لافروف: لا يمكن معالجة الأزمة في سورية دون القضاء على تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين والتنظيمات التي اندمجت معهما

لافروف: لا يمكن معالجة الأزمة في سورية دون القضاء على تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين والتنظيمات التي اندمجت معهما

أخبار سورية

الجمعة، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٦

شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة تحقيق طلب الأمم المتحدة الخاص بالفصل بين ما يسمى “المعارضة المعتدلة” والإرهابيين لافتا إلى أن المسؤولية الجذرية في هذا الأمر تقع على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها.

وقال لافروف في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين المنعقدة في نيويورك اليوم “إن القضاء على تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والمجموعات متطرفة المنسجمة معهما هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية وما يرافقها من وضع إنساني مؤسف كما أنه مفتاح تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية وتحقيق المصالحة الوطنية”.

وأضاف لافروف “إن رفض القيام بفرز الإرهابيين أو العجز عن تحقيق هذا المطلب الأساسي في الظروف الحالية يعزز الشبهات حول وجود إرادة لدى بعض الأطراف بإنقاذ تنظيم جبهة النصرة وسحبها من تحت الضربات من جهة واستمرار وجود خطط لتغيير الحكومة في سورية من جهة ثانية وهذا كله يعتبر خرقا وانتهاكا صارخا لقرار مجلس الامن”.

وقال لافروف “لا يجوز التباطؤ في بدء المحادثات السورية السورية من دون شروط مسبقة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 وأى محاولات من قبل المعارضة الخارجية لتأجيل هذه الخطط سينعكس سلبا على محاولات التسوية وعلى سمعة الأمم المتحدة”.

وتابع لافروف أنه “بمبادرتنا تم تأسيس المجموعة الدولية لدعم سورية وذلك لصالح تقرير مستقبل سورية من قبل السوريين أنفسهم عبر الحوار الشامل السورى بمشاركة جميع مكونات الشعب السورى وهذا النهج تم تثبيته فى قرار مجلس الامن وتجسد أيضا فى الاتفاقيات الاخيرة بين روسيا والولايات المتحدة كرئيسين مشاركين فى مجموعة الدعم لسورية”.

واعتبر لافروف أن الأمر الاهم حاليا هو القيام بالتحقيق الموضوعى للاحداث فى دير الزور وحلب ولا سيما أن هناك محاولات لتخريب هذا الامر لافتا الى “أن روسيا واستجابة لطلب الحكومة السورية الشرعية ساعدت فى منع انهيار مؤسسات الدولة جراء الارهاب”.

وأشار لافروف الى أنه لا يمكن التغلب على التحديات الدولية الا بالجهود المشتركة لافتا الى أن تعمق أفكار التفوق والغطرسة في نخب بعض الدول أدى الى تخريب أسس الاستقرار في العالم.

ودعا لافروف إلى تشكيل جبهة دولية واحدة لمحاربة الإرهاب بعيدا عن أي معايير مزدوجة مشددا على ضرورة أن توقف بعض الدول محاولاتها لاستغلال الإرهابيين في تحقيق طموحات سياسية.

وأكد لافروف على ضرورة التزام السلطات الأوكرانية وحلفائها الغربيين بتطبيق بنود اتفاقيات مينسك من أجل حل الأزمة في إقليم دونباس وخلق فضاء أور أطلسي يعتمد على مبدا الأمن المتساوي وغير قابل للتجزئة.

واعتبر لافروف أنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو أن يحلا مكان الحلول المشتركة التي تستوجب توحيد الجيل الناشئء حول أفكار المساواة والعدالة وإرساء قواعد القانون الدولي.

وطالب لافروف الولايات المتحدة بعدم استغلال ما تقوم به كوريا الديمقراطية كذريعة لوضع منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية داعيا جميع الاطراف إلى التهدئة والعودة إلى طريق المفاوضات والابتعاد عن التصعيد.

الجيش السوري لا يزال القوة الأكثر فعالية التي تحارب الإرهاب… روسيا مستعدة لوضع خريطة مفصلة لمواقع تنظيم “جبهة النصرة” في سورية

وفي مؤتمر صحفي عقده بعد إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قال لافروف “إن الجيش السوري لا يزال القوة الأكثر فعالية التي تحارب الإرهاب في سورية رغم المساعدات الضخمة التي تسلمها بعض الدول للمجموعات المسلحة”.

وأعلن لافروف أن روسيا مستعدة لوضع خريطة مفصلة لمواقع تنظيم “جبهة النصرة” في سورية من أجل وضع حد لأي غموض حول هذا الملف وتجنب الامتعاض الذي تبديه بعض الدول كلما أصاب صاروخ روسي أحد مواقع “النصرة”.

ورأى وزير الخارجية الروسي أن المسائل المتعلقة بمدة نظام وقف الأعمال القتالية وضمانات عدم انتهاكه يجب تركها لمناقشات العسكريين الروس والامريكيين مشددا على أن واشنطن تتجه في طريق خاطئ لإجراء المفاوضات بتغيير الشروط.

وقال لافروف “سيتم الإعلان عن وقف الاعمال القتالية مجددا وبشكل دائم بمجرد أن يتم الفصل بين ما يسمى “المعارضة المعتدلة” والإرهابيين “.

وأضاف لافروف “إن الدور الحاسم في التأثير على المجموعات المسلحة في سورية هو لدول التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة والجميع يتصور تقريبا من هو من أعضاء التحالف الذي يملك تأثيرا على هذه المجموعات أو تلك.. إن الصورة واضحة وكل ما في الأمر هو إعطاء أوامر لها والكف عن دعمها ما لم تبتعد عن مواقع الإرهابيين وهذا الشيء لا يحدث حتى الآن”.

وتابع لافروف “إذا كان سبب عدم حدوث ذلك هو كما يقولون لنا ان على الحكومة أن توقف الطلعات الجوية وحينها تقتنع هذه المجموعات بأنه بإمكانها الابتعاد عن النصرة ولن يقصفها أحد فهذا كلام غير مقنع بصراحة لأنه ربط مصطنع”.

وأوضح لافروف أن روسيا لم تتحدث أبدا عن خطة “ب” حول سورية لأنه لا حل عسكريا للأزمة لافتا إلى أن نظيره الأمريكي جون كيري مقتنع بهذا الأمر أيضا.

إحدى المجموعات الإرهابية هددت منذ شهر بقصف قافلات المساعدات الإنسانية في حلب… الاعتداء الأمريكي على مواقع الجيش السوري قرب دير الزور كان مخططا له مسبقا ويجب التحقيق فيه

وكشف لافروف عن أن بعض أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية منعوا تعزيز هذا المبدأ بجملة واحدة خلال الاجتماع الذي عقد في نيويورك علما أن قرارات مجلس الأمن الدولي تحدد بكل وضوح أن عملية التسوية السياسية يجب ان تجري من دون شروط مسبقة.

ودعا لافروف المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وفريقه إلى الاعتماد بشكل أكبر على قرارات مجلس الأمن وليس على نزوات بعض جماعات المعارضة وخاصة “مجموعة الرياض” التي تصر على شروط مسبقة تنتهك بشكل فاضح قرار مجلس الأمن.

وأشار لافروف إلى أن موسكو تصر على ضرورة إجراء تحقيق موضوعي في حادث الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية قرب بلدة أورم الكبرى غرب حلب لافتا إلى انه طلب من الأمريكيين ضمان إمكانية الوصول إلى مكان الحادث من أجل إجراء تحقيق نزيه وشفاف.

وبين لافروف أنه من الصعب جدا تحديد نوع الأسلحة التي استخدمت في استهداف القافلة مبينا أنه من الممكن أن يكون الهجوم ناجما عن قنبلة ألقيت من الجو أو قذائف مدفعية.

وذكر لافروف بأن إحدى المجموعات الإرهابية في سورية هددت منذ شهر بقصف قافلات المساعدات الإنسانية في حلب.

وأكد لافروف أن الاعتداء الأمريكي على مواقع الجيش السوري قرب مدينة دير الزور كان مخططا له مسبقا ويجب التحقيق فيه وقال “إن الأمريكيين يقولون إن الهجوم كان خطأ.. اعتذروا ولكن العقيد جون توماس المتحدث باسم مجموعة القوات الأمريكية المشاركة في العمليات ضد الإرهاب اعترف لاذاعة صوت أمريكا بأن قواته رصدت الموقع المستهدف وكان لديها معلومات دقيقة حول الهدف وبعد ذلك تم اتخاذ قرار بأنه هدف جيد ومناسب للقصف وهذا يعني أنه لم يتم اتخاذ القرار بشكل سريع بل بشكل مخطط له سابقا ونحن نريد تحقيقا في ذلك”.