«جنيف» في يومها الخامس: مراوحة في المكان.. ومسؤول روسي لإنقاذ الموقف

«جنيف» في يومها الخامس: مراوحة في المكان.. ومسؤول روسي لإنقاذ الموقف

أخبار سورية

الاثنين، ٢٧ فبراير ٢٠١٧

مر اليوم الخامس من مباحثات «جنيف 4» كسابقه من أيام هذه الجولة دون تحقيق أي نتائج تذكر، ولا يزال المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا منشغلاً بأمور إجرائية تتعلق بطريقة دخول وخروج وجلوس المشاركين من دون أن ينجح في إقناع «المعارضات» بتشكيل وفد موحد، الأمر الذي تطلب حضور مسؤولين روس إلى المدينة السويسرية لبحث الأمر معه.
ومن المقرر، أن يعقد المبعوث الأممي اليوم اجتماعاً جديداً مع وفد الجمهورية العربية السورية الذي يترأسه مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ليكون الثالث من نوعه الذي يعقده دي ميستورا مع الوفد منذ انطلاق هذه الجولة من المباحثات الخميس الماضي.
وبعد اللقاء الثاني لوفد الجمهورية العربية السورية مع دي ميستورا السبت الماضي أكد الجعفري في مؤتمر صحفي أن المحادثات تركزت حول نقطة واحدة وهي وضع مكافحة الإرهاب كأولوية مشيراً إلى أن دماء السوريين غالية ومن يسفكها سيدفع الثمن غاليا في إشارة إلى التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مركزين أمنيين في حمص.
وقال: إن وفد الجمهورية العربية السورية يبحث عن أرضية مشتركة تفتح الباب أمام بحث المواضيع الأخرى مؤكداً أن هدف تنظيم جبهة النصرة الإرهابي من وراء التفجيرات الإرهابية في حمص هو نسف محادثات جنيف.
والتقى دي ميستورا أمس وفد «منصة الرياض» للمعارضة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، ووصف رئيس الوفد نصر الحريري في مؤتمر صحفي اللقاء بأنه «ايجابي»، مشيراً إلى أن لقاءات أخرى سيعقدها دي ميستورا مع الوفد.
ولم يوضح الحريري إن كان وفد «منصة الرياض» سلم المبعوث الأممي رد الوفد على ورقة المقترحات التي سلمها دي ميستورا لوفدي الجمهورية العربية السورية و«منصة الرياض» في اليوم الأول من جولة المباحثات.
والورقة التي قدمها دي ميستورا تحت غطاء «الإجرائي» وتسرب مضمونها للعديد من وسائل الإعلام، يرقى ما تضمنته ليكون تعديلاً كبيراً في عملية جنيف، بنسختها الرابعة.
فلم تعد طاولة جنيف بموجب ما تضمنته مستندة إلى أربع قوائم كما كانت المباحثات العام الماضي. والقوائم الأربعة السابقة هي: العملية السياسية – وقف إطلاق النار – محاربة الإرهاب – الترتيبات الإنسانية. وعمل دي ميستورا بموجب الورقة الجديدة على تقسيم العملية بحيث باتت القائمة الأولى من اختصاص المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في عاصمة المنظمات الدولية (جنيف)، في حين القوائم الثلاث الأخيرة من اختصاص مسار أستانا الذي عقد اجتماعه الثاني هذا الشهر، وتضمنه كل من روسيا، إيران وتركيا. وطاولة العملية السياسية في جنيف باتت مستندة، بحسب الورقة التي قدمها دي ميستورا لكل من وفد الجمهورية العربية السورية ووفد «معارضة الرياض» إلى ثلاث قوائم مستمدة من قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وهذه القوائم هي الإدارة، الدستور والانتخابات، والمبعوث الأممي يقترح على المتفاوضين، التفاوض بشأنها عبر ثلاث مجموعات عمل بالتوازي.
وطالب رئيس وفد الجمهورية العربية السورية السبت دي ميستورا وكافة منصات المعارضات المشاركة في هذه الجولة من المحادثات باصدرا بيانات واصحة لا لبس فيها تدين التفجيرات الإرهابية التي نفذتها جبهة النصرة الإرهابية في حمص، مشدداً على أن أي طرف يرفض إدانة ما جرى «سنعتبره شريكا في الإرهاب».
وشدد الجعفري على أن «مكافحة الإرهاب لا تحل في اجتماعات أستانا فقط وإنما يجب أن تكون أولوية على جدول مجلس الأمن والتعامل مها بجدية في أستانا ونيويورك وجنيف، إذا كنا نؤمن بأنه يجب أن لا يستخدم الإرهاب كسلاح ضاغط على السياسة لأن رعاة الإرهاب إذا سمحوا للإرهاب أن ينتصر فهذا يعني الانتصار على القانون في العالم كله وستعم الفوضى في العام قاطبة ولن يكون بمقدورنا العودة إلى أستانا ولا إلى جنيف».
والتقي دي ميستورا الأحد وفدي «منصة القاهرة» و«منصة موسكو»، من دون أن يفلح بإقناع منصات المعارضات بتشكيل وفد موحد.
ووسط استمرار الخلافات بين وفود المعارضات حول آلية وشكل التمثيل بوفد واحد إذ لا يزال وفد الرياض يصر على احتكار تمثيل المعارضة وانضواء وفدي «منصة موسكو» و«منصة الرياض» تحت مظلته وهو ما يلقى رفضا منهما، وصل أمس نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف إلى جنيف، حيث أعلن الأخير في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أنه يعتزم إجراء لقاء مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ولم يستبعد عقد اجتماع مع وفد «منصة الرياض».
ومن المفترض أيضاً أن يكون مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقية بوزارة الخارجية الروسية، سيرغي فيرشينين، قد وصل إلى جنيف بعد ظهر الأحد.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، قد صرح، يوم الخميس الماضي، بأن فيرشينين يعتزم المجيء إلى جنيف في 27 شباط لعقد مشاورات مع المشاركين في مؤتمر جنيف-4 بشأن شكل المفاوضات.