سيناريو كارثي للرقّة.. ماذا لو فجّر داعش سدّ الفرات؟!

سيناريو كارثي للرقّة.. ماذا لو فجّر داعش سدّ الفرات؟!

أخبار سورية

الأحد، ٥ مارس ٢٠١٧

يخشى المزارعون السوريون المقيمون على ضفاف نهر الفرات أن يقدم تنظيم "داعش" على تفجير سدّ "الطبقة" دفاعاً عن معقله الأبرز في سوريا، في سيناريو كارثي من شأنه أن يهدّد مئات القرى والمزارع بالغرق. وارتفعت منذ مطلع العام وفق الأمم المتحدة مستويات المياه في نهر "الفرات" بالقرب من مدينة الرقة التي يخترق النهر شمالها ثم شرقها وصولاً إلى العراق.

ويتخوف سكان القرى والبلدات الواقعة غرب مدينة الرقة من أن يعمد التنظيم إلى تفجير سدّ "الطبقة" الذي يحتجز المياه على بعد 40 كيلومتراً من مدينة الرقة، في محاولة لعرقلة تقدّم خصومهم.

ويقول المزارع أبو حسين (67 عاماً) من قرية الطويحنة الواقعة على الضفة الشرقية لـ"الفرات" على مسافة نحو 55 كيلومتراً من الرقة: "إذا نفّذ التنظيم تهديده بتفجير أو إغلاق بوابات سدّ "الفرات" فإنّ كامل المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات مهدّدة بالغرق عن بكرة أبيها".

وكانت قرية أبي حسين تحت سيطرة المقاتلين منذ العام 2014، قبل أن تطردهم منها قبل أسابيع قوات "سوريا الديمقراطية"، تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، في إطار هجوم تنفذه للسيطرة على مدينة الرقة.

ويقول أبو حسين الذي يخشى عودة المقاتلين إلى قريته: "هم لا يخافون الله، ومن لا يخاف الله خف منه".

ويقع سد "الطبقة" على بعد 500 متر من مدينة الطبقة التي تعد معقلاً للتنظيم ومقراً لأبرز قياداته.

وتشكّل مدينة الطبقة منذ أشهر هدفاً لقوات "سوريا الديمقراطية" في إطار هجومها نحو الرقة الذي أطلقته في تشرين الثاني بغطاء جوّي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتمكّنت قوات "سوريا الديمقراطية" من التقدم غرب الرقة وسيطرت على عشرات القرى والمزارع، لتصبح على بعد 5 كيلومترات من مدينة الطبقة ونحو 4 كيلومترات من سدّ "الطبقة".

ويقول الفلاح رحيل حسين المحمود (52 عاماً) من قرية بير حسين الحمد: "تتوارد معلومات عن أن "داعش" يعتزم تفجير سدّ الفرات".

ويضيف: "إذا حصل ذلك فإنّ معظم مناطق الرقة ودير الزور ستغرق، وكثيراً من المدن والبلدات سيقتلها العطش، وستتلف المحاصيل الزراعية والمواشي"، مناشداً "الأمم المتحدة والعالم التدخل للحفاظ على السدّ ومنع انهياره، باعتباره يشكل شريان الحياة للمنطقة بالكامل".

وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سوريا بشكل رئيسي على مياه نهر "الفرات" لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.

في قرية بير حسن الصغيرة، يستبعد الشاب حسن (35 عاماً) أن "يغامر تنظيم "داعش" بتفجير سدّ "الفرات" لأنّه سيغرق مناطق سيطرته أيضاً".

لكنّه لا يستبعد كذلك أن "يلجأ إلى فتح بوابات السد لتغطية عمليات انسحابه، في حال فقد القدرة على المقاومة في المنطقة".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير الشهر الماضي بأنّ مستوى المياه في نهر "الفرات" ارتفع إلى علو 10 أمتار منذ شهر كانون الثاني.

وبحسب الأمم المتحدة، يعود هذا الإرتفاع "جزئياً إلى الأمطار الغزيرة والثلوج"، وكذلك إلى غارات للتحالف الدولي بقيادة أميركية قرب مدخل السد.

وحذرت من أنّه من شأن أي ارتفاع إضافي في منسوب المياه أو ضرر يلحق بسدّ "الطبقة" أن "يؤدّي إلى فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء الرقة وصولاً حتى دير الزور".

وقبل بداية الأزمة السورية في العام 2011، كان عدد سكان مدينة الطبقة يقدر بـ 40 ألف نسمة وفق الباحث الفرنسي والخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، فيما كان 20 ألفاً آخرون يقيمون في مدينة الثورة المجاورة.

وأوضح مصدر رسمي سوري يعمل في إدارة السدّ لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" أنّه "إذا طالت معركة سد "الفرات" سيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة جداً على جسم السد وعمله".

وحذّر المصدر الذي رفض الكشف عن هويته خوفاً من الجهاديين من أنّ "طول فترة المعارك قد يؤدي إلى إجبار الفنيين العاملين داخله على الفرار هرباً من الموت، وهو خطر إضافي، لأنّ السد لا يمكن أن يترك دون إدارة وتحكم فني".

وتبلغ كميات المياه المخزنة في سدّ "الفرات" أكثر من 14 مليار متر مكعب، فيما يخزن سدّ "البعث" الذي يقع على بُعد 27 كيلومتراً شمال سدّ "الفرات"، أكثر من 90 مليون متر مكعب من المياه.

يذكر أنّ استكمال بناء سد الطبقة يعود إلى العام 1973 وقد أنجز بمساعدة من الاتحاد السوفياتي سابقاً.

هافنغتون بوست