في سابقة لم تحصل منذ مئات السنين، دمشق بلا ماء لليوم السابع على التوالي

في سابقة لم تحصل منذ مئات السنين، دمشق بلا ماء لليوم السابع على التوالي

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٦

 في سابقة لم تحصل منذ مئات السنين، وفي الوقت الذي تنمهرُ فيه أمطار السماء على العاصمة، تنقطع مياه الشرب عن دمشق لليوم السابع على التوالي، إثر "التوتر" الحاصل في منطقة وادي بردى، والتي تضم ينابيع المياه الأساسية لدمشق وغوطتيها من شرب وسقاية.

وكانت قد نشرت صورة تظهر دمارا على أنها من نبع عين الفيجة غرب دمشق، وهذا صحيح، لكن اللغط، في الخبر المرفق بإن تم تفجير النبع، وهذا خاطئ، إذ أن الصورة توضح تضرر أحد القساطل وأضرار في المجسم الخارجي للنبع.

رغم أن النبع ليس بأحسن حالاته، إلا أنه ليس في السيناريو الاسوأ أيضا، ولا يزال نبع الفيجة حتى اللحظة بخير نسبيا، وحتى اللحظة يمكن تلافي كل الأضرار فيما لو تم التوصل لصيغة ما، تنقذ النبع والنهر وماء دمشق .

كما نُشرت في السياق فيديوهات تتحدث عن غور ثلث مياه الشرب في الأرض، وبحسب مصادر مطلعة فهذا الكلام مبالغ فيه، كما نشر تسجيل صوتي يتحدث عن تعطل كامل المضخات نهائيا، وأيضا هذا الكلام مبالغ فيه إلى حد كبير.

ولوحظ ارتفاع منسوب مياه نهر بردى بشكل غير مسبوق في مثل هذا الوقت من السنة بعد تحويل كامل مياه النبع إلى مجرى النهر.

الوضع حاليا باختصار: انقطاع كامل مياه الشرب عن دمشق، ومناوشات عسكرية في محيط منطقة وادي بردى

الخطط البديلة بالنسبة للشرب: الحكومة قالت إنها لجأت للآبار الاحتياطية والتي تكفي مدة لا بأس فيها، شرط التقنين، والترشيد، ونشرت صهاريج مياه، وطرح عبوات إضافية من مياه بقين المعبّاة بشكل مسبق.
بالنسبة للسقي: لا توجد مشكلة حاليا بسبب سقوط كميات كبيرة من الأمطار، وفيضان نهر بردى.

التقنين وسطيا، كل يومين تأتي في اليوم الثالث، أو كل ثلاثة أيام، تأتي في اليوم الرابع لمدة لا تتجاوز الساعة تقريبا.

و تبقى النتائج  حاليا:
الأضرار حتى اللحظة في منطقة نبع عين الفيجة (بحسب ما أظهرت آخر الصور، وتقاطعت مع المصادر الأهلية) تتمثل في:
- تسرب المازوت لمنطقة النبع.
- دمار كبير في السور الخارجي للنبع
- انهيار ثلاثة قساطل على الأٌقل.
- تدمير البوابة الخارجية.
- انهيارات في سقف النبع.
- خروج النبع عن الخدمة حاليا بشكل كامل، وتحويل كامل انتاجه لمجرى نهر بردى.
- انقطاع مياه الشرب عن العاصمة دمشق لليوم السابع على التوالي، والاعتماد على الآبار الاحتياطية.
- تهديد أهم مورد مائي للعاصمة وسكانها الذين يتجاوزون الخمسة ملايين (شرب، سقاية، غسيل).

تعتمد العاصمة دمشق على ثلاثة موارد رئيسة للمياه، وهي نبع بردى، ونبع عين الفيجة، ونبع بقين.

- نبع بردى، ينبع من قرية الروضة عقر جبال لبنان الشرقية في الأراضي السوري، يسير في سهل الزبداني مرورا بالتكية، ووصولا إلى وادي بردى، متابعا لأول دمشق ويتفرع لسبعة أفرع، ويغذو دمشق وغوطتها (غالبا يستخدم للسقاية والغسيل).
- نبع عين الفيجة ينبع من وادي بردى، وسميت المنطقة على اسم النبعة، ويصب الفائض منه في نهر بردى القادم من جبال لبنان الشرقية (هذا نبع الشرب الرئيسي، وحاليا محول بشكل كامل لمجرى نهر بردى).
- نبع بقين ينبع من سهل الزبداني وهو المخصص لبيع العبوات المخصصة للبيع، ولا يكفي إلا قدرا قليلا من حاجة العاصمة.
- واعتماد دمشق الرئيسي كمياه للشرب على نبع عين الفيجة، وعلى مياه السقي والاستعمال على مياه نبع بردى، وأما للعبوات فعلى نبع بقين.
وسكان الشام يعلمون هذا الكلام جيدا: طعم مياه الفيجة يمكن تمييزه من بين كل أنواع المياه، وهو من الأعذب والأخف والأغنى والاصفى في العالم، والكثير من المغتربين يطلبون من المسافرين من سوريا إلى بلدان المغترب "عبوة بقين" كهدية تذكارية من سوريا، لما لها من طعم مميز وأثر في الذاكرة الدمشقية..