«صنع في سورية»… بين هدف البائع وحاجة المشتري مواطنون: تخفيضات بسيطة رغم وفرة المنتجات وتعددها

«صنع في سورية»… بين هدف البائع وحاجة المشتري مواطنون: تخفيضات بسيطة رغم وفرة المنتجات وتعددها

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٢ فبراير ٢٠١٧

    أروى شاهين

منذ تأسيس فكرة مهرجان التسوق الشهري «صنع في سورية» كان من جملة الأهداف المنشودة منه تقديم منتج محلي الصنع للمستهلك بأسعار مناسبة تتواكب نوعاً ما مع القدرة الشرائية للأخير التي انخفضت إلى حد كبير بسبب الظروف الراهنة ومحدودية الدخل مقابل ارتفاع الأسعار, ناهيك بتغير أصاب حتى عادات الاستهلاك وقوائم الأوليات والكماليات, فما كان قبل الأزمة الراهنة أساسياً لجهة الاستهلاك بات اليوم في قائمة الكماليات ناهيك بدخول بعض المنتجات عالم الرفاهية وبات حلماً على المواطن ذي الدخل المحدود تحصيلها, ذلك واقع لا يمكن نكرانه في ظل الظروف الراهنة وتداعيات حرب دخلت عامها السادس وطالت كل مفاصل الحياة, لكن السؤال المطروح هنا: هل استطاعت المهرجانات والمعارض بعروضها وحسوماتها وتخفيضاتها المعلنة أن تساهم ولو بجزء بسيط في زيادة القدرة الشرائية للمستهلك المذكور؟.
مجرد زيارة  
«تشرين» زارت معرض التسوق الشهري « صنع في سورية» بحلته الجديدة التي اتسمت بتنوع واسع للقطاعات والأجنحة البالغ عددها 110أجنحة, وتخفيضات  تراوح أكبرها بين (35-50 %) وأصغرها بين (20 – 25 %) مع حضور متواضع للألبسة و الأحذية لا يتجاوز 7% من حجم التمثيل بالمهرجان لكنها في المقابل كانت صاحبة الحسومات الأكبر, ومع ذلك بلغ سعر الجاكيت النسواني في أحد الأجنحة 12 ألف ليرة بعد الحسم, في حين كانت الصناعات الغذائية والمعلبات والكونسروة سيدة المشهد في المهرجان وحظيت بمساحة أكبر وتحفيضات تراوحت بين (20 – 30 %), ليبقى اللافت هو الجو السائد في المكان والموسيقا والتنظيم المحبك في عرض المنتجات وتوزيعها, وربما كان ذلك دافعا للكثير من زوار المهرجان ومقصداً للبعض بغض النظر عن حركة البيع والشراء, ذلك أكده لتشرين أحد المواطنين الزائرين بهدف التفرج لا الشراء من جهة ومقارنة الأسعار بينها وبين السوق من جهة ثانية, وأضاف الزائر أنه لم يجد فرقاً كبيراً في الأسعار ولاسيما ما يخص الألبسة والمستحضرات الطبية واقتصرت التخفيضات المغرية حسب وجهة نظره على البسكويت والأشياء التي استغنى عنها معظم الناس بسبب ارتفاع الأسعار, في حين كانت التخفيضات بسيطة جداً بالنسبة للحاجات الأساسية التي يقصدها المستهلك من المعلبات ومواد التنظيف واللباس وغيرها ولا تعادل عناء وصول المواطن إليها خاصة من يسكن بعيداً عن مكان المهرجان ويضطر إلى دفع أجرة مواصلات تعادل التخفيضات المذكورة, وهنا سؤال يطرح نفسه: هل الإقبال الواسع على المهرجان يفسر نجاحه فعلا في تحقيق الهدف المنشود منه والمتعلق بزيادة القدرة الشرائية ومنافسة أسعار السوق؟! أم الإقبال مجرد مشهد يشرح تفاصيله كل زائر وتحسم النتيجة بعد نهاية المهرجان وحصد حجم المبيعات.
تواصل مباشر
أما ما يتعلق بالشركات الصناعية المشاركة في المهرجان, فكانت معظم آراء القائمين عليها ممن التقتهم «تشرين» تؤكد أن سبب المشاركة لا يكمن في الربح وبيع البضاعة بقدر ما كان بهدف الترويج والتسويق و إعادة إنعاش المنتج السوري وتعزيز ثقة المستهلك به, ذلك أكده الصناعي لؤي الهزيم مدير شركة الصناعات الغذائية مضيفاً أن السبب الرئيس وراء مشاركته في المهرجان هو التواصل المباشر مع المستهلك من جهة وتصحيح وجهة نظر البعض عن منتجه ولاسيما بعد أن غزت المنتجات المزورة الأسواق وتزعزعت الثقة ببعض المنتجات المحلية الصنع لمصلحة المستوردة , ليأتي المهرجان فرصة لإثبات جدارة المنتج المحلي وإعادة الثقة به من جديد, مؤكداً أن حركة الإقبال على منتجاته تزيد تدريجياً بعد مشاركته في المهرجان وذلك دليل -حسب رأيه- على نتائج إيجابية حققتها مشاركته في المهرجان, في حين تحدث بعض الصناعيين المشاركين في مهرجان عن صعوبات في تأمين العملية الإنتاجية يأتي في مقدمتها النقص في الأيدي العاملة ومشاكل ترتبط  بالمحروقات وسعر الصرف وإجازات الاستيراد , ليبقى لسان حال الجميع يتحدث عن رغبة حقيقية في الإنتاج والاستمرار رغم قسوة الظروف.
بليرة فقط  
في كل الأحوال, لا يمكن البت بمدى نجاعة تجربة المهرجان في تلبية حاجات المستهلك إلا من خلال الأرقام و آراء المستهلك نفسه الذي يبقى الحلقة الأضعف في عملية الشراء مهما كانت التخفيضات كبيرة و العروض كثيرة , فما معنى أن يكون الجمل بليرة ولا توجد ليرة, وتلك الجملة كثيراً ما ترددت على مسامعنا أثناء زيارة المكان.