المقبلة من مباحثات جنيف.
وبدا أن الموقف الفرنسي الجديد يتقاطع مع المواقف الروسية في إعراب رافان عن الترحيب بـ«أي مبادرة سياسية لحل الأزمة في سورية» منوهاً بالجهود التي تبذل في أستانا وجنيف بهذا الشأن، بعد مراحل سابقة كان فيها المسؤولون الفرنسيون يكيلون الاتهامات للروس بارتكاب جرائم حرب في سورية وينتقدون إطلاق اجتماعات «أستانا» رغم أنها أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار منذ نهاية العام الماضي ما زال مستمراً إلى اليوم، وامتدت الصدامات بين الدولتين إلى مجلس الأمن حيث أجهض الفيتو الروسي عدة مشاريع قرارات فرنسية بشأن سورية.
وقال رافاران: إن «أي مبادرة تهدف إلى حل الأزمة في سورية وتحقيق السلام فيها.. وهذا هو الهدف الأساسي بالنسبة لنا.. تحظى باستحساننا وإذا كانت محادثات أستانا مدعوة لتسريع الحل في سورية فإننا ننظر إليها بإيجابية»، معتبراً أن صيغة الحوار السوري السوري في جنيف تنطوي على آفاق أكثر رحابة من وجهة نظر التسوية السياسية للأزمة في سورية.
الموقف الفرنسي الجديد امتد ليرسل إشارات تحذيرية إلى تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان الذي يواصل أحلامه بإقامة ما يسميه مناطق آمنة في سورية، حيث حذّر رافان من الفكرة ووصفها بأنها «فكرة خطيرة».
وبدا أن الموقف الفرنسي الجديد يتقاطع مع المواقف الروسية إذ كان الكرملين دعا مؤخراً الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دراسة كل العواقب المحتملة الناجمة عن إقامة ما يسمى «مناطق آمنة» في سورية.
وجاء الموقف الفرنسي بالتوازي مع تأكيد بوغدانوف في المقابلة مع «الحياة» أنه «حتى هذه اللحظة لا نفهم الآلية ولا تفاصيل الأفكار الأميركية. منطقة آمنة باتفاق مع من؟ أي ترتيبات؟ بموافقة الحكومة أو من دون موافقتها؟ لا نعلم من سيشرف عليها. وما الهدف، ومن يتحمل المسؤولية؟»
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن «التقارب الإيراني- الأميركي والتقارب الإيراني – السعودي، هو المدخل الصحيح للحديث عن التسوية المطلوبة في سورية».
ورداً على سؤال عن انسحاب إيران من سورية قال بوغدانوف: «عندما يتم التوصل إلى حل سياسي تنتفي الحاجة لوجود قوات أجنبية» وأضاف: «إن القيادة الرسمية هي المخولة بأن تطالب كل القوى الأجنبية بالانسحاب بعد التوصل إلى حل».
وبعدما وصف بوغدانوف «الإجماع على إخراج تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين من سورية» بأنه «كلام خطابي»، قال: إنه «ليس كافياً، والمطلوب توحيد جهود المكافحة بالسلاح للقضاء عليهم» لكنه أكد أن «الأميركيين (التحالف الدولي) يعملون من دون احترام القوانين الدولية. ويجب احترام سيادة سورية، الدولة العضو في الأمم المتحدة»، قبل أن يضيف «لا بد من التنسيق مع الجيشين النظاميين» في العراق وسورية.