مياه بردى ستعود إلى مجاريها وأهلها.. ما الهدف مما حدث؟

مياه بردى ستعود إلى مجاريها وأهلها.. ما الهدف مما حدث؟

أخبار سورية

الأربعاء، ٤ يناير ٢٠١٧

تشح آمال بعض الأنظمة الإقليمية كشحيح الماء عن دمشق، وادي بردى يثير الآن نوبة صرع في الأروقة البدوية، فالسيطرة على نبع الفيجة لن تكون إلا مسألة أيام قليلة، وكحصار قريش لشعب أبي طالب حاولت الجماعات المسلحة حصار دمشق مائياً لإحداث نوع من الضغط أو أقله للفت نظر المجتمع الدولي بأنه لا تزال هناك ميليشيات مسلحة تستطيع قول كلمتها في الميدان ولو مائياً بعيداً بعد فشل الرهان على رصاصهم.
استنفار في وسائل الإعلام الخليجية والغربية حول ما يجري في وادي بردى، حيث تقوم كل من الصحف السعودية والكويتية بترويج المزاعم القائلة أن الحكومة السورية خرقت هدنة وقف إطلاق النار بعد شنها عملية عسكرية على وادي بردى بريف دمشق.
هناك محاولات حثيثة من قبل الإعلام الخليجي والغربي بشكل عام لتصوير ما يجري في وادي بردى على أنه خرق حكومي لاتفاق الهدنة، علماً بأن المعارضة هي من قطعت المياه عن سكان العاصمة السورية، الأمر الذي نظرت إليه دمشق على أنه خرق واضح للهدنة، صحيح أنها خاصة بوقف إطلاق النار، لكن أعمال كقطع المياه عن دمشق له تأثيرات أكبر من قذيفة أو صاروخ محلي يُطلق على أحد المناطق.
لقد أرادت المعارضة أن تخرق الهدنة دون أن يُشار إليها بأنها خرقت الاتفاق، لم تلجأ لاستخدام الرصاص واستعاضت عن ذلك بقطع المياه.
العمليات العسكرية مستمرة بوتيرة متسارعة في وادي بردى، وبحسب ما يُشاع فإن مسألة تحرير نبع الفيجة هو مسألة أيام قليلة، وهو ما يفسر تحويل الصحف الخليجية للأمر إلى شأن مذهبي ديمغرافي كعادتها، حيث زعمت الصحف السعودية بأن الحكومة السورية وروسيا وإيران تسعى لتهجير سكان وادي بردى وإحلال آخرين مكانهم.
المعارضة قامت بالإعلان عن تجميد محادثات العاصمة الكازاخية أستانة مع الحكومة السورية رداً على الادعاءات القائلة بأن دمشق خرقت هدنة وقف النار، مما يوحي بأن ما حدث في وادي بردى من قطع المياه عن العاصمة السورية ليس إلا تمهيداً لعرقلة أي محادثات أو تسوية.
بدأ الأمر بما جرى في وادي بردى، انقطعت المياه، فقام الجيش السوري بردة فعل منطقية رداً على ذلك الاعتداء، تطور الأمر إلى مقاطعة محادثات أستانة، وهذه الأخيرة هي ما يغيظ كل من الأميركي والأوروبي والخليجي، على اعتبار أن محادثات كازاخستان ستحدث برعاية روسية ومشاركة تركية وإيرانية، دون وجود فعلي أو لافت لأي من القوى الغربية أو الخليجية في تلك المحادثات، فيما ذهب بعض المراقبين للقول بأن محادثات أستانة تنافس محادثات جنيف التي تتبناها الدول الغربية والأنظمة الخليجية وتعول عليها.
ستعود المياه إلى مجاريها وأهلها في وادي بردى، ولن يكون ما حدث إلا زوبعة في فنجان أرادت بعض القوى الإقليمية والدولية إثارتها للتشويش على الاتفاق الروسي ـ التركي بشأن محادثات بين الحكومة والمعارضة، قد تندلع أحداث أخرى في مناطق مختلفة بإيعاز غربي وأعرابي لبعض الميليشيات وذلك بهدف بعث رسالة إلى موسكو مفادها أن لفئران الخليج حصة من قطعة الجبن.