من هو الشخص الذي اقدم على محاولة اغتيال المجاهد علي كيالي وكيف تمت عملية التفجير

من هو الشخص الذي اقدم على محاولة اغتيال المجاهد علي كيالي وكيف تمت عملية التفجير

أخبار سورية

الجمعة، ٢٨ أكتوبر ٢٠١٦

للأسف هو من ابناء احدى المدن الجميلة في ريف الساحل السوري تلك المدينة التاريخية التي تتشرف بصور شهدائها التي تملأ المدينة وريفها وهو يدعى ( ح. م ) عمره 22 عاما آسف لعدم ذكر اسم المجرم كاملا احتراما لأهله الذين لا يملكون اية فكرة عن ارتباطات ابنهم والذين ليس لهم اية علاقة بهذا النشاط الخائن .. كان المذكور يتردد على مقر المقاومة السورية ومقابلة الاستاذ علي كيالي منذ اكثر من عام بصورة زيارات تتكرر كل شهر تقريبا تحت حجة انه يتبع لسيدة تهتم بمساعدة اهالي الشهداء والجرحى في الساحل السوري وريفه ويقومون بتقديم المساعدات بإسم شخص لبناني يدعي انه من حزب الله وأنهم ينوون تقديم المساعدات لعائلات شهداء وجرحى المقاومة السورية ..
قبل ثلاثة ايام من عملية التفجير حضر ذات الشخص ليلا ويحمل حقيبة لاب توب بيده وطلب مقابلة الاستاذ علي كيالي وكنت حينها عائدا مع الاستاذ علي من زيارات الى مواقع سرايا المقاومة في ريف اللاذقية وحينها تم الاعتذار منه عن المقابلة وتأجيلها الى وقت آخر .. واعتقد ان لطف الله وقتها حال دون تمكنه من الدخول والمقابلة حيث كان عددنا وقتها داخل صالون الاستقبال اكثر من 20 شخصا ربما ..
يوم أمس في 26 /10/2016 حضر ظهرا الى مقر المقاومة ودخل المكتب وبيده ذات حقيبة اللاب توب التي يحملها .. لم يقم الحارس بتفتيشه وخاصة انه اصبح من المعروفين الذين يترددون على مكتب المقاومة وغالبا ما يأتي وهو يرتدي بذلة عسكرية تحمل شعارات حزب الله ..
دخل الى مكتب الاستاذ علي .. صافحه ووضع الحقيبة على المكتب الذي يجلس خلفه الاستاذ علي وجلس على كرسي قريبة من المكتب عندما طلب منه احد المرافقين ان يرفع الحقيبة عن المكتب وفعلا اخذها ووضعها قرب الكرسي الذي يجلس عليه ..
في هذه اللحظة ورد اتصال هاتفي للاستاذ علي كيالي الذي اجاب على الاتصال وفي ذات الوقت قام المذكور بالوقوف وحمل موبايله بيده واعتذر قائلا انه يتحدث الى والدته وخرج من المكتب بإتجاه الشارع وهو يضع الموبايل على اذنه ويتحدث بشكل طبيعي مع العلم ان باب المكتب يطل على الشارع مباشرة مما سهل العملية على الخائن ..
دقيقة واحدة بعد خروجه ودوى صوت انفجار العبوة داخل حقيبة اللاب توب واهتزت المنطقة وتداعى كل شيئ في المكتب من السقف الى الجدران وإمتلئ الدخان الكثيف داخل الغرفة ..
إصيب الاستاذ علي بإصابات وحروق في الرأس واليد واصيب معه ثلاثة من رجال المقاومة بجراح احدهم كان بحالة صعبة غير ان الجميع وبحمد الله نجا من الموت وفعلا بإعجوبة .. والذي ساهم بنجاة الاستاذ علي من الموت المحتم هو حجم طاولة المكتب الضخم الذي تلقى موجة الانفجار قبل وصولها مباشرة الى جسده .. ولو بقيت الحقيبة على الطاولة فبالتأكيد كانت نتائجها ستكون مختلفة ..
الخائن شوهد وهو يهرب راكضا من مكان التفجير غير انه وبعملية أمنية مميزة وذكية من رجال المخابرات السورية في اللاذقية وبالتعاون مع الاجهزة الامنية في طرطوس تم اعتقاله بالقرب من طرطوس بعد ما يقارب الساعتين من المطاردة وتوقيفه رهن التحقيق ..
أريد ان اوضح ان من يقف خلف هذه العملية هم اشخاص يتعاملون مع قوى سورية معارضة تتعامل بدورها مع المخابرات التركية ..
من المعروف ان الاستاذ علي كيالي هو من كبار الرجال المناضلين الذين قاوموا الاحتلال التركي للواء اسكندرون وسجن اكثر من مرة في المعتقلات التركية واستطاع الفرار مع عدد كبير من رفاقه من احد السجون التركية عبر نفق تم حفره تحت جدران السجن وبعدها استطاع الوصول الى الاراضي السورية ومن هنا في سورية ومن لبنان تابع نضاله في مواجهة الاحتلال التركي في زمن القائد الخالد حافظ الاسد رحمه الله الذي قابله وكرمه ومنحه الجنسية السورية مع العلم ان المجاهد علي كيالي من اصول سورية من لواء اسكندرون وكان مناضلا طوال تاريخه ولا زال حتى اليوم يقود الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون في سبيل عودة اللواء لسيادة الدولة السورية .. هذه الجبهة التي قدمت في ريف اللاذقية ومختلف الاراضي السورية الكثير من الشهداء والجرحى في مواجهة القوى الارهابية والتكفيرية ..
الإعلام التركي والصحافة التركية كتبت الكثير طوال سنوات عن المجاهد علي كيالي وتتهمه في كل عمل تصفه بالارهابي في الاراضي التركية ومعروف ان تركيا تعتبره من اشد اعدائها وتلاحقه منذ فترة طويلة بهدف اغتياله ..
ومنذ عدة اشهر ومن خلال متابعة ولعبة امنية ذكية جدا وبالتنسيق بين الاستاذ علي كيالي واحد الاجهزة الامنية السورية تم كشف عدة مجموعات وتوقيفها كانت تعمل لمصلحة المخابرات التركية وهدفها اغتيال المجاهد علي كيالي وتم ضبط مبالغ ضخمة تفوق عشرات الملايين دفعت للاشخاص الذين تم تم اعتقالهم بهدف اغتيال القائد الكبير الاستاذ علي كيالي وهم الآن موقوفين بعهدة الأمن السوري .. وحينها لمن يذكر من ابناء مدينة اللاذقية تكاثرت الإشاعات حول مصير الاستاذ علي وخاصة انه تم الإعلان على صفحات المعارضة والصحافة التركية على انه تم قتل علي كيالي وتخلصت تركيا من اخطر اعدائها .. حينها كانت الحبكة واللعبة الجميلة من جهاز الامن السوري بالاتفاق مع الاستاذ علي الذي اختفى عن الانظار لعدة اشهر تماشيا مع تعليمات الامن السوري الذي استطاع كشف هذه المجموعات وتوقيفها في واحدة من العمليات الامنية التي نشاهد مثلها في الافلام فقط ..
علي كيالي مجاهد كبير ومناضل كبير ومن شرفاء رجالات المقاومة في مواجهة الاستعمار التركي وفي مواجهة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان حيث اعرفه شخصيا منذ زمن طويل كان فيها حاملا بندقية مقاوم يقاتل جيش العدو الاسرائيلي في لبنان ..
علي كيالي هو من رموز المجاهدين الذين يجب ان نكتب عن تاريخهم وقصة حياته يجب ان تروى في كتاب تقرأه اجيالنا القادمة لانها قصة مناضل ومقاوم سوري بطل خرج من اعماق صرخات شعب سوري عظيم يقاوم منذ الاف السنين ..
هذه حقيقة مقاوم من ابطال سورية واعرف وهو يعرف ان محاولات الاستخبارات التركية لن تتوقف بهدف اغتياله والتخلص من إسم يقلق المسؤولين الاتراك حتى خلال نومهم ..
الله يحميك استاذ علي ..
كمال فياض