عيد الحب.. أسعار نارية ألهبت الجيوب.. وفرحة نائمة في صناديق الباعة!

عيد الحب.. أسعار نارية ألهبت الجيوب.. وفرحة نائمة في صناديق الباعة!

أخبار سورية

الخميس، ٩ فبراير ٢٠١٧

يلوح في الأفق المنظور اللون الأحمر وتدرجاته في الأسواق والمحلات إيذاناً بقدوم عيد الحب ليجدد أواصر المحبة والمودة بين الناس، ويكون مناسبة ينتظرها الكثيرون، ولكن الاستمتاع بعيد الحب وألوانه لا يدوم طويلاً، فالتجار متربصون في ثناياه، وخلف الهدايا المتنوعة بين الورود، والوسائد، و”الدببة حمراء اللون”، والتي لامست حدود الخيال بأسعارها، وألهبت قلوب العاشقات بأشكالها وامتلاكها، فهل فقد عيد الحب معناه بالإخلاص، والتضحية، والهدية الرمزية، أم أنه أصبح الفرصة الذهبية للجشع والاستغلال؟!.
وللحكاية بداية
بالعودة إلى أصول عيد الحب من حيث التسمية، والذي نسب إلى القديس فالنتاين، وطرق الاحتفال به، فقد ذكرت بعض المواقع الالكترونية، وموسوعة ويكيبديا عن ارتباط عيد الحب بحياة القديس فالنتاين الذي اشتهر بالمحبة والرحمة في أبناء جيله، ومساعدتهم بالزواج في عهد الامبراطور كلوديس الثاني الذي أصدر قانوناً يقضي بمنع الزواج ليبقى الشباب في الجيش، رفض القديس فالنتاين القانون، فأمر بإلقاء القبض عليه، وأودعه في السجن، وتقول الروايات: إن القديس فالنتاين كتب أول “بطاقة عيد حب” بنفسه لتنفيذ حكم الإعدام به، ويقال على الأغلب إنه أحب ابنة السجان التي كانت كفيفة، وعمل على شفائها، وأرسل فالنتاين لها رسالة قصيرة، ووقعها قائلاً لها: “من المخلص لك فالنتاين”، وتم تنفيذ حكم الإعدام به في 14 فبراير عام 269 ميلادي، وبذلك أصبح هذا اليوم مرتبطاً بمفهوم الحب والغرام، والوفاء للقديس (فالنتاين) الذي فدى دينه بروحه، وأصبح من الطقوس المعتادة تبادل الورود الحمراء، والبطاقات.
فرصة ذهبية للاستغلال
يعتبر عيد الحب، أو ما يسمى بعيد العشاق الذي يصادف 14 من شهر شباط، إحدى أهم المناسبات التي اعتادت أوروبا الاحتفال بها، وتميز بتقديم الورود الحمراء، وبطاقات الأعياد التي تحمل صورة طفل يسمى ملاك الحب، أو “الكيوبيد” للتعبير عن المحبة والعشق، وتشير إحدى الإحصائيات إلى أن مليار بطاقة يتم تداولها في يوم عيد الحب في كافة أنحاء العالم، ما يجعل عيد الحب يصنف بالمرتبة الثانية بالنسبة لعدد البطاقات التي يتم تداولها في العالم بعد عيد الميلاد، ولكن اليوم تغيرت مظاهر الاحتفال بهذا العيد عما كانت عليه في السابق، لتأخذ مظاهر تجارية، وتبدو إحدى أهم الفرص لاستغلال المناسبة، وجني أرباح طائلة برفع الأسعار إلى أقصى درجات التوقع، كثمن الوردة الحمراء من 100 ليرة إلى1500 ليرة سورية، وتراوحت أسعار الوسائد والصور بين 3000 إلى 10000 بحسب الحجم والجودة، كما طرحت في الأسواق بضائع مختلفة الأشكال والأنواع، وحّدها اللون الأحمر والسعر العالي جداً لتكون الهدية المنتظرة في هذه المناسبة!.

مقدار الحب
في استطلاع آراء بعض الشباب، وهم العنصر الناشط في هذه المناسبة، حيث رأى البعض بأنها فرصة استغلال حقيقية من قبل التجار لترويج بضائع وهدايا بأسعار عالية، وجودة متدنية، وإغراق الأسواق بكافة المنتجات، وبسعر خيالي، وبالرغم من ذلك  يرفض الشاب علي مثلاً أن يمر العيد دون شراء هدية لزوجته مهما كان الثمن للتعبير عن حبه، ويضيف مازحاً: “ما فيي ارجع بدون هدية بتزعل مني زوجتي”، والكثيرون يبحثون عن هدايا تلائم وضعهم المادي، ولكن على ما يبدو حمى الأسعار الجنونية أصابت جميع المنتجات، فيما أكدت العديد من النساء ارتباط عيد الحب بالهدايا، وهي بدورها تبحث لشريكها عن هدية تتناسب مع قدرتها الشرائية، ولكن بعضهن يكشفن توقهن لهدايا غالية من الشركاء العاطفيين تعبيراً عن مدى عمق وإخلاص الشريك في الحب.

شمولية الحب
بدت وجهة نظر علم الاجتماع مشجعة، إذ شجع على انتشار المحبة، والاحتفال بالحب بين الناس، ويؤكد طلال العلي، ماجستير علم اجتماع، على أنه لا يقتصر على العشاق، أو الحب بين الرجل والمرأة، بل يمتد إلى حب الوطن، والأبناء، والأقارب، وهدف عيد الحب هو تعميق العلاقات، والروابط الأسرية، وتجديد الحب بين الأزواج، وأضاف بأن الاحتفالات به هي تعبير عن السعادة، والهدايا، والزهور التي يتم تقديمها في عيد الحب هي نوع من المودة، وتقوية الروابط الأسرية، وهناك يجب عدم استغلال المناسبة اقتصادياً لترهق المواطنين، وتفرغ العيد من مضمونه!.
فاتن شنان