عندما يثمل الكاوبوي الأمريكي في سورية

عندما يثمل الكاوبوي الأمريكي في سورية

أخبار سورية

الأحد، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦

علي مخلوف
أمريكا باتت في قلب العاصفة، هذه المرة التحديات ليست زوبعة في فنجان، بل هي منعطف في التاريخ الأمريكي الحديث، حيث تهتاج ثيران البوفالو مخلفةً ورائها سحباً من الغبار، هي تلك حرب الرئاسة بين كلينتون وترامب، فيما يثمل الكاوبوي في تكساس حتى يفقد عقله فلا يعرف إن كانت سياسته صحيحة في الشرق الأوسط ام لا، هو حائر بين الأتراك والأكراد وبين إرضاء الخليجي والثقل الذي يرتبه هذا الحليف على كاهل واشنطن، أيتورط في مستنقع الحرب السورية أم أنه سيصحح خطواته خصوصاً بعد استهداف موقع للجيش العربي السوري في (دير الزور) بينما تهيم روح مارتن لوثر كينغ في مدينة شارلوت بعد مقتل أمريكي أسود بنيران الشرطة "البيضاء" أما البعبع الروسي فهو إلى تضخم بالنسبة للعم سام، وتزداد قوته خصوصاً على الساحة السورية.
هي مجموعة كبيرة من التحديات التي بات لزاماً على الأمريكي أن يواجهها، قد يكون هناك رهان على الوقت حالياً، بمعنى أن يستمر التخبط الأمريكي خلال فترة حكم باراك أوباما انتظاراً حتى انتهاء ولايته ووصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض يحدد معالم السياسة الأمريكية الجديدة، هذا يعني بأن هذه الفترة هي وقت بدل ضائع بالنسبة للأمريكي أما حلفائه فهم ينظرون إلى ساعتهم بملل وامتعاض منتظرين دقاتها التي ستعلن مغادرة أوباما للبيت الأبيض.
هذه الفترة ستكون مليئة بالأحداث في الشرق الأوسط خصوصاً على الساحة السورية، لا سيما بعد إعلان الجيش العربي السوري بدء عملية حلب الكبرى والسيطرة على الأحياء الشرقية من جديد، هناك معلومات حول تواجد قوات أمريكية بالقرب من تل أبيض تحضيراً لعملية عسكرية بمشاركة المقاتلين الأكراد، فضلاً عن المناوشات الأمريكية ـ الروسية بخصوص استهداف قافلة مساعدات في حلب وتداعياتها، ثم الحديث عن تقدم بطيء مع الروس بشأن تفاهمات الحل السياسي بحسب ما قال كيري في آخر تصريحاته.
المتوقع من الأمريكي حالياً هو الاستمرار بإرضاء جميع الأطراف تمريراً للوقت، لن تغضب واشنطن التركي ولن تتخلى عن الكردي في ذات الوقت، هي لن تصطدم مع موسكو بالطريقة التقليدية، ولكنها أيضاً لن تعتبر جبهة النصرة جماعة إرهابية بالمعنى الفعلي وإنما نظرياً فقط، إذ صرح أحد القادة العسكريين في أمريكا أن مسألة فصل النصرة عما تُسمى بالجماعات المعتدلة أمر صعب جداً نظراً لتداخلهما في المناطق التي يسيطرون عليها، ما أعطى تلميحاً بأن واشنطن لن تستهدف النصرة التي أصبح اسمها فتح الشام! في حين أن الروس مصرون على إبادة هذا التنظيم، وهم أصحاب نظرية إدراج حركة أحرار الشام وجيش الإسلام على لائحة الإرهاب وكل تلك التنظيمات كانت مرتبطة بالنصرة بطريقة أو بأخرى بحسب وجهة النظر الروسية.
عاجل الاخبارية