النصرة” و “أحرار الشام” وجها لوجه .. حرب من نوع أخر في ادلب

النصرة” و “أحرار الشام” وجها لوجه .. حرب من نوع أخر في ادلب

أخبار سورية

الخميس، ٨ ديسمبر ٢٠١٦

تشهد مدينة ادلب بدايات حرب قد تكون كبيرة بين التنظيمات المتشددة التي تسيطر على المدينة، ويتم الحديث اعلاميا عن حرب اغتيالات تجري حاليا بين أكبر تنظيمين “جبهة النصرة” و حركة “أحرار الشام”، المنضويين في ما يسمى “جيش الفتح” الذي يحتل مدينة ادلب.

وصباح الاثنين ، قامت مجموعة باغتيال أحد شرعيي “جبهة النصرة” في ادلب، وبحسب مواقع الكترونية معارضة، “النصرة” اتهمت حركة “أحرار الشام” بوقوفها وراء الاغتيال.

وفي أواخر الشهر الماضي قتل أكثر من تسعة من عناصر “جبهة النصرة” في هجوم على حاجزين لهم في ريف ادلب في تلمنس ومعرشورين، وتوجهت أصابع الاتهام لتنظيم “داعش” الذي نفى مسؤوليته عن الهجمات، فيما قتل المدعو “أبو غازي” أحد شرعيي “النصرة” بعد اغتياله بكاتم للصوت في المدينة.

وسابقا وجهت “جبهة النصرة” اتهاماً رسمياً إلى حركة “أحرار الشام” الإسلامية، بالمسؤولية عن مقتل “أبو صقار” القيادي العسكري في “الجبهة” بعد إطلاق النار عليه بريف إدلب، وهو المعروف بقيامه بأكل قلب أحد جنود الجيش العربي السوري .

وكان قام مسلحون من “جبهة النصرة”، تقلهم 4 سيارت رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة، بمداهمة مقرٍّ لـ “حركة أحرار الشام” داخل الأحياء الشرقية في مدينة حلب، واعتقال أبو قتيبة مسؤول “تجمع فاستقم كما أمرت” الذي انضم إلى الحركة.

واتهمت “الجبهة” ابو قتيبة بمحاولة اغتيال مسؤول “كتائب أبوعمارة” المدعو مهنا جفالة والتخطيط لاغتيال المدعو عمر سلخو مسؤول الزنكي لقطاع حلب، وخطف المدعو أبو بشير معارة المسؤول العسكري لـ “غرفة عمليات فتح حلب”

وكانت حركة “أحرار الشام” اختارت منذ وقت قريب قيادة جديدة لها بعد انتهاء ولاية أبو يحيى الحموي القائد العام السابق،وعينت ابو عمار العمر المقرب من تركيا وقطر، وأشارت تقارير اعلامية إلى أن الحركة بتعييناتها الجديدة أقصت الجناح “القاعدي” فيها، وأرجعت الجناح الأخواني بقوة للصدارة.

والجناح “ القاعدي “ في الحركة كان أعلن سابقا تعليق عضويته في “مجلس شورى” الحركة، والأعضاء الذين علقوا عضويتهم هم أبو جابر الشيخ قائد الحركة العام السابق، وأبو محمد الصادق “الشرعي العام” السابق، وأبو صالح طحان نائب قائد الحركة للشؤون العسكرية و قائد الجناح العسكري سابقاً، وأبو خزيمة السبيني “أمير قطاع الحدود” والمسؤول عن معبر باب الهوى، وابو ايوب المهاجر، وأبو علي الشيخ، وأبو عبد الله الكردي، والشيخ أبو عبد الله.

والعلاقة المتردية بين “أحرار الشام” و “النصرة” تعود لأشهر مضت، حصلت فيها عمليات اغتيال وتفجيرات وعدة هجمات على حواجز “النصرة” خصوصا في ادلب ولم يتم تبني هذه العمليات من أي جهة، ولكن “النصرة” تشكك بعلاقة “أحرار الشام” بالعمليات.

وكانت الحركة أصدرت منذ أيام بيانا طالبت فيه الداعية السعودي عبد الله المحيسني الذي يشغل منصب القاضي الشرعي لما يسمى “جيش الفتح”، بمغادرة مناطق سيطرتها في ادلب متهمة إياه بالوقوف وراء الاغتيالات التي طالت عناصرها.

والمحيسني نفسه كان في وقت سابق هاجم التنظيمين، “جبهة فتح الشام” أو ما كان يعرف بـ”جبهة النصرة” و حركة “أحرار الشام”، متهما إياهما بإفشال الوصول لتوحيد التنظيمات المقاتلة في الشمال لرغبة التنظيمين بالقيادة.

وفي سياق متصل، قالت وسائل اعلام أن خمسة من قيادات “داعش” في الرقة، أغلبها تونسيون، انشقت وهربت مساء الاثنين وتوجهت لادلب مبايعة أبو محمد الجولاني.

وذكر مصدر بحسب إحدى الصحف المعارضة، أن أحد شرعيي النصرة في شمال حلب المدعو بلال الشواشي وصل إلى ادلب منذ شهر، وهو تونسي الجنسية وكان قائدًا عسكريًا لـ”فتح الشام” في مدينة الطبقة، إلا أنه انشق في مطلع عام 2014، والتحق بتنظيم “داعش”، ليعود الآن إلى إدلب مبايعا الجولاني مرة اخرى.

وذكرت الصحيفة المعارضة ذاتها، أن “أبو ذر التونسي” فر من الطبقة ووصل إلى ادلب، وهو كان مكلفا من ابو بكر البغدادي بإدارة ملف النساء الايزيديات المخطوفات، وهو الأخر كان قائدا عسكريا سابقا لـ”جبهة فتح الشام”.

وانشقاق القادة المذكورين وعودتهم لـ”جبهة فتح الشام” ستترك الكثير من علامات الاستفهام وبالتحديد فيما يخص انفصال “فتح الشام” عن تنظيم “القاعدة”.

إلى ذلك، حرب من نوع أخر قد تشهدها ادلب بين الجناح القاعدي العائد من “داعش” إلى “جبهة النصرة” وبين الجناح الأخواني العائد لقيادة “أحرار الشام”.