الجيش السوري يعلن حلب «مدينة آمنة»

الجيش السوري يعلن حلب «مدينة آمنة»

أخبار سورية

الجمعة، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٦

على وقع أجراس الكنائس ومآذن المساجد في حلب، انطلقت مسيرات جماهيرية في شوارع المدينة بعدما أعلنت القيادة العامة للجيش السوري «جلاء» آخر من تبقى من المسلحين الإرهابيين في المدينة.
إعلان الجيش السوري سبقه كلام للرئيس بشار الأسد، أكد فيه أن «تحرير حلب من الإرهاب ليس انتصارا لسوريا فقط بل لكل من يسهم فعليا فى محاربة الإرهاب وخاصة لإيران وروسيا». وبينما بدا أن حرب استعادة مدينة حلب، تضع أوزارها، سارع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الى طرح ملف جديد: «حلب ثانية في ادلب».
البيان الذي أعلنته القيادة العامة للجيش أوضح أنه «بفضل دماء شهدائنا الأبرار وبطولات وتضحيات قواتنا المسلحة الباسلة والقوات الرديفة والحليفة وصمود شعبنا الأبي، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين وخروج من تبقى منهم من المدينة».
وأكد أن «هذا الانتصار يشكل تحولاً استراتيجياً ومنعطفاً هاماً في الحرب على الإرهاب من جهة، وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه من جهة أخرى»، مضيفا «كما أنه يؤكد قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه على حسم المعركة مع التنظيمات الإرهابية، ويؤسس لانطلاق مرحلة جديدة لدحر الإرهاب من جميع أراضي الجمهورية العربية السورية»، داعيا المسلحين الى إلقاء السلاح.
وجاء إعلان الجيش السوري بعد دقائق من خروج آخر دفعة من المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كان تحت سيطرة الفصائل «المعارضة» في شرق حلب، في إطار عملية إجلاء بموجب اتفاق روسي إيراني تركي بعد نحو شهر من هجوم شنته القوات الحكومية على الأحياء الشرقية للمدينة.
«الإعلام الحربي» كان قد ذكر أن المرحلة الأخيرة من عملية إخلاء المسلحين تنتهي نهائيا من مدينة حلب، وذلك بخروج الحافلات الأربع الأخيرة، لافتاً إلى أنه بذلك «يكون الاتفاق المتعلق بإخلاء المسلحين مما تبقى من أحياء حلب الشرقية وإجلاء عدد من المصابين والحالات الإنسانية من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف ادلب الشمالي قد أنجز كمرحلة اولى».
بدورها، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا انجي صدقي أكدت في وقت سابق، «خروج أكثر من أربعة آلاف مقاتل في سيارات خاصة، وحافلات وشاحنات صغيرة من شرق حلب الى ريف حلب الغربي خلال ليل الاربعاء الخميس في واحدة من آخر مراحل الإجلاء»، موضحة أن إجمالي من تم إجلاؤهم من شرق حلب وصل إلى نحو 34 ألفاً، في عملية استغرقت أسبوعاً عرقلتها الرياح وتساقط الثلوج بغزارة.
ولاحقاً، خرجت عشر حافلات تتقدمها سيارة تابعة للصليب الأحمر الدولي من شرق حلب لتصل بعد وقت قصير الى منطقة الراشدين، نقطة استقبال المغادرين، التي تسيطر عليها الفصائل «المعارضة» غرب المدينة.
وكالة «سانا» ذكرت أن حافلتين تقلان حالات إنسانية وعائلات من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين بريف إدلب الشمالي، وصلتا إلى معبر الراموسة جنوب مدينة حلب.
وأوضحت أنهما تقلان نحو 100 من الجرحى والمرضى والنساء والأطفال تم نقلهم جميعاً إلى مركز جبرين للإقامة المؤقتة.
وبحسب صدقي، تم إخراج «ألف شخص» من الفوعة وكفريا، مشيرة إلى أن العملية تتواصل «أبطأ مما كان متوقعا بسبب الطقس السيئ، من ثلوج وعواصف، فضلا عن الحالة السيئة للآليات».
من جهته، أوضح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن الآلاف الذين غادروا الأحياء الشرقية لحلب قد يواجهون المصير نفسه في ملجئهم الجديد في إدلب.
وقال للصحافيين في جنيف، إن وقف الأعمال القتالية في مختلف أنحاء سوريا ضروري لتفادي معركة شرسة أخرى كتلك التي شهدتها حلب، مضيفاً «ذهب كثيرون منهم إلى إدلب التي يمكن أن تصبح حلب التالية».
وعلى الرغم من تأخرها، ذكرت الأمم المتحدة أنها نشرت عشرات المراقبين في شرق حلب لمراقبة المرحلة الأخيرة من عمليات الإجلاء قبل سيطرة الجيش السوري عليها.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لاركي، إن «31 مراقبا دوليا ومحليا موجودون عند مدخل حي الراموسة»، مضيفا أن نحو مئة من الموظفين في وكالات الأمم المتحدة، معظمهم سوريون، موجودون أصلا في حلب ولكن ليس بصفة مراقبين.
وتابع «حتى الآن، كلف (المراقبون الـ31) الانتشار عند معبر الراموسة بالتناوب ليكونوا موجودين دائما».
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن عملية القوات الجوية الروسية في سوريا حالت دون تفكك الدولة السورية.
وقال خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «ساهمت العملية بتحقيق أهداف جيوسياسية عدة، بالإضافة إلى تكبيد التنظيمات الإرهابية في سوريا خسائر كبيرة»، لافتاً إلى أن العملية الروسية «ساعدت في وضع حد لتوسيع نطاق سيطرة تلك التنظيمات في المنطقة، بالإضافة إلى الإخلال بمنظومة تغذية العصابات الإرهابية بالأموال والإمدادات، وقطع سلسلة الثورات الملوّنة في الشرق الأوسط وفي أفريقيا».
وأوضح شويغو أنه منذ بداية العمليات الجوية الروسية في سوريا في أيلول عام 2015، تم توجيه 71 ألف ضربة للإرهابيين، أسفرت عن تصفية 35 ألف مسلح، وتدمير 725 معسكر تدريب، و405 ورشات لإنتاج الذخائر، و1500 آلية قتالية كانت بحوزة الإرهابيين.
وأضاف أن الجيش السوري تمكن خلال هذه الفترة من تحرير 12360 كيلومترا مربعا من الأراضي السورية، بما في ذلك استعادة السيطرة على 499 مدينة وبلدة.
بدوره ذكّر الرئيس الروسي بأن الجيش السوري تلقى دعماً عسكرياً ملموساً من القوات المسلحة الروسية، ما ساعده في إحراز سلسلة من الانتصارات في الحرب ضد الإرهاب، معتبراً أن الجيش الروسي أثبت صلابته خلال الحرب ضد الإرهابيين في سوريا.
تركيا المدفوعة بخسارتها الفادحة، أمس الأول، اثر مقتل 14 جندياً من جيشها في محيط بلدة الباب خلال اشتباكات مع تنظيم «داعش»، ردت أمس بغارات جوية على المدينة، ما أسفر عن مقتل 47 مدنياً، بينهم 14 طفلاً وتسع نساء، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
بدوره، أبدى رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم تصميم بلاده على مواصلة عمليتها العسكرية «درع الفرات» في شمال سوريا، قائلاً إن «تركيا تخوض معركة مهمة ضد الارهاب وستتواصل داخل البلاد وخارجها، وبالتالي، يمكن أن يسقط لنا شهداء».
وأضاف خلال تصريحات نقلها التلفزيون: «للأسف لقد فقدنا بالأمس 14 شهيداً من البواسل في حملة درع الفرات في محيط الباب». وتابع رئيس الحكومة التركية «انها بالنسبة لتركيا معركة وجود، إنها معركة كبرى تجري باسم وحدة تركيا».
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تطورات الأحداث في سوريا مع نظيريه السعودي عادل الجبير والكويتي صباح خالد الحمد الصباح، وذلك قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لـ «منظمة التعاون الإسلامي» بمقرها في مدينة جدة.