إقبال كبير على شراء كتب الأبراج والمعلومة في عهدة المجهول!

إقبال كبير على شراء كتب الأبراج والمعلومة في عهدة المجهول!

أخبار سورية

الجمعة، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦

تحتل واجهة المحلات في هذه الأيام الإصدارات الجديدة من كتب الأبراج، وما تخبئ لنا السنة القادمة من حظوظ وتوقعات، وتبدو نسبة المتابعين لها في ازدياد مستمر، قد تكون الأوضاع العامة والأزمة أحد الأسباب، فهناك من يؤمن بمصداقية التوقعات، وآخرون يدفعهم الفضول لمعرفة المستقبل القادم، والإقبال على شرائها رغم ضعف القدرة الشرائية يعتبر دليلاً هاماً على مكانتها في حياة الناس مهما بلغ ثمنها، حيث تقول ريما إنها من متابعي الأبراج اليومية على التلفاز والإذاعة، وتشتري الكتاب السنوي لمعرفة تفاصيل يومها أولاً بأول، فترشدها التوقعات إلى الأيام السلبية، والإيجابية، وتعتمد عليها في سلوكياتها اليومية، إلى درجة اعترافها بكل صراحة بأنها تستبعد من برنامجها اليومي أية خطوة هامة مادامت في الأيام الأقل حظاً، لتبادر بها في الأيام الأفضل لها فلكياً، فهل باتت الأبراج حقيقة ترسم حياة الناس ومستقبلهم؟! وكيف استطاعت السيطرة على العقول لمختلف الفئات؟!.
مؤيد ومعارض
حاولنا تقصي آراء الناس حول موضوعنا من كافة الأعمار، فقد أكد لنا صاحب مكتبة الخضر بأنه يقوم بفصل كل برج على حدة نظراً لإقبال الناس على الأبراج، وتلبية لرغبة غير القادرين على دفع ثمن الكتاب كاملاً، قام بتجزئته وبيعه ليتناسب مع قدرتهم المادية بـ 200 ليرة سورية، في حين تقل الطلبات على كافة الكتب الأخرى مهما بلغ ثمنها، وتقول سهى، الطالبة الجامعية التي دخلت إحدى المكتبات تسأل عن إصدار كتاب الأبراج الجديد للإعلامية ماغي فرح: إنها تعتقد بصحة ما تكتبه لبرجها، وفي أغلب الأحيان فإن الكلام يطابق أحداث يومها حسب قولها، وتذهب إلى أكثر من ذلك كعدم الخروج من المنزل قبل قراءته، ودافعت عن فكرتها بقولها إنه علم يستند إلى الأبراج، وحركتها، وحركة القمر، وما إلى ذلك من معلومات يرددها الخبراء في هذا المجال، ما أثار حفيظة الحاضرين في المكتبة، ليكون الحديث بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة، ومنهم من طرح بعض الأسماء التي أكد أنها مميزة في عالم الأبراج، ويحبذ متابعتها في آخر السنة لنجومية الشخص وقدرته في بث التفاؤل في نفوس المتابعين عبر بعض التوقعات الإيجابية، سواء على صعيد الأشخاص أو الدول، في حين توجه البعض الآخر إلى تفضيل علماء الأرقام التي ظهرت مؤخراً الذين يتخذون منحى آخر غير الأبراج المستندة إلى تاريخ الميلاد، فبعمليات حسابية ينتج عنها البرج، ليؤكدوا أنها الأصدق، والأكثر واقعية، كالشاب طلال الذي أكد صدقيتها انطلاقاً من خصوصية الاسم والرقم لكل شخص، بخلاف الأبراج التي تضم ملايين الأشخاص مختلفي الطبائع، ولا تنطبق عليهم توقعات برج واحد، في حين بادر أحد الحاضرين إلى الإشاحة بنظره عنها تعبيراً عن استيائه لإيمان البعض بمجموعة منجمين، حسب رأيه، لا يعرفون المستقبل، وإنما يسلبون عقول الشباب وأموالهم بأفكار وكتب هدفها الربح والتجارة، وأبعد ما تكون عن العمل والمعرفة، معللاً رأيه بأن الله هو من يعلم الغيب فقط.

إقبال كثيف
يبدو أن قراءة الأبراج ظاهرة عامة غير مقتصرة على الشباب فقط، ولكنها ظاهرة غير صحية، بحسب رأي طلال العلي، ماجستير علم اجتماع، وبيّن الأسباب الحقيقية وراء اتباع المجتمع، ومتابعة الأبراج اليومية والسنوية بأنها حالات تنتج عن الأزمات الحياتية المتلاحقة، سواء في العمل، أو العاطفة، أو الدراسة، ما يسبب ضعفاً بالقدرة على مواجهة الظروف الصعبة، والاستسلام لأية معتقدات أو سلوكيات قد تساعد في تقبل الظروف أو المعالجة، ليصبح الشخص فريسة سهلة للإدمان عليها كالتدخين، أو المخدرات، أو قراءة الأبراج، إرضاء للنفس، ويعقبه تأثير نفسي لاشعوري سلبي، ظناً أن ذلك سيجعله يعتمد فقط على ما يقال في الصحف والمجلات التي تتوقع الحظ لسنة بأكملها، ويجعله يسير حياته اليومية انطلاقاً من برجه؟!.

فاتن شنان