نقص الأدوية وأطباء التخدير و العناية أهم ما يعوق عمل مراكز جراحة القلب.. أطباء: 95% نجاح عمليات القلب المفتوح .. نصفها مجاني

نقص الأدوية وأطباء التخدير و العناية أهم ما يعوق عمل مراكز جراحة القلب.. أطباء: 95% نجاح عمليات القلب المفتوح .. نصفها مجاني

أخبار سورية

الخميس، ١٣ أكتوبر ٢٠١٦

    ميليا إسبر

بحرقة قلب ودموع لا تجف تقول والدة الطفلة الرضيعة مريم عبد الجبار البالغة شهرين ونصف الشهر من عمرها أنّ رضيعتها تحتاج إلى عملية قلب مفتوح، وأنها ملت الانتظار، والإجراءات الروتينية فهي تأتي يوميا من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 12 ظهراً تجلس أمام مدخل مشفى جراحة القلب الجامعي من أجل إدخالها المشفى وإجراء التحاليل اللازمة وتحديد موعد لها لكن من دون جدوى. _
هذه واحدة من معاناة الكثيرين من مرضى القلب الذين ضاقت بهم الحياة ذرعاً، فهم في أمس الحاجة للعلاج وتأمين الخدمة اللازمة بهدف الاستمرار في العيش.

حالات
أما الطفل يحيى أحمد ذو الـ 8 سنوات فينتظر بألم دوره لإجراء عملية فتحة في القلب وضيق شريان منذ أكثر من سنة ونصف السنة، و تشير والدة الطفل القادمة من دير الزور متحدية الظروف والمخاطر إلى أنه لا يسمح إلا لأحد الوالدين فقط بمرافقة طفلها أثناء إجرائه العملية، وأنها تنتظر دورها في القسم العام لعدم قدرتها على دفع تكاليف العملية في الخاص.
بينما هدى ابنة المريض حسن البالغ 80 سنة من العمر فأكدت أنّ دور المريض في المشفى يكون حسب الوساطة أو من خلال دفع الأموال لبعض الأشخاص… هدى أكدت أنها دفعت 25 ألفاً لشخص يعمل في المشفى من أجل تقريب موعد عملية القلب المفتوح لوالدها، ورغم ذلك انتظروا أكثر من شهرين.
من جهتها المريضة سناء 19 سنة خضعت لعملية قلب مفتوح في القسم العام لكنها دفعت 70 ألف ليرة تكاليف التحاليل ما قبل العملية بينما استغرق انتظارها دورها ما يزيد على ستة أشهر.
ردّ الإدارة
يرد الدكتور حسام خضر مدير عام مركز جراحة القلب الجامعي على ذلك بالقول: نتمنى أن تعطى أسماء هؤلاء الذين يتقاضون أموالاً مقابل تقريب دور المريض فلم تأتِ أي شكوى حتى الآن إلى إدارة المشفى من قبل أي شخص بخصوص هذا الموضوع، وفي حال ورودها ستتم محاسبته مباشرة، والإدارة تسعى جاهدة لكشف حلقات الفساد تلك أو غيرها، مضيفاً أن الأدوار من مسؤولية الأطباء ومراقبة من قبلهم بشكل جيد، مشيراً إلى أنه ربما يكون نوعاً من النصب والاحتيال فقد يكون دور المريض بعد 15 يوماً، يأتي شخص ويقول إنه يستطيع تقريب الموعد ليصبح بعد أسبوعين بدلاً من الشهرين مثلاً وفي الحقيقة يكون هذا هو الدور الطبيعي له.
انتظار 3 أشهر
ولفت الدكتور خضر إلى أنّ فترة الانتظار لعمليات القلب للأطفال تتراوح ما بين 2 – 3 أشهر، أما الكبار فتستغرق حوالي الشهر، مؤكداً وجود أمور معينة تتحكم بالدور مثلاً خلال أسبوع تجرى خمس عمليات للمرضى، ما يعني دخولهم للعناية المشددة، لكن لا نستطيع إخراجهم جميعاً منها لأنه قد يبقى المريض أسبوعاً بالعناية، وربما ليوم واحد فقط وهذا يتوقف على وضع المريض نفسه بعد العمل الجراحي، لذلك عندما نقول للمريض أن يأتي بعد6 أشهر ويتأجل.. فهذا ليس موعداً ثابتاً، وإنما لإعادة تقييمه حيث يعرض على الجلسة التي قد يؤخذ فيها قرار باستحالة إجراء عملية له لأنّ خطورتها تكون كبيرة جداً، إذاً هناك أمور فنية لا يستطيع أحد أن يتجاوزها، موضحاً أنه خلال شهر آب من العام الحالي زار وفد طبي فرنسي مشفى جراحة القلب الجامعي وتم عرض 30 حالة مرضية عليه والنتيجة أنهم اختاروا 12 فقط من ضمن المرضى المحددة لهم أدوار لخضوعهم للعمل الجراحي، أما البقية فكان من الخطورة بمكان إجراء العمل الجراحي لهم.
استعداد تام
وبيّن خضر أنّ المشفى على أتم الاستعداد مع كوادرها وتجهيزاتها لتقديم الخدمة فهناك شعبة الأطفال التي تحتوي على غرفتين للعمليات، وأيضاً 3 غرف عمليات للكبار، مؤكداً عدم وجود نقص بعدد الأطباء الجراحين حيث يوجد 11 جراح قلبية إضافة إلى وجود أطباء مختصين بجراحة القلب للأطفال، لكن النقص يكمن في أطباء التخدير والعناية المشددة، وكذلك في الأطباء المقيمين لأنّ هؤلاء الشريحة الأكثر هجرة خلال الأزمة، مشيراً إلى وجود صعوبة في آلية استجرار بعض الأدوية وتأمينها، وحالياً أعطت وزارة التعليم العالي المشفى استثناء بأسماء عشرة أدوية لشرائها مباشرة من شركات خاصة بسبب الحاجة الماسة لها، علماً أنّ استجرار الدواء للمشافي العامة يكون حصراً عن طريق شركة فارمكس، لكن الأدوية ليست بالجودة ذاتها التي كانت تستخدم قبل الأزمة نتيجة الحصار الجائر على سورية.
إحصاءات
الدكتور خضر بيّن أنّ المشفى أجرى 757 عملية قلب مفتوح حتى 31 / 7 من العام الحالي منها 140 عملية قلب أطفال، إضافة إلى 1564 حالة قثطرة، وأيضاُ تركيب 10 بطاريات، بينما وصل عدد التحاليل المخبرية إلى 67497 تحليلاً، وعدد الجلسات الفيزيائية إلى 8600 جلسة، إضافة إلى 7158 صورة شعاعية، بينما بلغ عدد حالات الإيكو المختلفة 3969 حالة، في حين وصلت حالات تخطيط القلب إلى 4558 حالة تخطيط، كاشفاً أن نسبة الوفيات أثناء إجراءات العمليات الجراحية بحدود 4% وهي أقل من النسبة العالمية التي تبلغ 5%، موضحاً أن العمليات المسوح بإجرائها بالقسم الخاص 40% كحد أقصى، مثلاً إذا كان هناك 100 عملية يجب أن تجرى منها 60 عملية في القسم العام، وعملياً النسبة لم تصل لأكثر من 15%، علماً أنّ تكلفة العملية للمريض في مشفى جراحة القلب الجامعي هي 300 ألف ليرة فقط.
أولويات
وأكدّ وجود أولويات للحالات الإسعافية فمثلاً مريض تسلخ الأبهر أو الإصابات الإكليلية لا يمكن أن يحتمل الانتظار بسبب وجود خطورة على حياته لذلك يدخل إلى العمليات مباشرة وتلغى عملية مريض آخر، إضافة إلى وجود حالات مستعجلة كالمريض الذي تكون لديه ثلاث إصابات بالشرايين لذلك ليس من المنطقي أن نحدد دوراً له بعد شهر مثلاً كمريض آخر وضعه يحتمل التأجيل… وبيّن خضر أن مشكلة الأدوار تكمن في القثطرة التي تستغرق وقتاً طويلاً بسبب وجود جهاز قثطرة واحد فقط من عام 2002 في حين عمره الافتراضي 10 سنوات، وقد أصبح عمره 15 سنة ولا نزال نستخدمه حتى اللحظة  بعد أن تتم  صيانته بين الفترة والأخرى، كاشفاً أنه تم الإعلان لشراء جهاز قثطرة ثان سيكون بالخدمة خلال الفترة القريبة القادمة. _MG_1612
وبخصوص قرار بوجود مرافق واحد فقط للمريض أوضح خضر أن المريض يكفيه مرافق واحد وغير ذلك فإنه يحملنا أعباء إضافية فمن غير المعقول أن يكون في الغرفة خمسة مرضى بينما عدد المرافقين المقيمين عشرة، ومع ذلك يتم التساهل مع المرضى القادمون من أماكن بعيدة حيث نسمح لمرافقيهم بالبقاء معهم.
أما عن آلية العمل في مركز الباسل لجراحة القلب وأهم الصعوبات والنواقص التي يعانيها، فيقول الدكتور دياب الفاعوري مدير عام المشفى أنّ أغلب العمليات الجراحية للمرضى الكبار من هم فوق 14 سنة، أهمها عمليات المجازات والصمامات الإكليلية، تضيق الشرايين، إضافة إلى العمليات الإسعافية والمعروفة بتسلخات الأبهر وهي من أخطر وأكبر العمليات الجراحية القلبية، لافتاً إلى أن مركز الباسل يصنف من أهم المشافي على مستوى الشرق الأوسط.
بالأرقام
وأوضح د. الفاعوري أن المشفى يمتلك ثلاثة مخابر قثطرة قلبية تعمل على مدار الساعة، وقد تم خلال العام الماضي إجراء أكثر من 8000 عملية قثطرة قلبية، وما يزيد على 2000 عملية توسيع قلبي مع زرع شبكات، إضافة إلى 2250 عملية قلب مفتوح، مؤكداً الاستمرار في العمل بذات الطاقة والنشاط هذا العام أيضاً.
وكشف الفاعوري عن وجود توجيهات بدعم المرضى من المهجرين و ذوي الشهداء وتقديم الخدمة لهم، حيث أصبحت مجانية الخدمة تتراوح ما بين 30- 40 % مع دفع بعض تكاليف العمل سواء ثمن صمام أو ثمن شبكة الذي يعتبر جزءاً من ثمن العمل الجراحي، لأن العمل الطبي سواء كان توسيعاً أو جراحة فإنه مكلف جداً، يتراوح ما بين 1,5 – 2 مليون ليرة لعمليات المجازات الإكليكية، بينما تكلفة تلك العملية في المركز بالقسم الخاص تتراوح ما بين 300 – 350 ألف ليرة أي ما يعادل الخمس فقط، إذاً الدولة تدعم بنسبة تزيد على 60 % من التكلفة، مشيراً إلى أن مريض القسم العام يدفع نصف ما يدفعه أو أقل مريض القسم الخاص، بينما المريض بالقسم المجاني لا يدفع شيئاً.
 كادر متميز
الدكتور الفاعوري أوضح أنه لم يؤثر خروج بعض الأطباء ولو أنهم قلة على أداء عمل المشفى نتيجة كفاءة وخبرة الكادر الموجود حالياً، فهناك أكثر من 50 طبيباً مقيماً لأقسام الداخلية والتخدير، إضافة إلى وجود أكثر من 17 طبيباً اختصاصي جراحة قلب، لكن المشكلة تكمن في صعوبة الحصول على الأدوية القلبيةبسبب الحصار الاقتصادي الظالم، لكن نعمل على تأمينها عن طريق استيرادها من الدول الصديقة مثل إيران – الهند – روسيا وأيضاً بيلاروسيا، مؤكداً الإصرار على الحصول على الشبكات التي تحمل شهادة الامتياز الأوروبي والأمريكي مع تقديم خدمة طبية نوعية للمرضى، مضيفاً  أن نسبة نجاح العمليات الجراحية ممتازة لكن هناك مرضى تحمل نسبة خطورة بعمليات المجازات الإكليلية ومع ذلك لا تتجاوز نسبة الوفيات 2 – 3%  وهي أقل من المسموح به عالمياً، موضحاً أن المريض في القسم الخاص الذي يريد طبيباً معيناً ويطالب بغرفة خاصة لا بد من أن ينتظر من 4- 7 أشهر وربما أكثر، أما المريض الذي يطلب الخدمة العامة المجانية فدوره يتراوح ما بين 2- 3 أسابيع، مؤكداً أنّ المريض العام له أولوية عكس ما يشاع، وهذا يعود لرأي المريض ورغبته في ذلك.
نواقص
وبخصوص الأجهزة الطبية الموجودة في المشفى أشار إلى وجود مخبر واحد للقثطرة  بحاجة إلى تبديل علماً أن المخابر مكلفة جداً حيث يصل سعر جهاز القثطرة إلى أكثر من مليون دولار إضافة إلى حاجة المشفى إلى أربعة أجهزة إيكو وقد وعدت وزارة الصحة بتأمينها عن طريق المنظمات الدولية كذلك يحتاج المركز إلى جهاز طبقي محوري متعدد الشرائح في مجال القلب ويتراوح ثمنه  ما بين 1,5 – 2 مليون يورو، وقد أعطت الدولة المشفى اعتماداً مالياً خاصاً لشرائه لكننا ارتأينا تجهيز المشفى الجديد وهو عبارة عن توسيع لمركز الباسل حيث يستوعب 6 غرف عمليات جديدة و36 سرير عناية مجهزة تجهيزاً كاملاً، علماً أن عدد الأسرة في مركز الباسل حالياً 160 سريراً كما سيكون هناك 100 سرير إضافي في حال تجهيز المشفى الجديد،  لذلك تم وضع كل الاعتمادات المالية بهدف إتمام هذا البناء الذي نتمنى أن يكون بالخدمة في القريب العاجل، وكشف الفاعوري أنّ ميزانية مركز الباسل بالحسابات الجارية أكثر من مليارين ونصف مليار ليرة سنوياً، إضافة إلى وجود أكثر من مليار ونصف مليار استثنائي أيضاً، ما يعني أنه لدينا ميزانية تزيد على أربعة مليارات ليرة، علماً أنها سوف تتضاعف في عام 2017 نتيجة النجاح الكبير الذي يحققه المشفى.
وللمرضى رأيهم أيضاً فقد أكد المريض عمر أمين كرم / 71 / سنة أنه خضع لعملية مجازات وشرايين إكليلية في المركز وقد دخل المشفى بحالة إسعافية بعد تعرضه لأزمة قلبية وبعد إجراء القثطرة القلبية انتظر 15 يوماً فقط، لإجراء العمل الجراحي له نتيجة وضعه الحرج الذي لا يحتمل الانتظار مطولاً.
برنامج للعمليات
بدوره الدكتور نائل كنعان اختصاصي جراحة القلب في مشفى الباسل أشار إلى وجود نقص في بعض الأدوية لكن في حال كان هناك تأثير للأدوية على نوعية العمل أو على المريض فلا يجرى له العمل الجراحي مطلقاً، مبيناً أنّ الوقت المثالي للعملية حوالي 3 ساعات، وأنّ هناك برنامجاً معيناً للعمليات نسير وفقه، لكن عندما يكون للمريض وضع إسعافي نعاينه مباشرة من دون أي دور، أما من كان وضعه طبيعياً فقد يحدث بعض التأخير في دوره، منوهاً بأنه يقوم بإجراء أربع عمليات قلب أسبوعياً معتبراً ذلك رقماً جيداً.
من جهته الدكتور فراس الياس اختصاصي تخدير وعناية أكد أنّ وتيرة العمل للأطباء بقيت ذاتها، رغم خسارتنا للبعض منهم، لافتاً إلى أن النتائج جيدة جداً وهناك عمليات نوعية كعمليات تسلخ الأبهر وجراحة قلب للأطفال الصغار الذين يزيد وزنهم على عشرة كيلو غرامات.
شعبة جراحة القلب في مشفى الأسد الجامعي لم تكن بأحسن حال من سابقاتها فهي تعاني مشكلات جمة، لكنها تقدم الاهتمام والخدمة الطبية بشكل جيد ضمن الإمكانات المحدودة حسبما أكد الاختصاصيون بهذا الأمر.
المريضة منى حاج حسين جاءت من محافظة حماة وقد خضعت لعملية  تبديل صمام تاجي وأبهر، مشيرة إلى أن تكاليف العملية على حساب معمل التبغ بحماة الذي تعمل فيه، وأنها لم تنتظر وقتاً طويلاً بعد القثطرة مباشرة تم قبولها وإجراء العمل الجراحي.. بينما المريض حسن ابن 29 ربيعاً القادم من محافظة حمص بهدف إجراء عملية القلب المفتوح أكد وجود عناية واهتمام بمريض القلب.
أثرت سلباً
الدكتور علي خليفة رئيس شعبة جراحة القلب في مشفى الأسد الجامعي أكد أن الأزمة التي نعيشها حالياً أثرت سلباً في واقع جراحة القلب في المشفى، فقبل الحرب كان عدد عمليات جراحة القلب حوالي 800 عملية سنوياً، لكنها انخفضت ما بين عامي 2011 – 2013 إلى 200- 250 عملية، وخلال عامي 2014 – 2015 ونتيجة تحسن الوضع الأمني بين المحافظات وصل عدد عمليات القلب المفتوح نهاية العام الماضي إلى 450 عملية، ومن المتوقع أن يصل هذا العام إلى 550 عملية، لافتاً إلى أنّ عمليات القلب مأجورة، لكنّ هناك تخفيضاً لمرضى عامين يسمون مرضى (الدرس) بنسبة تزيد على 60% من أجرة المريض الخاص، علماً أنّ 90% من عمليات جراحة القلب تجرى للمرضى الكبار والبالغين أهمها عمليات الشرايين الإكليلية وتبديل دسامات أو تصنيعها، وهناك شعبة لجراحة القلب للأطفال مؤهلة لاستقبال من هم بعمر أكثر من سنتين، فجراحة قلب الأطفال بحاجة إلى أجهزة طبية ورعاية وأطباء مخدرين خاصين بهم، وهذا غير متوفر أساساً لأن السعة الاستيعابية للعناية المشددة محدودة لدينا بـ 6 أسرة فقط.
صعوبات
وأكد الدكتور خليفة أن صعوبات العمل تكمن في توفير المواد الدوائية كالتخديرية مثل الفنتانين إضافة إلى نقص أدوية ما بعد العمل الجراحي مثل البروتامين، وأيضاً نقص في تجهيزات العناية المشددة نتيجة غلاء وصعوبة استيراد أو تبديل الأجهزة، والأهم هو النقص في أعداد أطباء التخدير والعناية المشددة لدرجة أنه ينعدم أحياناً، فلا وجود لأطباء اختصاصيين بالعناية يشرفون على المرضى بعد العمل الجراحي، وإنما من يشرف عليهم حالياً هم أطباء جراحون يساعدون ويناوبون في العناية وهذا ما يشكل عبئاً على الأطباء الجراحين وعلى نوعية معالجة المرضى، مضيفاً أن الشعبة تعاني كذلك من نقص في المؤكسجات حيث تم تنظيم عقود مبرمة عادية لكن صاحب الشركة أخلّ بالعقد ما اضطررنا للشراء أسبوعياً من السوق وبإشراف المشفى التي تسعى إدارتها إلى تأمينها بعقود دائمة، إضافة للأسرة وأنظمة المونيتورات التي تتعرض لأعطال حيث توجد صعوبة في استبدالها أو إصلاحها.
ولفت خليفة إلى وجود مشكلة بتفاوت قبول المعيدين أو الدراسات العليا بين سنة والسنة التي قبلها، فحالياً يوجد ستة طلاب دراسات عليا في السنة السادسة من اختصاصهم بينما يوجد طالبان في السنة الخامسة، و في الرابعة يوجد طالب واحد دراسات عليا، كاشفاً أنّ هذا التفاوت مقلق جدا من حيث توزيع المهام بين شعبة جراحة القلب بمشفى الأسد الجامعي ومركز جراحة القلب الجامعي، لذلك يجب تنظيم قبول الدراسات العليا بحيث يكون العدد مدروساً من قبل الشعبة ومشفى جراحة القلب، مبيناً وجود سبعة أطباء اختصاصيين  بجراحة القلب وهذا عدد كاف للقيام بكل الأعمال الجراحية، وأنّ نسبة النجاح أكثر 95%، بينما نسبة الوفيات 5% وهي تقارب العالمية.
تعاقد مع الخاص
أما ما يتعلق بفترة انتظار المريض فأكد خليفة أنها قصيرة عازياً ذلك لوجود عدد كاف من الأطباء الاختصاصيين وأنه لا صحة لما يقال أن المريض ينتظر دوره لأشهر، فنادراً ما ينتظر المريض أكثر من 3 أسابيع، لافتاً إلى وجود بعض الأطباء المتعاقدين مع مشافٍ خاصة، ربما قد يقولون للمريض أن دوره بالمشفى العام يحتاج أشهراً، في حين إذا ذهب للمشفى الخاص تجرى له العملية الجراحية خلال أيام قليلة، وهذا بحسب كل طبيب، مشدداً على ضرورة التفرغ الكامل للطبيب الاختصاصي بالمشافي العامة بشرط إعطائه تعويضاً جيداً يتناسب والواقع المعيشي، من أجل ألا تكون مزرعة أو تربة خصبة بهدف تحقيق أرباح مادية كبيرة، لافتاً إلى أنّ عملية المجازات الإكليليـــــة مثـــلاً بالقسم الخاص يأخذ الطبيب منها تعويضاً 25 ألفاً علمـــ اً أن الطبيب يبقى 4 ساعات أثناء العملية إضافة إلى متابعة المريض قبل وبعد العمل الجراحي وهو الأجر ذاته الذي كان يأخذه قبل الأزمة رغم ارتفاع التكاليف بشكل كبير.