المحادثات بحكم المجمدة.. فشل «جنيف 4» يرجح احتمالات انتقال عملية التسوية السياسية إلى «أستانا»

المحادثات بحكم المجمدة.. فشل «جنيف 4» يرجح احتمالات انتقال عملية التسوية السياسية إلى «أستانا»

أخبار سورية

السبت، ٢٥ فبراير ٢٠١٧

ظهر خلال الأيام الثلاثة الماضية على انطلاق «جنيف 4» التخبط والإعداد غير الجيد لهذه الجولة من المحادثات، حيث لا يزال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يبحث عن اتجاه لهذه الجولة التي ما كان الأخير ليطلقها لولا إعلان موسكو عن إطلاق مسار أستانا. وتجمدت المحادثات فعلياً إلى الإثنين مع قدوم عطلة نهاية الأسبوع اليوم، وذلك بعد يومين من انطلاق جلستها الافتتاحية. وحتى هذه الجلسة تعثرت انطلاقتها لساعات بسبب إخفاق دي ميستورا في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، القاضي بتشكيل وفد موحد من المعارضات.
وعلى الرغم من أن المبعوث الأممي نجح شكلياً في جمع الوفد الرسمي الحكومي وجهاً لوجه مع وفود ثلاث معارضات خلال جلسة الافتتاح إلا أنه لم يتمكن من تحقيق أي اختراق، وخصوصاً في ضوء تصريحات وفد «معارضة الرياض». وحول دي ميستورا الجلسة الافتتاحية إلى ما يشبه الجلسة العامة التي افتتحت عام 2014 مفاوضات «جنيف 2» التي أدارها في حينه المبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي، حيث دعا إلى جلسة يوم الأربعاء الماضي ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلي المجموعة الدولية التي تأسست نهاية عام 2015 في فيينا من 23 دولة ومنظمة دولية.
وذكر مكتب دي ميستورا أن وفد الجمهورية العربية السورية ووفد «معارضة الرياض» وافقا على إجراء «مفاوضات مباشرة»، علماً أن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد كان تحدث عن عدم ممانعة دمشق إجراء هكذا محادثات، في حين طالب رئيس وفد «معارضة الرياض» نصر الحريري بمفاوضات مباشرة مع الحكومة لبحث «الانتقال السياسي». وأول من أمس سلم المبعوث الأممي كلاً من وفد الجمهورية العربية السورية ووفد «معارضة الرياض» ورقتين تتعلقان بوضع خطة عمل تشمل طبيعة المحادثات ومضامينها.
وأكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية بشار الجعفري بعد مباحثات استمرت لساعة مع دي ميستورا، «تطرقنا إلى شكل الاجتماعات المقبلة.. وأعني بذلك أننا تطرقنا خلال كامل الجلسة إلى مسائل تتعلق بشكل الجلسات فقط». وبين أن الوفد تسلم «ورقة من دي ميستورا، واتفقنا على أن ندرسها على أن نعود إليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة»، وأشار إلى أن موعد الجلسة القادمة سيتم تحديده بـ«الاتفاق» مع مكتب دي ميستورا «عبر الأقنية الدبلوماسية». ومن المفترض أن يكون دي ميستورا قد اجتمع أمس بوفدي منصتي القاهرة وموسكو. لكنه أفاد بأنه لا يتوقع «إعلانًا خاصاً» ليومي السبت (أمس) والأحد (اليوم).
وتوقعت تقارير صحفية أن تبقى العملية برمتها مجمدة حتى غداً الإثنين، ريثما يكون دي ميستورا قد تسلم من الوفود السورية «تصوراتها» لما ستكون عليه الترتيبات الشكلية وأجندة المحادثات. ووفق مصادر مكتب المبعوث الخاص، فإنه وضع ًسقفا زمنياً للجولة الأولى من «جنيف 4» هو السادس من آذار. ولفتت التقارير إلى وجود نسبة كبيرة من «الارتجال» في عمل المبعوث الدولي وفريقه لأن «المسائل الإجرائية والتنظيمية» كان يفترض أن تحل قبل الوصول إلى جنيف. هذه الارتجالية في عمل المبعوث عائدة بشكل رئيسي إلى استعجاله بإطلاق المحادثات رأساً بعد إعلان روسيا عن إطلاق مسار جديد يتمثل في عملية أستانا. كما أن التنسيق الروسي الأميركي الذي شكل العمود الصلب الذي استندت إليه محادثات جنيف السابقة لم يحصل.
وبنى دي ميستورا دعوته لـ«جنيف 4» على لقاء عابر بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون في ألمانيا قبل نحو أسبوعين، في حين كانت الجولات السابقة من محادثات جنيف تستبق بمحادثات تحضيرية ثلاثية أميركية روسية أممية مكثفة يتمخض عنها نصوص الدعوات وجدول أعمال المحادثات. وعلى الأرجح أن تيلرسون ذهب إلى لقاء لافروف خالي الوفاض لأن الإدارة الأميركية الجديدة لم تنته بعد من مراجعة إستراتيجيتها حيال سورية. لذلك من المرجح أن تسحب روسيا مجدداً عملية التسوية السورية إلى أستانا، خصوصاً أن الأميركيين أبدوا استعداداً كبيراً لدعم هذا المسار.
وحتى المبعوث الدولي نفسه كان عبر عن حيرة حيال الابتعاد الأميركي عن النقاشات الدائرة بشأن سورية، في ظل إدارة دونالد ترامب. وأخيراً، فإن الجولة الرابعة لجنيف لن تنطلق جدياً قبل التفاهم على أمرين: الأول، صيغة التفاوض (مباشرة أو بالوساطة، وفد واحد للمعارضات أو عدة وفود، تشكيل لجان فرعية…) والثاني أجندة أو جدول أعمال المحادثات. وفي المقابل ذكر رئيس وفد «معارضة الرياض» نصر الحريري أن الأمم المتحدة سلمت الوفد ورقة عمل في «شأن القضايا الإجرائية وبعض الأفكار للبدء في العملية السياسية».