التعليم العالي تنفي واتحاد الطلبة يؤكد! طلبة الجامعات الخاصة.. معاناة ومشكلات كثيرة.. وجودة المنتج التعليمي في عهدة ممثّل الوزارة!

التعليم العالي تنفي واتحاد الطلبة يؤكد! طلبة الجامعات الخاصة.. معاناة ومشكلات كثيرة.. وجودة المنتج التعليمي في عهدة ممثّل الوزارة!

أخبار سورية

الاثنين، ٣٠ يناير ٢٠١٧

بالرغم من وجود العديد من الصعوبات والمشكلات الواضحة للعيان التي يعاني منها طلبة الجامعات الخاصة في أكثر من جامعة، لكن معاون وزير التعليم العالي لشؤون التعليم الخاص الدكتور بطرس ميالة قلل الكثير منها، معتبراً أن الوزارة تقوم بواجبها في مراقبة أداء تلك الجامعات من خلال ممثّليها، أو الزيارات الميدانية التي تقوم بها بين الفينة والأخرى!.
إصرار وظروف طارئة!
أصرّ معاون الوزير على أن مندوب الوزارة في كل جامعة خاصة يحضر كل مجالسها إلا لظروف طارئة قد تمنعه من ذلك، وعندما واجهناه بشكاوى حقيقية ترد من الطلبة عن عدم حضور ممثّلي الوزارة بشكل دائم، بقي مصراً ومؤكداً أنهم يحضرون، ويعدون تقارير بشكل دائم يمكن من خلالها للوزارة تقييم الأداء!.
وأضاف: نحن لا نتكل على الممثّل، بل نتابع قضايا الجامعات الخاصة والطلبة من خلال زيارات ميدانية، ونتجاوب مع شكاوى الطلبة التي تردنا في بعض الأحيان عن طريق فروع الاتحاد الوطني لطلبة سورية.

ثروة للجامعات!
وفيما يتعلق بالظلم الذي يتعرّض له طلبة المنح في الجامعات الخاصة لجهة معاملتهم بشكل مختلف عن طلبة الجامعة الأساسيين، ومحاصرتهم بدفع قيمة الخدمات التي تقدم لهم، وتخصيصهم بالسكن الجامعي بغرف أقل جودة من غيرها، نفى معاون الوزير ذلك، مؤكداً أن طلبة المنح هم ثروة للجامعة الخاصة، لأنهم من ذوي المعدلات العالية، ويساهمون برفع السوية العلمية لبقية الطلبة، نافياً تعرّضهم لأي ظلم، بالرغم من أننا واجهناه بمشكلة تعرّض لها طلبة المنح في جامعة القلمون، حيث طلب منهم دفع بعض النفقات خلافاً للأنظمة والقوانين، واكتفى بالقول بأن الوزارة طلبت من إدارة الجامعة معاملة طلبة المنح كبقية الطلبة!.
وحول شكوى الطلبة، وسؤالهم حول كيفية تعويض مواد الفصل الثاني، على اعتبار المنحة تصدر في هذا الفصل، أكد ميالة أنه لم ولن يضيع على الطالب أي شيء، لأن الجامعات الخاصة تعتمد نظام الساعات المعتمدة، وبالتالي المنحة ولو أتت في الفصل الثاني، فالجامعة تعطي الطالب فرصة أربع سنوات، أو خمس أو ست سنوات، حسب طبيعة الاختصاص!.

المعدل هو الأساس
ورداً على اتهام الطلبة للوزارة بأن القبول بالمنح يتم على أساس المحسوبيات لا الكفاءات، نفى ميالة ذلك، مؤكداً أن المعدل هو الأساس، تماماً كما يتم القبول في المفاضلة العامة، ودعا أي طالب يشعر بغبن أو ظلم إلى مراجعة الوزارة لإنصافه إن كان على حق.
وأمام إصرارنا على وجود ظلم يقع على طلبة الجامعات الخاصة، وبأن هناك شكاوى عديدة، قال: قد تكون هناك بعض المشاكل سببها انتقال الجامعات من مقراتها الدائمة إلى مقرات مؤقتة، وترك ذلك آثاراً سلبية من الناحية العلمية، مشيراً إلى أن مجلس التعليم العالي وضع شروطاً ومعايير مؤقتة للمقر المؤقت، ولم يجامل أية جامعة بهذا الخصوص، وركز على الناحية العملية كالمخابر التي برأيه متوفرة بعدد ونوعية جيدة!.
وفيما إذا كان مجلس التعليم العالي قد اتخذ عقوبات بحق الجامعات الخاصة، بيّن أن هناك بعض العقوبات التي اتخذت نتيجة بعض المخالفات.

أزمة الأزمات!
دارين سليمان، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية، رئيسة مكتب التعليم الخاص والمعلوماتية، كان لها رأي آخر يتناقض إلى حد ما مع رأي الوزارة، فهي ترى أن مشكلة المشاكل، وأزمة الأزمات في الجامعات الخاصة هي تدخل المالكين بالشؤون العلمية، كتعيين رئيس جامعة، أو عزله، وكذلك الأمر حين تعيين عمداء الكليات، مشيرة إلى أن بعض المالكين لديهم مكاتب داخل مبنى الإدارة الجامعية، وهذا مخالف لمرسوم إحداث الجامعات الخاصة، وطالبت وزارة التعليم العالي بأن تضع حداً لذلك حفاظاً على المنتج التعليمي!.

نعم هناك معاناة!
وبالنسبة لمعاناة طلبة المنح من بعض المضايقات في بعض الجامعات، لم تنفِ سليمان وجود مشكلات ومعاناة حقيقية تتجلى بوضوح من خلال الجولات الميدانية والمؤتمرات الطلابية التي يفتح فيها سقف النقد لأعلى درجة، إضافة إلى الشكاوى التي ترد من الطلبة إلى مكتب التعليم الخاص بالاتحاد، موضحة أن هناك مرسوماً أعفى طلبة المنح من الأقساط، وألزم الجامعات الخاصة بتأمين السكن أو دفع بديل عنه، بالإضافة إلى تأمين باقي المستلزمات التي تعطى لطلبة الجامعات، وبيّنت أن بعض الجامعات الخاصة لا تنظر بعين الرحمة لطالب المنحة لدرجة أنها تلزمه بشراء الكتب وهي غالية “صحيح”، ولكن لا أعتقد  أن الجامعة الخاصة عاجزة عن ذلك عندما تؤمن أن طلبة المنح هم مكسب لها.
كما هناك معاناة من إلزام الطالب بدفع أجور النقل والإنترنت والتدفئة وقد تصل تلك الغرامات إلى حدود الـ 25 ألف ليرة وأكثر.
وتأسفت رئيس مكتب التعليم الخاص أن تصل المضايقات إلى حد تهديد الطالب بعدم إعطائه مصدقة تأجيل عن خدمة العلم إذا لم يدفع ما عليه من غرامات!.
ولفتت إلى أن الاتحاد يطالب اليوم بإعادة دراسة المرسوم الخاص بمنح الجامعات الخاصة ليكون شاملاً ويحقق مصلحة الطالب دون أن يترك أي مجال لتفسيرات تخضع لأمزجة الجامعات الخاصة.
وفيما يتعلق بتقاعس ممثلي وزارة التعليم العالي عن حضور مجالس الجامعات الخاصة، أكدت أن هناك قسماً كبيراً منهم لا يحضر، والوزارة على علم بذلك رغم مبرراتها!.
وقالت: بغض النظر عن التقرير الذي يعده ممثل الوزارة كان أولى بها أن تدقق على حضوره ليراقب كيفية إصدار القرارات داخل المجلس، فممثل الوزارة يجب أن يكون صوتاً لصالح الطلبة مع صوت الاتحاد الذي لا يجامل في قراراته!.

العملي جيد
ولم تسجل “سليمان” ملاحظات كثيرة على الجانب العملي في الجامعات الخاصة، فهو برأيها جيد ويفي بالغرض رغم أن الجامعات تعمل في مقرات خاصة، لكنها أشارت إلى وجود مشكلة عند طلبة الهندسة البتروكيميائية، نظراً لعدم تمكن الطلبة من الاطلاع على حقول النفط بسبب ظروف الأزمة، وسألت: أين الحلول البديلة التي من المفروض على إدارات الجامعات تأمينها علماً أنها غير مستحيلة.
ودعت رئيسة مكتب المعلوماتية الجامعات الخاصة إلى تطوير أدائها لتكون رديفاً حقيقياً للتعليم الحكومي، وتمنت أن تضع وزارة التعليم العالي الخطط الاستراتيجية لتطوير منظومة التعليم بعيداً عن الحلول الإسعافية حتى نصل إلى تعليم عالٍ عصري قادر على المنافسة ويعيد الهيبة للشهادة الجامعية السورية التي تعرضت بالفترة الأخيرة ومازالت للتزوير، والكثير من الانتقادات بعد الفساد الحاصل في الامتحانات الثانوية والجامعية!.

معلومات ..
يوجد في سورية عشرون جامعة خاصة هي: جامعة الشام الخاصة، جامعة القلمون الخاصة، جامعة قرطبة الخاصة، جامعة الاتحاد الخاصة، الجامعة العربية الدولية الخاصة، الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة السورية الخاصة، جامعة الوادي الدولية الخاصة، جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية، جامعة الجزيرة الخاصة، جامعة الحواش الخاصة، جامعة إيبلا الخاصة، جامعة الشهباء الخاصة، جامعة اليرموك الخاصة، الجامعة العربية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الجامعة الوطنية الخاصة، معهد الشام العالي للعلوم الشرعية واللغة العربية والدراسات والبحوث الإسلامية، جامعة الرشيد الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، جامعة قاسيون الخاصة للعلوم والتكنولوجيا.
يدرس في هذه الجامعات آلاف الطلاب بمختلف الاختصاصات العلمية المطلوبة في سوق العمل، وكانت قبل الأزمة موزعة في مختلف محافظات القطر، ولكن منذ بداية الحرب على سورية اضطرت لأخذ مقرات مؤقتة في دمشق باستثناء الجامعات الموجودة في ريف حمص وطرطوس بقيت في مقراتها الأساسية كونها لم تتعرض للأحداث الساخنة.
غسان فطوم-البعث