مع تزامن الأعياد وانتصارات جيشـنا في حلب.. مواطنون: آمالنا وآلامنا وأفراحنا واحدة.. وأمانينا أن يعمّ السلام في ربوع سورية

مع تزامن الأعياد وانتصارات جيشـنا في حلب.. مواطنون: آمالنا وآلامنا وأفراحنا واحدة.. وأمانينا أن يعمّ السلام في ربوع سورية

أخبار سورية

السبت، ٣١ ديسمبر ٢٠١٦

وسط مشاعر الأمل، وبمناسبة أعياد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية رفعت الصلوات والأدعية التي تكللت بإضاءة شجرة الميلاد في جميع المحافظات السورية وزينت نوافذ البيوت كما الشرفات والطرقات بالأنوار، معلنة ميلاد عام تتجدد فيه الأماني بأن يعم الخير والسلام على كل بقعة من بقاع سورية، حيث تشارك المسيحيون والمسلمون أفراح العيد والدعوات ليجسدوا حالة اجتماعية جاءت في كلام الإنجيل المقدس الذي يقول: «المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة».

الأب الياس عدس مرشد أبرشية الطائفة المارونية في حلب قال: من حلب الشهباء.. من حلب التي تعيش هذه الأيام الفرح والسعادة والاستقرار والاطمئنان والانتصار الذي أضاف البهجة على أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة أعياد المحبة والمسامحة والمصالحة. لقد حرصنا على إقامة احتفالاتنا اليوم في الكنيسة التي أصيب سقفها من جراء القذائف الإرهابية، حتى نؤكد أن كثيرين يريدون أن يصنعوا حضارة الموت، لكننا كمواطنين سوريين نريد أن نزرع حضارة الحب والحياة، وهذه الحضارة لا تأتي إلا من الله عز وجل، لأنه الحب والحياة.
وأضاف: نعايد الجميع ونسأل الله أن يعيد السلام إلى كل شبر من الأرض السورية حيث نحتفل ونرنم كلنا معاً المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر وكل عام والجميع بخير.
بدورها السيدة حنان خشوف من أهالي صيدنايا قالت: بعد انتصارات جيشنا الباسل في حلب العاصمة الاقتصادية أحب أبناء صيدنايا الاحتفال مع أهلنا في الشهباء، فحرصوا على إضاءة شجرة السلام والمحبة في الساحة الرئيسة للمدينة، لتعود البسمة لوجوه الأطفال.
وفي هذه الأيام تستعد السنة الحالية للرحيل تاركة المكان للسنة الجديدة، تنادى شباب وشابات صيدنايا للتعاون بكل محبة وصدق لتركيب شجرة عيد الميلاد وتزيينها في الساحة العامة، تعبيراً منهم عن مشاركتهم في احتفالات أهلنا في حلب، الذين وعلى الرغم من البرد القارص كنا نجد وجوههم المبتسمة والفرحة بالانتصار والعيد مختلطة بدموع بعضهم، فمنهم من استشهد والده ومنهم من استشهد أخوه، ومنهم من لا يزال ينتظر عودة أقربائه ممن يقومون بواجبهم الوطني على جبهات القتال و يواجهون الإرهابيين والجماعات المسلحة، التي ضربت محطات الطاقة وعمدت لتخريب البنية التحتية وتسميم مياه الشرب في دمشق.
وأضافت: لقد حرص شبان صيدنايا كغيرهم من شبان الوطن الغيورين على تزيين شجرة عيد الميلاد التي ترمز لميلاد سيدنا المخلص يسوع المسيح، رمز المحبة والسلام، فالشجرة الخضراء على مدار العام هي رمز للعطاء والنمو، والطفل يسوع داخل المغارة يشع نوراً ومحبة، فليتعلم الإرهابيون والمرتزقة الذين جاؤوا من بلدان عديدة، المحبة والسلام من كل الأنبياء والرسل، ومن الشبان الذين يزينون شجرة السلام والمحبة.
شادي لفلوف من أبناء حمص قال: في ذكرى ولادة يسوع الناصري نتذكر تعـــاليمه في المحبة والتسامح والمغفرة، التواضع، الذود عن الذات والانتصار للحق في وجه الباطل، تلك التعاليم التي نتحدى من خلالها هذا الجو القاتم الأسود الذي حاول الإرهابيون فرضه، لكن انتصارات جيشنا الباسل في حلب والعديد من المناطق حالت دون انتشاره.
المهندس وسيم فرنسيس عبر عن فرحته بالأعياد بقوله: ميلاد السيد المسيح ولادة جديدة فهو بعث من أجل خلاص البشرية، بولادته ولد الأمل والخير، بولادته يجب أن نسامح ونغفر لمن أساء إلينا، فميلاده يجب أن يجعل أنفسنا صافية بيضاء نقية لا يشوبها حقد أو بغض أو حسد.
وفي اللاذقية الاحتفالية عكست حالة التآخي والسلام بين جميع الطوائف إذ لم تكن إضاءة شجرة الميلاد هذا العام في محافظة اللاذقية إلا فرحاً ممزوجاً بالفخر والاعتزاز بانتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب في حلب كما أكد ذلك الأب ميخائيل شماس، موضحاً أن الاحتفالية عكست حالة التآخي والسلام بين جميع الطوائف الدينية وحبهم لوطنهم وإيمانهم بأنهم منتصرون على المؤامرات التي تحاك ضدهم بفضل دماء الشهداء وبطولات الجيش، داعياً أن تعم المحبة والسلام أرجاء البلاد.
من جهته القس يوحنا وبعد أن بارك للمسلمين بعيد المولد النبوي الشريف الذي تزامن مع أعياد الميلاد المجيد، قال: آلامنا وآمالنا ومشاعرنا واحدة، فلتكن ليلة عيد الميلاد المجيد فرحة وبركة وحافزاً لنا جميعاً لنشر السلام والمحبة في العالم.
بدوره الدكتور إيليا قديس عدّ أن إضاءة الشجرة دلالة على الروح الوطنية العالية، مضيفاً: رغم الجراح التي يعيشها المجتمع السوري ستبقى أيام الانتصار والفرح في قلوبنا وعقولنا ونبض حياة السوريين باق في كل أفراحه وأحزانه وسنبقى بهذه الروح المتجددة مدافعين عن الحق أينما كنا.
«ميلاد السيد المسيح هو ميلاد السلام والخير ومنه تعلمنا كما اخوتنا المسيحيين التسامح والإخاء فأنا أشعر بالسعادة عندما أشارك في عيد الميلاد والعيد اليوم أراه بأبهى صورة بعد أن تحررت حلب»، هكذا عبرت السيدة منال محمد عن فرحتها ومشاعرها وهي ترافق جارتها السيدة جورجيت مخول للاحتفال بعيد الميلاد.
أما أنطوان نجار الذي أصر على الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام في اللاذقية ليقول شكراً لأبنائها الذين احتضنوه وعائلتهم بعد أن خرج من حلب منذ 3 سنوات، مشيراً إلى أنه رغم أن فرحة العيد مشوبة بالحزن الشديد بسبب ما يجري إلا أن نصر حلب أوقد الأمل من جديد في نفوس الكثيرين.
كما تمنى السيد إلياس أن يحتفل بعيد الميلاد هذا العام مع عائلته في محافظته درعا وقال: سعادتي اليوم في العيد ممزوجة بالحزن لبعد أقاربي وأصدقائي عني، ولكن يبقى العيد الحقيقي هو أن نعيش في هذا الوطن بسلام.
ما إن أضاءت الشجرة حتى علت أصوات الكبار والصغار فتبادلوا التهاني وارتسم الفرح على الوجوه، حيث عبر الأطفال عن فرحهم وسعادتهم، متمنين أن تتحقق أمانيهم وأماني الجميع، فقد تمنى الأخوان جورج وجانو شماس أن تبقى السعادة على وجوه جميع الناس أطفالاً وكباراً، كما نوه الطفل أحمد بأنه يحب العيد لأنه يرى أهله وأصدقاءه وجميع الناس سعداء.
ختام جولتنا كان مع السيدة فرح زرجانيان التي رأت أنه من الجميل أن يتشارك الجميع الفرح والأماني وأن تكون الدعوات لأجل الخير و السلام موحدة، أنا سعيدة لأنني أرى الجميع هنا في هذه الاحتفالية يتبادلون التهاني بالأعياد.