أساتذة يروجون لكتبهم داخل الحرم الجامعي ..عميد كلية الآداب: سنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص

أساتذة يروجون لكتبهم داخل الحرم الجامعي ..عميد كلية الآداب: سنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص

أخبار سورية

الجمعة، ١٠ فبراير ٢٠١٧

    دانية الدوس

ألاّ يكون هناك مقرر محدد يتلقاه طلاب الدراسات العليا ويمتحنون به نهاية العام الدراسي (آمنّا وصدقّنا)، وأمر لا بأس به إذا كانت الغاية منه تشجيع الطلبة على البحث عن المعلومة من مصدرها, على اعتبار أنه انتقل من مرحلة التلقي التي كانت سائدة طوال سني الدراسة إلى مرحلة البحث، لكن أن يستغل بعض الأساتذة الجامعيين ذلك ويقوموا بالترويج لكتبهم الخاصة وإجبار الطلاب على شرائها من مكتبات محددة قد تكون متفقة معهم على البيع بسعر عال للطلاب، على اعتبارها المقرر المطلوب في الامتحان النهائي، هذا ما يثير التساؤل: هل أصبح طلاب الماجستير منفذاً لتصريف كتب الأساتذة الجامعيين؟!
8 آلاف ليرة إلى الآن!
المعنيون بالتحديد طلاب الدراسات العليا في كلية الآداب قسم اللغة العربية- فالدراسات الأدبية منذ بداية الفصل الدراسي وإلى اليوم تكلف الطالب أكثر من 8 آلاف ليرة ثمن شراء 3 كتب خاصة لأستاذ جامعي واحد، (ولسّه الخير لبعدين) فمنذ فترة قريبة أعلن عن انتهائه من طباعة آخر كتاب له وطلب من جميع الطلاب التوجه إلى دار محددة وشراء الكتاب حالاً فهو مطلوب في الامتحان النهائي، والأهم من ذلك أنه يحتوي على سؤال سيرد في الامتحان الأخير.
كيف تمت عملية الشراء؟!
من دون علم الطلاب بسعر الكتب كلف أستاذ المادة طالباً بشراء نسخ من كل كتاب له البالغ عددهم (3 كتب) على عدد الطلاب الموجودين في الفصل، والحجة التي كانت: ان الكتب ليست موجودة إلا في دار واحد كائنة في منطقة جرمانا وكي لا يمتنع بعض الطلاب عن الشراء بسبب بعد المنطقة، تم تكليف هذا الطالب بشراء النسخ المطلوبة وتوزيعها على الطلاب الذين صدموا بارتفاع أسعارها، الذي لا يمكن أن يحتمله الوضع الاقتصادي لطالب جامعي، فقام البعض بدفع المبلغ على استحياء، بينما تمنع آخرون عن ذلك «مقررين» تصوير المطلوب في الامتحان فقط فهذا أوفر بالنسبة لهم، ولكن الطالب اعتذر عن إرجاع النسخ لأن الكتاب الذي يشترى لا يرد بحسب شروط دار الكتب، ما اضطر الجميع لدفع المبلغ على مضض مواسين أنفسهم بأنها تحتوي على الأسئلة الواردة في الامتحان النهائي وأن دراستها ستضمن لهم النجاح.
حيلة كل عام
هذا غيض من فيض في قسم الدراسات الأدبية، فهذا مقرر مادة واحدة فقط، ناهيك بالأساتذة الآخرين الذين بدؤوا الترويج لكتبهم الخاصة أيضاً على اعتبارها مرجعاً أو مقرراً سيتم الاختبار فيه نهاية العام، هذا ليس العام الأول الذي يطالب فيه الأساتذة الجامعيون الطلاب بشراء كتبهم الخاصة ومن دور نشر محددة، تقول ولاء إحدى طالبات السنة الثانية ماجستير: قمت بشراء الكتب الخاصة لكل دكتور العام الماضي، على اعتبارها المطلوبة في الامتحان  لكننا فوجئنا بأن أسئلة الامتحان لا علاقة لها بالمقررات التي اشتريناها، لهذا قمت بنصح طلاب العام الحالي ألا يشتروا تلك المقررات لكنهم لم يستجيبوا لي، فالطالب يتعلق بقشة إذا كانت القضية تخص أسئلة الامتحان.
تشكر الصحافة
بعد الاتصال بعميد كلية الآداب الدكتورة فاتنة الشعال بينت عدم معرفتها بالأمر، مشيرة إلى أنها لا تسمح لأحد من الأساتذة الجامعيين أن يقوم بالترويج لكتبه الخاصة، فهي تعلم وضع الطالب الاقتصادي، وأوضحت أنها في كل اجتماع مع الأساتذة الجامعيين تتطرق لمثل هذه المواضيع حيث تم الحديث عن ذلك في الاجتماع الماضي، وقامت هذا العام بفرض طريقة جديدة في الإعطاء على الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون طلاب الدراسات العليا وهي أن يقوم الأستاذ بإعطاء محاضرة عن موضوع معين ويوجه الطلاب لعدة مراجع للاطلاع عليها في مكتبة الكلية، وأكدت: سأقوم بالبحث والتقصي وأخذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص.