‘‘أستانة‘‘ تُشعل الفتيل بين ‘‘النصرة‘‘ و‘‘المجاهدين‘‘ في إدلب

‘‘أستانة‘‘ تُشعل الفتيل بين ‘‘النصرة‘‘ و‘‘المجاهدين‘‘ في إدلب

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٥ يناير ٢٠١٧

 بالتزامن مع انعقاد المفاوضات السورية في العاصمة الكازاخية, بدأت انعكاسات القرارات التي " لم يُعلن عنها بعد بشكل رسمي‘‘ بالظهور على أرض الميدان السوري ، في إشارة واضحة على ما يبدو بأن الأمور تتجه نحو " الحلحلة" عسكرياً, وهذا ما ينتظره معظم أبناء الشعب السوري ومن مختلف الانتماءات السياسية .
 

فقد وردت تسريبات من كواليس الاجتماع بأن تركيا ستتجه نحو محاربة كافة الفصائل التي رفضت الانضمام لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية الذي تم نهاية العام الماضي ، وبغض النظر عما كانت هذه الفصائل " مدعومة " سابقاً من تركيا, فإنها ستعلن الحرب عليها أسوة بالنصرة وداعش, الأمر الذي أثار مخاوف الفصائل على الأرض, وبدأت بالتخطيط للانقلاب على "الحليف التركي" وقواه المقاتلة في الميدان .
 

وقد اتهمت عدة فصائل مسلحة الجانب التركي بأنه اليوم قد "وقّع على أمر قتل مجاهدي الثورة " بالتنسيق مع حليف السلطات السورية والمقصود به "روسيا" لتنتهز جبهة النصرة الخلافات على الجبهات بين فصائل المعارضة المسلحة, محاولة منها إرغام بعضها على الانضمام لصفوفها ومواجهة أي عملية تركية روسية مع الجيش السوري ضدها في الشمال, خاصة في إدلب التي -وبعد تحرير حلب نهاية عام 2016- كانت الوجهة المتوقعة لعمليات الجيش السوري وحلفائه قبل تطبيق اتفاق الهدنة الأخير ما غيّر " التكتيك العسكري " وفقاً للمباحثات السياسية التي قد تجنّب إدلب – التي تضم أكبر عدد من مسلحي المعارضة- معارك عنيفة وينتهي الصراع فيها عن طريق المصالحة والاتفاق النهائي الذي قد يعلن عقب اجتماع أستانة. كما يرى محللون.

 

فمع انتهاء أول أيام من المحادثات في أستانة مساء الإثنين ، شنّ تنظيم جبهة النصرة هجوماً يُعدّ الأكبر والأقوى له من حيث العديد والعدّة على أغلب مقرات " جيش المجاهدين " في محافظة إدلب ، وذلك بسبب مشاركته في اجتماع أستانة، واستمرت الاشتباكات حتى ساعات فجر الثلاثاء, بحسب ما ذكرت مصادر صحفية .

 

 

وأصدر " جيش المجاهدين " بياناً عبّر فيه عن الصدمة والمفاجأة بما أقدمت عليه النصرة " فتح الشام " بهذا الهجوم " الباغي" كما وصفه البيان ، متهماً النصرة بالخيانة وفق ما أسماه " إشغال المجاهدين بالاقتتال الداخلي لإضعاف الثورة على طريقة داعش " .
 

وهدّد " جيش المجاهدين " بالردّ بقوة على هذا الهجوم, وذكر " لن نقف مكتوفي الأيدي وسندافع عن هذه الأرض " داعياً جميع الفصائل والمقاتلين في الجيش الحرّ للاتحاد " كرجل واحد " ومواجهة النصرة التي " طعنت رفاق السلاح " بحسب تعبيره .

وفي تفاصيل " الهجوم الليلي" الذي شنّته النصرة على جيش المجاهدين, فقد بدأ عناصر جبهة النصرة بمحاصرة أحد مقرات جيش المجاهدين بقرية "معرشورين" في ريف معرّة النعمان, وطلبوا من مقاتلي جيش المجاهدين بتسليم أنفسهم مع أسلحتهم ، الأمر الذي " استغربه مقاتلو جيش المجاهدين ورفضوا الانصياع لأوامر النصرة, ليبدأ الاشتباك منتصف ليلة الإثنين – الثلاثاء, كما أفادت مصادر تابعة للمعارضة.

    

 

في حين اقتحم العديد من عناصر النصرة قرية "الحلزون", وهي المقرّ الرئيس لجيش المجاهدين بإدلب, واتجهت بعدها مجموعة من العناصر نحو قرية "بايتو" في ريف حلب الغربي, وقتلت العشرات من عناصر جيش المجاهدين هناك ، كما وصلت المعارك إلى جبل الزاوية الذي يضم عدداً كبيراً من الفصائل المسلحة, ومعظمها يتبع لحركة أحرار الشام التي -وبحسب المصادر الصحفية- تعمل على ردع هجوم النصرة التي شهدت صفوفها انشقاق العديد من " مشايخها " لرفضهم ما أسموه ‘‘ إجرامها ‘‘ وعدوانها على الفصائل الأخرى . 

    


 

وتمهيداً لعمليتها الواسعة في إدلب فقد عمدت النصرة إلى تخريب جميع أبراج الانترنت والاتصالات الموجودة في رأس الحصن والمنطقة الشمالية التي تغذي المحافظة وريفها ، لتقطع وسائل الاتصال بين النقاط العسكرية التي خططت " للانقضاض" عليها ليلاً, وجميعها تابعة لجيش المجاهدين ، الذي أكد صباح الثلاثاء مقتل 1200 عنصر بنيران النصرة, من بينهم عشرات القادة, وذكر أسماء اثنين منهم.. "أبو علي الحوراني- ويوسف زوعة" ، ونعى الجميع ببيان وصفهم فيه بأنهم شهداء الحرية والجهاد " .