الجولان المحتل: الاشتباك الأول بين الجيش الإسرائيلي و«داعش»

الجولان المحتل: الاشتباك الأول بين الجيش الإسرائيلي و«داعش»

أخبار سورية

الاثنين، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في أول تعليقٍ له على اشتباك جرى على حدود هضبة الجولان السورية المحتلة مع خلية من «جيش خالد بن الوليد» المتماثلة مع «داعش»، أن إسرائيل «لن تسمح لعناصر داعش أو جهات أخرى بالتمركز تحت غطاء الحرب في سوريا». وكانت هذه الخلية قد أطلقت النار، وفق البلاغات الإسرائيلية، على قوة من الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل، فردّت إسرائيل بقصف الخلية من الجو ما أدى إلى مقتل أربعة من أفرادها.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن خلية تابعة لـ «جيش خالد بن الوليد» أطلقت النار من رشاش ثقيل محمول على سيارة نحو دورية إسرائيلية كانت كامنة قرب الحدود. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن أربعة أعضاء من هذه الخلية لقوا مصرعهم بعدما هاجمتهم طائرة إسرائيلية. وكانت لافتة مسارعة رئيس الحكومة للتعليق على هذا الحادث الذي يعتبر أول اشتباك من نوعه بين قوة إسرائيلية وخلية تتماثل مع «داعش» في القاطع السوري.
في كل حال، نشر في إسرائيل أن تنظيم «شهداء اليرموك» نشأ في العام 2012 ويدين بالولاء لـ «داعش» ويبلغ عدد أفراده ما بين 700 و800 مقاتل. وفي هذا العام اتحد مع تنظيم آخر يدين بالولاء لـ «داعش» وتبنّيا اسم «جيش خالد بن الوليد». ولهذا التنظيم مركز تدريب قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل. ونشر الجيش الإسرائيلي على موقعه أن التنظيم الذي تمّت تصفية رجاله يشكل ذراعاً تنفيذياً لـ «داعش» ويعمل في المنطقة وسبق له أن اختطف 21 من رجال الأمم المتحدة العاملين في قوة المراقبة الدولية.
وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القوة التي تعرّضت للهجوم من جانب الخلية السورية كانت من كتيبة الدورية في لواء جولاني. وقالت إن أفراد الخلية السورية كانوا يجولون في المنطقة مع سيارة أطلقوا منها النار على الجيش الإسرائيلي. وبعد ذلك، أعلن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أن أفراد الخلية السورية أطلقوا قذائف هاون واستخدموا رشاشاً ثقيلاً، فضلاً عن أسلحة خفيفة. وبحسب البيان الإسرائيلي، وقع اشتباك لم يُصَبْ بسببه أي جندي إسرائيلي بجراح، وقامت طائرة إسرائيلية بقصف سيارة أفراد الخلية وقضت عليهم. وأكد البيان العسكري الإسرائيلي أن الدولة العبرية «لن تتساهل أمام أي مساس بسيادة دولة إسرائيل وستردّ بشدة على كل محاولة لانتهاكها».
وقال نتنياهو في جلسة خاصة عقدتها حكومته أمس في مدينة حيفا التي عانت مؤخراً من اشتداد الحرائق فيها إنه يثني على جنود الجيش الإسرائيلي الذين صدوا هجوماً في مثلث الحدود. وأضاف: «نحن مستعدون جيداً على حدودنا الشمالية، ولن نسمح لعناصر داعش أو أية جهات أخرى بالتمركز قرب حدودنا تحت غطاء الحرب في سوريا».
وبحسب التحقيقات الأولية الإسرائيلية، فإن أربعة ركاب السيارة في الجانب السوري قتلوا في الغارة الإسرائيلية.
واعتبر معلقون إسرائيليون الحادث على الحدود السورية شاذاً. وأوضحت صحيفة «هآرتس» أن هذا هو الحادث الأول من نوعه بين الجيش الإسرائيلي و «شهداء اليرموك» الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً من «داعش» واتحدوا مؤخراً مع جماعة أخرى تحت اسم «جيش خالد بن الوليد».
وأشار ضابط إسرائيلي إلى أن الآلية السورية التي حملت الرشاش الثقيل كانت تسير على بعد بضع مئات من الأمتار من الحدود وقت أن أطلقت النار. وأضاف: «نحن لا نعرف تماماً نتائج الحدث، لكننا نرجّح أنه تم تدمير الرشاش الثقيل وقتل أربعة». وشدد الضابط على أن «إطلاق النار على قوة تتواجد داخل الأراضي السيادية لدولة إسرائيل أمر يتجاوز كل القواعد. المخربون هم من شهداء اليرموك، مع كل ما يعنيه هذا التنظيم. القوة الإسرائيلية لم تكن فقط تنفذ كميناً». ومع ذلك أضاف الضابط الإسرائيلي الكبير أنه حتى الآن لم تعطَ تعليمات خاصة لمستوطني الجولان بعد الحادث. وقال ضباط آخرون إنه حتى الآن ليس للجيش الإسرائيلي مصلحة في تصعيد الوضع.
المهم أن الجيش الإسرائيلي يدّعي أنه حتى الآن لا يعلم دوافع الخلية لإطلاق النار على القوة الإسرائيلية التي لم يُصَب أفرادها بالصدفة. ويشدّد الجيش على أن «الحدث بات خلفنا»، و «أننا أوصلنا رسالة واضحة جداً للطرف الثاني بأننا لن نقبل أي إخلال بسيادتنا أو مسّ بقواتنا داخل حدود دولة إسرائيل».
وأكد جنرال سابق أنها المرة الأولى التي يطلق فيها «جهاديون» في سوريا النار باتجاه جنود إسرائيليين في منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، الا أنه أشار أن هذا لا يشكل على الأرجح تغييراً في استراتيجية تنظيم «داعش».
وقال الجنرال في الاحتياط نيتزان نوريل للصحافيين إن هذه «اول مرة» يحصل فيها «هجوم مباشر مماثل على أنشطة إسرائيلية في الجانب الإسرائيلي».
وبحسب نوريل، وهو مدير سابق لمكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي، فإن قرار الهجوم الذي شنّه الجهاديون هو «قرار محلي» و «لم يصدر من قيادة عليا ولا يشكل سياسة جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية ضد القوات الإسرائيلية».
وأضاف «إنهم يعرفون تماماً الرد الإسرائيلي» على أي هجمات، معتبراً أن فتح جبهة مع إسرائيل هو «آخر ما يريده تنظيم الدولة الإسلامية حالياً».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مراراً أنه يستعدّ منذ سنوات لاحتمال تمركز جهات من «داعش» أو منظمات ترتبط بتنظيم «القاعدة» في المنطقة وتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية. ولهذا السبب، أنشأ منظومة دفاع وعوائق حدودية ونشر قوات خاصة من ألوية المشاة. وقال معلقون إن زرع كمين في المنطقة ينبئ بأنه كانت لدى الجيش الإسرائيلي معلومات معينة حول ما يحدث في المنطقة.