سورية..استكمال الحسم قبل نهاية العام

سورية..استكمال الحسم قبل نهاية العام

أخبار سورية

الأربعاء، ٧ ديسمبر ٢٠١٦

حسن سلامة

كما في كل مرة، عندما تتعرض المجموعات المسلحة الارهابية، لهزيمة كبرى على ايدي الجيش السوري وحلفائه، ينطلق الصراخ الغربي الذي يلجأ الى كل انواع الابتزاز وفبركة الاكاذيب حول ما يتعرض له المدنيون، وكل ذلك من اجل منع هزيمة " الارهاب "، وهو الامر الذي يتكرر اليوم في حلب بعد الانجاز الاستراتيجي الذي حققته القوات السورية وحلفاؤها عبر تطهير حوالى نصف الاحياء الشرقية في المدينة من المسلحين بعد ان اتخذوا الاهالي هناك دروعا بشرية منذ نحو خمس سنوات .

ويتأكد بشكل جلي ان ما قام ويقوم به الغرب وبالاخص نظام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الايام الاخيرة  ومعه الامم المتحدة ومبعوثها دي ميستورا من بث للاكاذيب حول ما يحصل في شرق حلب انما يراد منه وفق زوار دمشق في الساعات الماضية تحقيق عدة أهداف ابرزها اثنان:
_ الاول، الحيلولة دون الهزيمة الكاملة للمسلحين في حلب، نظرا لمفاعيل ذلك على مستوى مسار الازمة في شمال سوريا خصوصا وعلى مستوى الازمة السورية بشكل عام.
_ الثاني، الرهان على اطالة امد الازمة وبما يؤدي الى استمرار استنزاف الدولة السورية وحلفائها، بحيث يقود ذلك في مرحلة لاحقة الى تسوية تأخذ بالشروط الغربية التي تجاوزتها الاحداث وبخاصة ما كان تضمنه مؤتمر جنيف الاول .

ويضع الزوار " زلة لسان " الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي اعلن فيها ان دخول القوات التركية الى سوريا يستهدف اسقاط " نظام الاسد "، في خانة رهان  النظام التركي  على انتصار الارهابين واسقاط الدولة السورية لاحتلال مناطق في شمال سوريا، خصوصا ان اردوغان في موقفه الاخير اسقط كل ادعاءاته السابقة من ان دخول قواته الى سوريا كان يستهدف محاربة الارهاب.

لذلك، فالسؤال المثار هنا هل ان هذا الصراخ الغربي سيوقف قرار الدولة السورية وحلفائها باستعادة كامل مدينة حلب الى كنف الدولة؟
وفق زوار العاصمة السورية فان لا تراجع عن قرار حسم الاوضاع الشاذة في حلب الشرقية، وان هذا القرار نهائي وغير قابل للتراجع مهما حاول الغرب ممارسة الابتزاز والاكاذيب. واوضح الزوار ان انهاء سيطرة المسلحين في احياء حلب الشرقية سيتم بحد اقصى قبل نهاية الشهر، وان اي هدنة يجب ان تقترن بتعهد المسلحين الخروج من هذه الاحياء بفترة قصيرة.
يبقى السؤال الاخر، ماذا تعني استعادة حلب بالنسبة للدولة السورية وحلفائها؟
في تأكيد الزوار ان استكمال العملية العسكرية في حلب  سيكون له مفاعيل سياسية وعسكرية على مستوى استراتيجي، حيث إن أول  المفاعيل السياسية بداية انكسار الحرب الكونية التي شنت ضد سوريا، وثانيها ان هذا الانجاز سيفتح الطريق في مرحلة لاحقة امام تسوية سياسية ترعاها الدولة السورية ويشكل الرئيس الاسد عنوانها الاول، وثالثها اسقاط كل مشاريع التقسيم التي عمل ويعمل لها الغرب وحلفاؤه في الخليج وتركيا وكيان العدو الصهيوني.
اما المفاعيل الاهم فستكون على المستوى العسكري من خلال فتح الافق امام الجيش السوري لتحقيق  جملة مسائل اهمها الاتي:
_ المسألة الاولى، تمكن الجيش السوري وحلفائه من تحويل القوات التي تنشغل اليوم بتحرير حلب الى مناطق اخرى يسيطر عليها " داعش " او المجموعات المسلحة الاخرى .
_المسألة الثانية، هي ان تحرير حلب يفتح الطريق  سريعا نحو استعادة مدينة " الباب " الاستراتيجية، وبالتالي اسقاط محاولات نظام اردوغان السيطرة على هذه المدينة .
_المسألة الثالثة، فتح المجال امام الجيش السوري وحلفائه لاستعادة مناطق جديدة، سواء في ارياف حلب او التوجه نحو ادلب.
وانطلاقا من كل ذلك، يرى الزوار ان مايحصل في حلب سيؤدي الى تغيير كثير من المعادلات الاقليمية بما في ذلك على المستوى اللبناني.