لم تثنه ظروف الحرب عن التألق فكان 2016 عامه الأجمل.. الأولمبياد العلمي السوري.. أرقام فريدة وخطوات غير مسبوقة

لم تثنه ظروف الحرب عن التألق فكان 2016 عامه الأجمل.. الأولمبياد العلمي السوري.. أرقام فريدة وخطوات غير مسبوقة

أخبار سورية

السبت، ٧ يناير ٢٠١٧

    إلهام العطار

بعيون ترنو نحو المستقبل ودّع الأولمبياد العلمي السوري ذلك المشروع الوطني الاستراتيجي الكبير العام 2016 الذي حمل في جعبته باقة واسعة من الإنجازات العلمية التي تركت بصمة سورية مميزة في محافل العلم الدولية والعالمية، وسلسلة من المحطات المميزة محلياً تكللت بإصدار السيد الرئيس بشار الأسد مرسوم قبول المتميزين أصحاب الإنجازات المحلية والعالمية بالمنح والإيفادات الجامعية الداخلية والخارجية ضمن اختصاصاتهم العلمية التي أبدعوا فيها، والقانون رقم (11) القاضي بإحداث هيئة التميز والإبداع كي تصبح الحاضنة للإبداع والتميز من خلال الإدارات الثلاث التي انضوت تحتها وهي (الأولمبياد العلمي السوري – المركز الوطني للمتميزين – إدارة البرامج الأكاديمية) فكان بذلك العام 2016 الأجمل في حياة الهيئة من جهة وفي عالم الأولمبياد العلمي من جهة ثانية.

بلغة الأرقام
يقول عماد العزب رئيس الهيئة في تصريح له عن حصاد الهيئة العام الماضي، وأهم لحظات الفرح والحزن التي انتابت أبطال الأولمبياد خلال مشاركاتهم في الأولمبيادات العالمية: التطور في العام 2016 عاشته المشاريع العلمية الثلاثة لهيئة التميز والإبداع، وبالتالي فإن لغة الأرقام كفيلة بالتعبيرعن نفسها، ومن الأولمبياد العلمي نبدأ: فالعام الماضي شهد ارتفاعاً كبيراً في عدد المشاركين في منافساته ليبلغ (49165) شاباً وشابة من مختلف المحافظات، بزيادة (3996) مشاركاً عن العام السابق.. وللمرة الأولى تشهد التصفيات النهائية للأولمبياد العلمي السوري مشاركة (327) شاباً وشابة ممن تأهلوا عن تصفيات المحافظات، ومشاركة للثانويات الشرعية وقد تأهلت إحدى الطالبات إلى التصفيات النهائية على مستوى القطر، أضف الى ذلك أنه تم تطوير آلية التأهيل في التصفيات، وفي التدريب للمشاركين بالأولمبياد العلمي سواء مركزياً أو ضمن محافظاتهم.. وفي انتقاء أعضاء الفرق العلمية الوطنية التي مثلت سورية في الأولمبيادات العالمية. أما الأولمبياد العلمي للمدرسين فقد تخلى في نسخته الثانية في 2016 عن صيغته التجريبية ليغدو أولمبياداً رسمياً ويشهد مشاركة أكبر عدد ومساحة ويشمل مشاركة معظم المحافظات.
مبدعون على منصات العالمية
أما بالنسبة لحصاد الأولمبياد العلمي خلال مشاركاته العالمية والقارية فقد بلغ (16) إنجازاً عالمياً وقارياً: (9) ميداليات عالمية – (5) شهادات تقدير عالمية وشهادتا تقدير قاريتان.. ولكن على الرغم من مسيرة الأولمبياد الطويلة التي لم تتوقف رغم الحرب وظروفها القاسية، فإن ما جرى في العام 2016 كان مذهلاً، فهذه هي المرة الأولى التي تحقق فيها الرياضيات السورية ثلاث ميداليات دفعة واحدة في أولمبياد عالمي.. ولأول مرة يحقق طالب (من الصف الأول الثانوي بالفرق العلمية السورية) شهادة تقدير، وتحقق سورية التصنيف العالمي (48) بين أكثر من (109) دول مشاركة متقدمة بست درجات عن أفضل تصنيف سابق لها، ولأول مرة يحقق أعضاء الفريق العلمي السوري قفزة في التصنيف العالمي الفردي بعد ارتقائهم في الأداء والعلامات، حيث توج كل أعضاء الفريق الذي حقق (3) ميداليات برونزية حققها كل من (محمد حنينو – غيث زحيلي – مارك جبور) و(3) شهادات تقدير حققها كل من (حافظ الأسد – جلنار شحود – أحمد محرز) في الأولمبياد العالمي للرياضيات في هونغ كونغ..  وهي حالة تكررت مع فريق الأولمبياد العلمي للكيمياء الذي توج بأكمله في الأولمبياد العالمي الذي أقيم في جورجيا، إذ كانت الحصيلة فيه (3) ميداليات برونزية حققها كل من (زين نوفل – تمام مصطفى – عبد الله قطينة) وشهادة تقدير حققها عبد الله قطيني، لتقفز سورية وللمرة الأولى في الترتيب العالمي (20) مرتبة، ومع فريق المعلوماتية حيث بلغت الحصيلة (3) ميداليات برونزية نالها كل من: (بشر المصري – محمود حسن – سمير دروبي) في الأولمبياد العالمي للمعلوماتية الذي أقيم في روسيا، كما سجلت لأول مرة مشاركة في الأولمبياد العالمي لمادة علم الأحياء.
المركز الوطني للمتميزين
كثيرة هي النقاط المضيئة في حياة المركز الوطني للمتميزين في العام 2016 ومنها، حسبما أشار العزب، ازدياد نطاق التسجيل بالمركز من مختلف المحافظات، التطوير في البرامج وآليات التنفيذ، والزيارات العلمية لطلاب المركز والرحلات والسبت العلمي ومؤتمر العلم السنوي الذي قدم فيه الطلبة (40) مشروعاً، كان للبعض منها الصدى الإيجابي حيث دعي المشاركون في مشروعي (طائرة من دون طيار – النانو وأبحاثه العملية) لتقديمها أمام غرفة تجارة دمشق في خطوة لاستثمار هذه الابتكارات العلمية ووضعها ضمن سوق العمل.
إدارة البرامج الأكاديمية الخاصة
من الخطوات المهمة التي شهدها العام 2016 إحداث إدارة البرامج الأكاديمية الخاصة بالطلاب خريجي المركز الوطني للمتميزين لمتابعة شؤونهم خلال دراستهم الجامعية، ومن المحطات المهمة إيفاد خريجي أول دفعة من الطلاب الجامعيين في البرامج الأكاديمية لخريجي المركز الوطني للمتميزين إلى روسيا لمتابعة دراساتهم العليا والحصول على أعلى درجات التحصيل العلمي.
بصمـات سـوريـة فـي الـذاكـرة العـالميـة
من الحكايات المؤثرة والمحزنة التي عاشها التميز العلمي السوري في الوقت ذاته في العام 2016 كانت في الأولمبياد العالمي للرياضيات في هونغ كونغ.. حيث كان فريقنا قاب قوسين أو أدنى من إحراز الميدالية الفضية، لكن المفاجآة المؤسفة كانت برفع معدل الميدالية الفضية للأولمبياد الحالي، فعلامة واحدة فصلت عضو فريقنا محمد حنينو عن الميدالية الفضية لتكون البرونزية من نصيبه، وعلامتان أبعدت عضو فريقنا غيث زحيلي عن الميدالية الفضية، بينما فصلت علامتان عضو فريقنا حافظ الأسد عن الميدالية البرونزية، ومع ذلك فالقادم أفضل مع هذه المواهب الواعدة في مشروع التميز والإبداع الذي يعتمد على بناء أجيال مبدعة وهذا ما أثبته الطالب محمد حنينو من خلال الطريقة التي حل بها إحدى المسائل ونال عليها ثناء اللجنة العلمية الدولية التي أكدت أنها تحمل ابتكاراً فريداً في الحل بطريقة لم يتناولها سوى (3) طلاب من بين أكثر من (500) مشارك من مختلف دول العالم.
أيضا فالبصمة السورية المؤثرة التي حققها الفريق العلمي السوري للكيمياء في جورجيا دفعت برئيس اللجنة الدولية للكيمياء للحضور إلى مكان جلوس الوفد السوري بشكل خاص دون بقية الوفود وتقديم التهنئة الشخصية لأعضاء الفريق مع الحرص على تسليمهم الشهادات والجوائز باليد لكل واحد منهم تقديراً لأبناء سورية ونجاحهم في التفوق على ظروفهم وتجاوز كل التحديات.