اقتتال إدلب يصل أستانة.."النصرة" تحلل دماء وفد علوش

اقتتال إدلب يصل أستانة.."النصرة" تحلل دماء وفد علوش

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٥ يناير ٢٠١٧

بالتزامن مع انعقاد المباحثات السورية في العاصمة الكازاخية آستانة , علت في صفوف المسلحين صيحات الهجوم على وفد الجماعات المسلحة المشاركة, وكثرت الأنباء التي تتحدث عن تكفير المشاركين في المؤتمر من قبل بعض الجهات, وأبرزها "جبهة النصرة" التي باتت تسمي نفسها "فتح الشام" إضافة إلى "جند الأقصى" اللتين تتوعدان باستباحة دم فصائل أستانة.


هذه التهديدات لاقت ردود أفعال متباينة في أوساط الفصائل المسلحة, إلا أن غالبية الآراء نددت بها, وعلى ضوء ذلك أصدر اليوم ما يسمى "المجلس الإسلامي السوري" بياناً خاصاً بشأن الأمر, مذكّراً بداية ببيانه الذي أعلن فيه موقفه من أستانة في 19 من الشهر الجاري , والذي بيّن فيه في أن ممثلي الفصائل المسلحة المشاركة فيه "مجتهدون في دفع الظلم و الإجرام عن الشعب السوري" حسب تعبيره , وبناء على ذلك يتابع نصّ البيان:


"للأسف الذي بلغنا اليوم, وتواتر عندنا أن بعض الفصائل و في طليعتها فتح الشام و جند الأقصى تكفّران كل من ذهب إلى الأستانة, أو تخونهم وتستحلّ دماءهم, وتعدّ العدّة للانقضاض عليهم, وهم الذين حافظوا على جبهاتهم ورباطهم طيلة السنوات الماضية في وجه النظام"


وفي ضوء ما سبق فإن "المجلس الإسلامي السوري" يبين ما يلي :
"إننا نشهد و نؤكد ما علمناه و خبرناه أن الفصائل التي ذهبت الى الأستانة كانت و لا زالت ترفض الصدام مع جبهة فتح الشام و من يلوذ بها, و ترى أن ذلك لا يخدم إلا النظام المجرم و حلفاءه".
إن استهداف فتح الشام و من يلوذ بها من قبل التحالف الدولي لا يعطي مبرراً لهذه الفصائل أن تستهدف أو أن تنتقم من الفصائل التي اجتهدت أن تشارك في المفاوضات.
إن استهداف فتح الشام أو من يلوذ بها لأي من الفصائل المشاركة في الأستانة هو بغي وعدوان, واستباحة للدماء بغير وجه مشروع, ونذكّر الإخوة في فتح الشام بحرمة الدماء وعظيم خطرها وحسابها عند الله تعالى" بحسب نص البيان


الفصائل المسلحة التي شاركت في أستانة, والتي تمثلت بـما يسمى “فيلق الشام وفرقة السلطان مراد والجبهة الشامية وجيش العزة وجيش النصر والفرقة الأولى الساحلية ولواء شهداء الإسلام وتجمع فاستقم وجيش الإسلام" جاء موقفها مشابهاً لنص ومضمون بيان ما يسمى "المجلس الإسلامي السوري"
حيث رفض الوفد خلال المباحثات الحديثَ عن مواجهة جبهة "فتح الشام" في سورية مبرراً ذلك بحجة الاتفاق أولاً على الجهات الخارجية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري, حيث قال أسامة أبو زيد، أحد أعضاء وفد المجموعات المسلحة خلال مؤتمر صحفي "إنهم رفضوا طلب الجانب الروسي بالحديث عن فتح الشام، قبل الاتفاق على المبدأ العام، الذي يقضي بإخلاء سورية من الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد" حسب تعبيره.


على الرغم من اشتعال الجبهة الداخلية في إدلب, والاقتتال الذي تشهده بين الفصائل المسلحة المختلفة, ورغم التبرير الذي قدمه الوفد يوم أمس لرفضه مقترح مواجهة "جبهة النصرة_فتح الشام" إلا أنه وبناء على معطيات اليوم قد يكون الدافع الأكثر إقناعاً هو أنهم يتحايدون الدخول في صراع عسكري معلن مع "النصرة" والتي عدّها بيان "المجلس الإسلامي السوري" في صف واحد معهم, وبالتالي يكشف هذا الموقف صعوبة وتعقيد الوصول إلى نتائج حقيقية للجهود الدولية التي تبذل بهدف فصل الجماعات المسلحة عن التنظيمات الإرهابية في سورية, وهو الأمر الذي يعد شرطاً مهماً وأساسياً للمضي قدماً في أي تسوية سياسية مرتقبة في سورية.