في ضوء الأطباق على حلب… اي دلالة حملت زيارة المملوك لمصر؟

في ضوء الأطباق على حلب… اي دلالة حملت زيارة المملوك لمصر؟

أخبار سورية

الجمعة، ٢١ أكتوبر ٢٠١٦

تتسارع وتتزاحم اقتراحات الحلول لموضوع الاحياء الشرقية لمدينة حلب حيث يضغط المسلحون التكفيريون على المدنيين من جهة لمنع خروجهم من تلك الاحياء، ويضغطون من جهة اخرى على المسلحين الاخرين الحاضرين ليكونوا في مكان ما “معتدلين”، وذلك لمنعهم ايضا من الخروج من شرق المدينة، وكل ذلك في تعارض مع ما قدمه الروس والقيادة السورية من تعهدات امام الاطراف الدوليين في اجتماع لوزان الاخير حول الازمة السورية .

بالرغم من الهدنة التي أعلنتها روسيا في حلب لمدة ثلاثة أيام يوم الأربعاء الفائت، إفساحاً في المجال لخروج المدنيين، والمسلحين الراغبين بالخروج من الأحياء الحلبية الشرقية إلى ريف حلب الغربي، ثم الى ادلب، خصوصاً مسلحي “جبهة النصرة”، لكن يبدو أن وقف إطلاق النار هذا، لن يغير في واقع الشهباء المأزوم شيىء ً يذكر، لأن المجموعات المسلحة وفي طليعتها “النصرة”، لن تخرج من شرقي حلب، كذلك تطلق النار على المدنيين الراغبين بالخروج، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية. وتشير الى أن المسلحين يستهدفون محيط معبر بستان القصر الذي خصصه الجيش السوري لمسلحين الراغبين بالخروج الى غرب المدينة.

كذلك يعمد المسلحون الى نشر الفوضى في الأحياء الشرقية عبر إطلاق النار لترهيب الأهالي، وتؤكد المصادر أنه رغم التحضيرات التي باتت جاهزة عند معبر الكاستيلو لخروج المسلحين ومن دوار الجندول في اتجاه المعبر ومنه الى ريف حلب الغربي وصولاً الى ادلب، لكن لم يسجل حركة خروج مهمة من الأحياء الشرقية.

وتعقيباً على ذلك، تستبعد مصادر في المعارضة السورية خروج مسلحي النصرة من شرق حلب، كونهم يشكلون العمود الفقري لمختلف المسلحين المنتشرين فيها، ويؤدي خروج “النصرة” الى إنهيارهم جميعاً، خصوصا ً أن تسوية الأوضاع لا تشمل هذا التنظيم، كذلك تسهم مواقف وتصريحات بعض الدول الداعمة للمسلحين التي تتحدث عن إمكان إرسال سلاح فتاك لهم في المزيد من صمودهم، علّه يصلهم، لمحاولة قلب موازين القوى في الميدان الحلبي لمصلحتهم، ودائما برأي المصادر.

وتسأل المصادر أين دور تركيا المنفتحة على روسيا في إقناع المسلحين المدعومين منها بالخروج من شرق حلب، خصوصاً عناصر “النصرة”؟

وتستبعد المصادر أن يتمكن الجيش السوري وحلفاؤه من إستعادة كامل حلب في المدى المنظور، نظراً لتعقيدات الوضع في شرقها، خصوصا لجهة وجود المدنيين فيها.

من جهة أخرى، ترفض مصادر سياسية سورية استباق الأمور، والدخول في التوقعات في شأن إستعادة حلب الشرقية، وتدعو الى إنتظار قدوم يوم السبت في 22 الجاري، موعد إنتهاء الهدنة المذكورة، وكيف سيكون الاداء الروسي- السوري في الميدان الحلبي بعد إنقضاء هذا التاريخ.

وفي الوقت عينيه، تؤكد المصادر أن الحصار المحكم الذي يفرضه الجيش السوري على شرقي حلب أدى الى نفاذ الذخيرة لدى غالبية المسلحين الموجودين فيها، باستثناء “النصرة”، التي تزال تحتفظ بكمية من الذخائر، بالإضافة الى شح الذخيرة المذكور، تشهد الأحياء الشرقية جولات إقتتال دامية بين الأخيرة وسواها من المجموعات المتطرفة من جهة، وبين المسلحين والأهالي من جهة أخرى، ودائما بحسب المصادر.

وتقول: “لا ذخيرة ولا حاضنة شعبية للمسلحين التكفيريين، إضافة الى الحصار، فلا شك أن واقعهم المأزوم هذا، سيؤدي حتما الى هزيمتهم”، تختم المصادر.

في سياق متصل، وعن المصالحات والتسويات الآيلة الى خروج المسلحين من ريف دمشق وسواها الى ادلب وتجميعهم فيها، فكيف ستؤول الأمور في هذه المدينة؟

يؤكد خبير عسكري واستراتيجي أن المعركة الفاصلة مع المجموعات المسلحة ستكون في أدلب لا محال، أما التوقيت، فتحدده القيادة العامة للقوات المسلحة، بالتنسيق مع الحلفاء.

وفي سياق عمليات الجيش السوري الرامية الى مكافحة الإرهاب ومساعيه الامنية والسياسية أيضاً، جاءت زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني في سورية اللواء علي المملوك الى مصر، فلاشك أن للزيارة دلالات سياسية وأمنية، خصوصاً في شأن مكافحة الإرهاب، وقد تمهد الى تعزيز التبادل الدبلوماسي، الذي لم ينقطع أصلاً، براي مصادر مطلعة وتشير الى القنصلية المصرية في دمشق لم تقفل أبوابها .