رغم الألم ..مازالنا نحتفي بالعيد والأمل..أضحى مبارك

رغم الألم ..مازالنا نحتفي بالعيد والأمل..أضحى مبارك

أخبار سورية

الأحد، ١١ سبتمبر ٢٠١٦

يأتي عيد الأضحى المبارك مثقلاً بالهموم والمحن هذا العام،وقد مضت خمس سنوات من الآلام على بلدنا سورية وهي مازالت تقدم التضحيات من خيرة الأبناء لتوقف المد الظلامي الاستبدادي الذي يريد أن يجعل من سورية جزراً متناحرة وطوائف وعرقيات متقاتلة هدفه تدمير هذا البلد العظيم...نستقبل عيد الأضحى هذا العام أيضاً بعين دامعة ووطن جريح نصبر على ألمه لأننا مؤمنون بأن النصر قادم وقاب قوسين أو أدنى،نحتفل بالأمل بينما تشرق الانتصارات فيه رغم ما يجري على أرضه من قتل وذبح وتشريد وتهجير إنها المؤامرة الكونية.

عيد الأضحى عيد الخير والرحمة والتضحية بات الكلام يستعصي على المرء،وتكاد تتلعثم كلماتنا فتخرج متقطعة قائلة كل عام وأنتم بخير..نقولها لبعضنا البعض والحزن والألم يعتصر قلوبنا على وطننا الجريح.‏

هذا العيد عيد يرمز إلى التضحية والصبر والفداء،يوحي بالصمود والإيمان فهو يعمق فينا الإيمان الصادق بتقديم الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته..فهو سكينة ووقار وتعظيم للواحد القهار،وبعد عن أسباب التهلكة ودخول النار إنه منافسة في المكرمات،إنه جمال وجلال وتمام وكمال وربط واتصال وبشاشة واطمئنان وبسط وانشراح،إنه مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنضوي على حكم عظيمة ومعانٍ جليلة وأسرار بديعة.‏

في عيد الأضحى المبارك مناسك الحج تتوجه لقد حرم شعبنا من تأدية إحدى شعائره العظيمة،حرموا من السلطة المتزعمة للإرهاب والإرهابيين والرعاية لهم بفضل فكرهم الحاقد الفكر الوهابي الصهيوني الذي يسفك الدم السوري الطاهر والذي يأبى أن يكون تابعاً لهم ولفكرهم الهدام،عيدنا عيد كئيب نعيشه في وطننا الأم سورية فغالبية السوريين لن يستطيعوا تبادل التهاني كما كنا سابقاً،فقد كانت أعيادنا مملوءة بالفرح والحلوى والسرور بعد أن غدت كل أيامنا معمدة بالدم،عيدنا عيد بائس حزين فقد بتنا نلمس تحجر القلوب وموت قيم ومبادئ في منبع منارات الحضارات لوصول الظلاميين وتدنيس بعضاً من أراضيها،لكن بفضل بواسل قواتنا ومن خلفهم شعبنا سنطهر كل شبر من أرض سورية الطاهر من رجسهم وتعود نقية من درنهم..في عيدنا سيكون الملتقى الأبرز لجميع السوريين سواء في المدن والأرياف في مقابر من غادرنا لنبقى،نترحم على من فقدوا ومتألمين على من رحلوا فأعيادنا لم تعد تشبه أعيادنا السابقة قبل الأزمة.‏

كان العيد في سورية معاني ودلالات وطعماً خاصاً فكانت كل الأسر التي تربطها وشائج القرابة تجتمع عند أحد أفرادها يتسامرون ويتناولون الطعام والحلوى.. حلوى العيد،لكن الحرب المعلنة على وطننا جعلت السوريين يلتزمون بيوتهم وبالكاد يقومون بزيارات الأقارب المقربين من سكنهم،لكن الأمل بل اليقين بأن المستقبل سيكون أحلى.‏

ما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة التي مازالت تتكالب علينا قوى الاستكبار العالمي والصهيونية الحاقدة وبعض المستعربين إلى التضحية والفداء والصمود والصبر على الأهوال،وسنرد كيد الفجار في نحورهم بأصالة شعبنا وسترتقي سورية كما عهدناها إلى العلا وستبقى العزة والكرامة والإباء علماً وضاءً يرفرف عالياً في سمائنا الصافية التي عكرتها سحب داكنة سوداء حاقدة وسنتجاوز هذه الأزمة بعزيمة وصمود لا يلين.‏

في هذا العيد ندعو بالرحمة لشهداء سورية الأبرار ونحيي جيشنا الباسل الساهر على أمن وطننا الغالي..سنحاول في أيام العيد أن نعطي لأطفالنا فرصة لقليل من الفرح والسرور،ونحاول أن نرسم على وجوهنا ابتسامة خجولة تخفي خلفها دمعة موجعة على من فارقنا مكرهاً على من ضحى بحياته لنعش بكرامة وكبرياء وشموخ وعزة...ولنجعل من هذا العيد عنواناً للتفاؤل بغد جميل وبمستقبل واعد تعمه الألفة والمحبة والأخوة تحت سقف بلدنا سورية هذا ماترعرعنا وتربينا عليه وهذا ماكنا نتعايش عليه منذ الأزل،فالمنازعات والتفرقة ليست من شيمنا وتربيتنا وأصالتنا،وإنما استوردت على عجل من قبل مرتزقة وإرهابيين حاولوا هدم ماكنا ننعم به من محبة ووئام وسعادة وأمان..لنجعل من العيد فضيلة للإخلاص،لننعم بروح الأسرة الواحدة الذي اعتاد عليها أبناء شعبنا الأبي والأصيل..عيد سعيد أعاده الله عليكم بالخير وكل عام وأنتم بخير وسيد وطننا بخير ووطننا بألف خير.‏