الجيش السوري يواصل توغله في أحياء حلب الشرقية

الجيش السوري يواصل توغله في أحياء حلب الشرقية

أخبار سورية

السبت، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٦

واصل الجيش السوري توغله، أمس، في أحياء حلب الشرقية عبر ثلاثة محاور في وقت متزامن، محققاً بذلك تقدماً على المحور الشمالي الشرقي للأحياء المحاصرة وسط انهيار دفاعات الفصائل المسلحة، في وقت بحث فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان «مسائل تتعلق بتسوية الأزمة السورية».
وعلى وقع قصف عنيف، بسط الجيش السوري سيطرته على معظم حي مساكن هنانو شمال شرق حلب، في حين تقدمت وحدات راجلة على محور البحوث العلمية وحي جبل بدرو شرق المدينة، واضعاً بذلك الفصائل المسلحة المتمركزة على جبهة القتال الشرقية بين فكَّي كماشة.
مصدر عسكري سوري قال لـ«السفير» ن قوات الجيش السوري تمكنت من تدمير مركز إدارة العمليات للفصائل المسلحة في حي مساكن هنانو، ما ساهم بتحقيق تقدم سريع والسيطرة على معظم النقاط نحو حي الحيدرية، موضحاً أن عمليات تمشيط تجري في الوقت الحالي للمناطق التي سيطر عليها الجيش قبل الإعلان عن السيطرة بشكل نهائي.
وبالإضافة إلى وضع المسلحين بين فكّي كماشة، يسعى الجيش السوري بتقدمه هذا، إلى تقسيم أحياء حلب الشرقية، إلى مناطق صغيرة محاصرة، الأمر الذي من شأنه أن يسرع من عملية إخضاع المسلحين لشروط التسوية وإخراجهم من الأحياء التي يقطن فيها نحو 250 ألف مدني وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وساهمت القوة النارية الكبيرة للجيش السوري في تمهيد الأرض للقوات الراجلة، حيث كثف الجيش السوري قصف مناطق العمليات بالصواريخ الثقيلة بالإضافة إلى الغارات التي تنفذها الطائرات الحربية، ما تسبب بمقتل عدد كبير من المسلحين. وذكر مصدر ميداني أن مجموعة كاملة من «جبهة النصرة» كانت في طريقها لمؤازرة الفصائل المسلحة في حي مساكن هنانو استهدفها سلاح الجو السوري وقضى عليها بالكامل.
وعلى الرغم من الانهيار الكبير في صفوف الفصائل المسلحة المحاصَرة في أحياء حلب الشرقية، تواصل «جبهة النصرة» تعنتها مصرة على عدم الخروج من تلك الأحياء. وأعاد «الإعلام الحربي» التابع للمقاومة سبب هذا التعنت إلى الدول الراعية لتلك الفصائل وعلى رأسها تركيا والسعودية. ونقل «الإعلام الحربي» عن مصدر أمني في غرفة عمليات حلب قوله، إن «اللقاء الأمني الذي جرى الأسبوع الحالي في تركيا والذي شارك فيه موفد عن كل من السعودية وأميركا وتركيا وجيش الفتح، والذي تم فيه تبليغ جيش الفتح بعدم الخروج من الجزء المحاصر من مدينة حلب تحت أي ظرف كان يثبت مجدداً أن الدول التي تَدَّعي حرصها على المدنيين هي شريك كامل في القتل والتدمير».
وتابع: «قرارنا هو عدم القبول بالوضع الراهن للمدنيين الرهائن بيد المسلحين في الجزء المحاصر من حلب، وسيكون لنا عمل يتناسب مع حجم التهديدات لا يقل عن السعي لطرد الإرهابيين التكفيريين المجرمين من حلب، وبأسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش «الإعداد مجدداً لعملية عسكرية كبيرة في حلب ينفذها جيش الفتح»، مطالباً المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بأن «يقول كلمة حق ولا يكون منفذا لسياسة المتآمرين».
بدوره، نفى دي ميستورا أن تكون روسيا تساهم في قصف أحياء حلب، مؤكداً أنه يصدق ما تردده روسيا من أنها لا تقصف أي أهداف في شرق حلب «لكن موسكو لا تمنع القوات السورية من استهداف المستشفيات وأهداف أخرى في المدينة»، موضحاً أنه يؤمن أن روسيا جادة «في أنها لا تريد تحمل مسؤولية تدمير شرق حلب».
ورأى الوسيط الدولي، في مقابلة مع صحيفة «زودوتشه تسايتونج» الألمانية، أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري متحمسان للغاية لإنهاء أسوأ مأساة إنسانية في هذا القرن اندلعت خلال وجودهما في المنصب، يتعلق الأمر بإرثهما»، معرباً عن خشيته من «فناء» شرق حلب بحلول عيد الميلاد إذا استمر قصف المنطقة ما سيدفع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى تركيا، وقد يقود إلى حرب عصابات مطولة في المناطق الريفية وتفجير سيارات في المدن، وفق تصريحه.