حلب تستعد لرفع راية النصر..

حلب تستعد لرفع راية النصر..

أخبار سورية

الجمعة، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦

عمر معربوني - بيروت برس -

باتت المبادرة بشكل كامل بيد الجيش السوري على كامل جبهات مدينة حلب، وهو في الجانب العسكري يُعتبر تطورًا مفصليًا حيث تجاوزت وحدات الجيش مرحلة الإقتراب وثبتت نقاط ارتكازها الأساسية على مشارف الأحياء الشرقية من شمال الأحياء وجنوبها وشرقها، وأبقت الجهة الغربية وهي نقاط تماس مع الأحياء الغربية هادئة الى حد ما، وهذا لا يعني انها ستبقى هادئة الى زمن بعيد ولكن بسبب وجود معابر تهدف القيادة السورية الى ابقائها جاهزة لمغادرة السكان الذين يقطنون الأحياء الشرقية، وهي عمليات مغادرة تحصل بشكل خجول عبر تسلل عدد قليل من العائلات.

المرحلة الثانية وهي مرحلة التقدم الى الأحياء الشرقية بدأت منذ ساعات وتحديدًا على اتجاه مساكن هنانو، حيث استطاعت الوحدات المتقدمة ان تُحدث خرقًا كبيرًا في المساكن وسيطرت على مواقع اساسية شملت اكثر من نصف المساحة ووصلت الى صالات الأعراس ومنطقة البريد.
هذا التقدم سبقه في هذا الإتجاه سيطرة الجيش على منطقة تل الزهور شرق مساكن هنانو وعلى دوار بعيدين شمال المساكن، ما يعني احداث ضغط اكبر على هذا المحور تمهيدًا للسيطرة عليه وتطهيره.

معارك اخرى استطاع الجيش السوري من خلالها السيطرة على تلة الشيخ سعيد جنوب الأحياء الشرقية، حيث بات يشرف ناريًا على مساحات واسعة من المنطقة الجنوبية وخصوصًا في الشيخ سعيد والشيخ لطفي، وهي مناطق سيطرة اساسية للجماعات الإرهابية.
في المباشر، تجري عمليات الجيش السوري بشكل بطيء لسببين:
1-    اطالة فترة الإشتباك بهدف استنزاف القدرات النارية للجماعات الإرهابية عبر الضغط المتواصل والإشتباك الدائم.
2-    احتواء المناطق التي يتقدم اليها الجيش على شوارع ضيقة وابنية شديدة الالتصاق ما يعني الإعتماد على عناصر النخبة في اكثر من نصف مساحة الأحياء الشرقية دون مواكبة من المدرعات.

وفي الوقت الذي تحصل فيه عمليات الإقتراب من الأحياء الشرقية قامت وحدات اخرى من الجيش السوري بتوسيع نطاق سيطرتها في الشمال الشرقي لمدينة حلب ما بعد مدرسة المشاة، وسيطرت على بلدات النيربية وجوبة وحليصة والشيخ كيف، وهذه السيطرة ترسم كفّي كماشة على قوات تنظيم داعش جنوب غرب مدينة الباب ما يساعد الجيش السوري في تنفيذ عملية اطباق على هذه المواقع ويوسع بقعة السيطرة بمواجهة اية احتمالات يمكن ان تنتج عن معركة الباب، اضافة الى ان تنفيذ الجيش السوري لعملية الإطباق ستضعه على تماس مباشر مع مدينة الباب ويزيد من نطاق الأمان على مدينة حلب، وخصوصًا منطقة الشيخ نجار التي صدر منذ فترة قرار من مجلس الوزراء السوري باعادة تفعيلها كمنطقة انتاج اساسية في حلب وكل سوريا.

في الوقت نفسه، تشهد جبهات حلب الشمالية والغربية تراجعًا للجماعات الإرهابية مع قيام الجيش السوري بتحضيرات هامة في هاتين الجبهتين اللتين ترتبطان لوجستيًا بادلب واريافها، وهو ما نتوقع بشأنه ان تنطلق عمليات قصف كبيرة وشاملة في الأيام القادمة.

البارحة كنا امام تحريك لجبهة ريف اللاذقية الشمالية الشرقية، وهو تحريك يهدف الى تشتيت جهد الجماعات الإرهابية وابقائها في حالة جهوزية ومنعها من تقديم مؤزارات باتجاه جبهات حلب.

امام هذه التطورات المفصلية، يمكننا القول ان الجيش السوري وحلفاءه يقومون بمناورات واسعة ومدروسة على مساحات واسعة تمنع الجماعات الإرهابية حتى اللحظة من تحديد اتجاهات الهجوم الرئيسية الذي لم يبدأ بعد بكامل زخمه، ولكننا بتنا بشكل واضح امام مشهد مختلف لن ننتظر ضمنه طويلًا وخصوصًا في جبهات الأحياء الشرقية التي ستشهد انهيارات كبيرة مقابل مشهد جديد تستعد فيه الدولة السورية لرفع راية النصر على كامل مدينة حلب.

*ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.