مع دخول "ورش الصيانة" إلى وادي بردى .. دمشق تشرب "اليوم"

مع دخول "ورش الصيانة" إلى وادي بردى .. دمشق تشرب "اليوم"

أخبار سورية

السبت، ١٤ يناير ٢٠١٧

بدأت ورش الصيانة التابعة لوزارتي "الري" و"الكهرباء" منذ مساء أمس، عملهما في منطقة وادي بردى ونبع الفيجة، بعد السماح لها بالدخول إلى المنطقة إثر التوصل لاتفاق بين الجيش السوري ومسلحي وادي بردى لإصلاح خط مياه "نبع الفيجة" المغذي للعاصمة دمشق، بعد شهر تقريباً على قطعه من قبل الميليشيات الإرهابية وحرمان ساكني دمشق من مياه الشرب في محاولة منها للضغط على الجيش السوري حينها.

وبعد سيطرة الجيش العربي السوري على بلدة بسيمة - خط الدفاع الأهم عن مسلحي وادي بردى وبلدة الفيجة ونبعها - انصاعت الفصائل الإرهابية لشروط القيادة العسكرية في المنطقة، ووافقت "بدايةً" على دخول ورش الإصلاح التابعة لوزارة الموارد المائية إلى منطقة نبع الفيجة، للوقوف على الأضرار التي تعرض لها النبع الذي يغذي ساكني دمشق والذي تجاوز عددهم الـ6 ملايين سوري، حيث سترافقها ورش تابعة لوزارة الكهرباء التي أيضاً ستقوم بإحصاء الأضرار والمباشرة بإصلاحها.

وبحسب مصادر إعلامية في المنطقة، فقد تم فجر اليوم السبت، بدء ضخ المياه إلى العاصمة دمشق من "نبع عين الفيجة"، لتنساب وتصل مع ساعات الصباح الأولى إلى دمشق، ومن ثم سيتم إفراغ هذه الدفعة من المياه باعتبارها تحوي على بعض "الفضلات"، وبعد ذلك سيتم تحويل المياه لتصل مع ساعات بعد ظهر اليوم إلى منازل المواطنين في دمشق بشكل كامل.

وفي السياق ذاته، أكد متحدث باسم الميليشيات المسلحة مساء أمس ما نشرته المصادر الإعلامية، حيث قال أن ورشات الصيانة بدأت منذ الساعة الثامنة مساء يوم الجمعة، المرحلة الأولى لتنسيق سلامة قناة المياه الرئيسية، ليعقبها ضخ المياه نسبياً في مرحلة لاحقة إلى دمشق.

وأشار المتحدث الذي ظهر بمقطع فيديو دون أن يكشف هويته من مكان عمليات الصيانة، أنه عمل الورشات مستمر حيث يعد عمل الورشات في المرحلة الأولى، هو البند الثاني الذي يفترض أن يسبقه تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، وهو ما حصل تماماً.

ومنذ أكثر من أسبوعين، نفذ الجيش العربي السوري عملية عسكرية محدودة شملت 10 قرى تابعة لمنطقة وادي بردى، بعد أن قامت "جبهة النصرة وأحرار الشام" الإرهابيتين، بتلويث مياه الشرب بمادتي "المازوت وزيت المحركات"، قبل ان تقوم بقطع المياه بشكل كامل عن العاصمة، ما دفع الجيش للبدء بعمل عسكري هدفه السيطرة "المطلقة" على المنطقة، واستلام زمام السيطرة على ينابيع المياه التي تغذ العاصمة، إضافة إلى إعادة مؤسسات الدولة السورية إلى عملها.

ودخول ورش الصيانة إلى المنطقة، جاء بعد رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق نبع عين الفيجة بحضور السيد "وليد الرفاعي" ممثل محافظ ريف دمشق والجهات المختصة، حيث دخل مع المسلحين أمس إلى منطقة النبع وقام مع المسلحين برفع العلم في نقطة حساسة وبين جميع الفصائل المسلحة، هو مايمثل اعلان موافقة المسلحين على التسوية الشاملة واعلان وجودهم تحت علم الجمهورية، ليعود بعدها ممثل الدولة السورية إلى نقطة الجيش السوري في "دير قانون"، ويخبر الجميع بأن العلم السوري رُفع فوف النبع، لتكون الوثيقة التي أفضت بعد ذلك لدخول ورشات الإصلاح برفقة المسلحين إلى النبع، والبدء بعملية الإصلاح، وبعد ذلك تنفيذ بقية بنود الاتفاقية التي تقضي في عودة الأمان وسلطة الدولة "كاملةً" إلى وادي بردى، ونقل من يرغب بالخروج إلى "إدلب" من المسلحين وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالبقاء خلال الفترة المقبلة. فيما يستكمل الجيش إجلائه للعائلات الراغبة بالانتقال إلى دمشق قادمةً من بسيمة وعين الفيجة.

وأمس، تمكّنت وحدات الجيش بعملية سريعة من فرض السيطرة على بلدة بسيمة الاستراتيجية، والتي كان يعني السيطرة عليها، السقوط التقائي لوادي بردى ومن ثم بلدة الفيجة ونبعها، ما دفع الفصائل المسلحة للطلب سريعاً من القيادة العسكرية للجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد مخرج لهم من المنطقة وفق الشروط الموضوعة من قبل الجيش السوري.

وبحسب بعض التسريبات، فإن ورقة الاتفاق التي قدمها الجيش للفصائل الإرهابية، خروج المسلحين "الغرباء" من المنطقة إلى أي مكن يختاروه "شمال سورية"، على أن تتولى الدولة السورية إيصالهم لها،كما تتضمن السيطرة المطلقة على منطقة الينابيع وإعادة دور المؤسسات الحكومية للمنطقة بشكل كامل، على أن تسوّي الدولة السورية أوضاع حاملي السلاح ضدها وتوظيفهم لحراسة الينابيع إلى جانب وحدات الجيش والشرطة، حيث تضمنت ورقة الشروط تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة للجيش، إضافةً إلى المتخلفين عن الخدمة الإجبارية أو "الاحتياطية" على أن يؤدوا خدمتهم العسكرية في منطقة وادي بردى.

الجدير بالذكر أن القيادة العسكرية وحتى اللحظة، لم تعلق على ماتم تسريبه حول بنود الاتفاق، إلا أن المؤكد منها هو السيطرة على منطقة الينابيع وعودة مؤسسات الدولة لتفعيل دورها في المنطقة، وهو ما أكده محافظ ريف دمشق ووزراء الكهرباء والموارد المائية أمس من المنطقة نفسها، وذلك قبل لحظات من دخول ورش الصيانة إلى عمق البلدات والقرى.

كما يجدر الإشارة إلى أن مصادر إعلامية، كانت قد كشفت اليوم السبت، عن قيام ما وضفته بـ"أخطر قادة التنظيمات المسلحة في وادي بردى"، بمفاوضة الجيش على "المدة الزمنية للخروج و تسليم المنطقة للجيش السوري"