مع خسارتها لداريا .. "ميليشيا الجنوب" تُكابر على نفسها بالانتحار

مع خسارتها لداريا .. "ميليشيا الجنوب" تُكابر على نفسها بالانتحار

أخبار سورية

الاثنين، ٢٩ أغسطس ٢٠١٦

لم تكن عودة داريا لحضن الوطن محسوبة لدى الميليشيات المسلحة في الجنوب السوري، فقد ترتب على تسليم داريا خروجها من مخططات مسلحي الميليشيات في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة لما وجه لفصائل الميليشيات المسلحة في الجنوب من اتهامات، "خيانة وخذلان لمسلحي داريا"، كل ذلك جعل الميليشيات المسلحة لاسيما في حوران أمام موقف لاتحسد عليه حيث باتت أمام خيارين، الأول هو بقاء مسلحيها على حالهم دون معارك جديدة باتجاه نقاط الجيش وهذا القرار كان احتماله كبيراً لولا تهديد غرفة عمليات الموك والدول الداعمة للميليشيات المسلحة في الجنوب بقرار خفض نسبة رواتب المسلحين إلى نسبة 60% بحسب مانشرت مواقع مقربة من الميليشيات، أما القرار الثاني وهو الأشبه بالانتحار من خلال التخطيط لخوض معارك ترد لهم "ماتبقى من هيبتهم" بحسب مايقول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن واقع الميليشيات المسلحة جنوباً لايسمح لها بفتح معارك جديدة وكبيرة بحجم ماتخطط له لاسيما إذا ما تحدثنا عن الخلافات الكبيرة بين مختلف الفصائل المسلحة والانقلابات وعامل التصفيات ومعارك فصائل الجبهة الجنوبية مع تنظيم داعش، ممثلاً بجيش خالد بن الوليد في أقصى ريف درعا الغربي .

على مايبدو أن الميليشيات المسلحة استأثرت بالخيار الثاني دون أن تتوقع ماهي النتائج التي قد تحصل على الأرض، فالهم الأكبر لهم بحسب ما تؤكد مصادر خاصة، هو إيصال رسالة إعلامية أن المسلحين في الجنوب قادرين على فتح معارك باتجاه مواقع الجيش.

وفي ظل ذلك، أفادتنا مصادر خاصة مساء الأحد بتوجّه رتل آليات مؤلف من حوالي 15 دبابة محملة على آليات وحوالي 10 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة من عيار 23 و 57، إضافة لعربتين فوزليكا وpmp جاءت من طريق الشيخ سعد، و تجمعت في دوار مدينة نوى حيث انضم إليها آليات تابعة للمسلحين المتواجدين في نوى إضافة لعشرات المسلحين التابعين لجبهة النصرة وجيش اليرموك وفصائل مايعرف بشباب السنة، وتوجهت الأرتال باتجاه ريف القنيطرة للتجهيز للهجوم على محاور في مدينة البعث وخان ارنبة.

وأكدت معلومات متقاطعة مع مصادر أخرى أيضاً، تحرك رتل آليات تابع لفصائل الجبهه الجنوبيه ويضم عدة ميليشيات أبرزها جيش اليرموك وكتيبة من فوج المدفعية والصواريخ وكتيبة من فرقة 18آذار للهندسة، وتجمع ألوية الحسم وتجمع ألوية الحق  ولواء مجاهدي حوران ولواء الكرامه ولواء المجاهدين والأنصار وفرقة شباب السنة ولواء عمر الفاروق، وحوالي 20 سيارة للمسلحين  ومدافع هاون 120 وعربة اتصالات وثلاث سيارات إخلاء جرحى، وقد تحرك هذا الرتل من بلدة تل الشهاب باتجاه دوار مساكن جلين متجها إلى بلدة نوى عن طريق الشيخ سعد والتقى برتل آخر تابع لمسلحي مدينة نوى على طريق تلة الجابيه قرب استراحة المسرة شمال غرب مدينة نوى، ومعهم عدد من الآليات الثقيلة والسيارات والمسلحين وعند مدخل تل الجابية الجنوبي انضم لهذه الأرتال، رتل لمسلحي جبهة النصرة قادماً من تل الجابية، حيث توجهت الأرتال باتجاه  القنيطرة من شمال بلدة غدير البستان منطقة الرفيد، فيما أكدت المصادر أن تلك الأرتال وتلك الفصائل تتجهز لتثبيت مواقعها تحضيراً  للهجوم على مدينة البعث وخان ارنبة وسعسع والتلول المجاوره لها، كتل البزاق والشعار و الكروم وطريق السلام الدولي وتل غرين ومحور مثلث الموت في الريف الشمالي الغربي لمحافظة درعا.

كما أشارت مصادر خاصة لمراسل شبكة عاجل أن ميليشيات من فرقة فلوجة حوران ولواء توحيد الجنوب ولواء عامود حوران وجيش الاسلام وفوج المدفعية والصواريخ وجبهة النصرة، يستعدون لهجوم على محاور حي المنشيه والكتيبه المهجوره وبلدة خربة غزالة، ونوهت المصادر أن الميليشيات تنوي استهداف تلك المواقع والمدينة بالقذائف الصاروخية قبيل البدء بالهجوم عليها.

وأفادت المصادر أن هناك فصائل أخرى من المسلحين توجهت من نوى باتجاه بلدة عين ذكر بريف درعا الغربي لتثبيت نقاط بمواجهة التنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في منطقة الشجرة وقرى حوض اليرموك بريف درعا الغربي، كما أكدت مصادر محلية لمراسل شبكة عاجل تحرك رتل آليات يضم ميليشيات لواء أهل العزم وكتائب عن فرقة أحرار نوى ولواء لؤي البصيري ولواء شهداء نوى ولواء جلال المصري وكتيبه عن جيش الاسلام ومسلحين عن حركة أحرار الشام باتجاه بلدات تسيل وسحم الجولان في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي، لتأمين عدم تحرك مسلحي جيش خالدبن الوليد على أي منطقة في الريف الغربي لمحافظة درعا، بسبب انشغال الفصائل المتواجده فيه بمعارك القنيطرة ومنطقة مثلث الموت، وهذا مايؤكد بحسب تقاطع المعلومات الواردة من المصادر أن الميليشيات المسلحة لديها مخططات خجولة وتحاول المكابرة على نفسها وعلى مسلحيها لخوض معارك، هدفها "رد الاعتبار إعلامياً فقط" دون حسبان مدى الحماقة التي ترتكبها بخوض معركة لا قدرة لها عليها. لاسيما، أن مصادر عسكرية تؤكد أن وحدات الجيش والقوات الرديفة والدفاع الوطني المرابطين على ثغور جبهات  الجنوب، يملكون قدرة ومعنويات ارتفعت أكثر فأكثر مع تحرير داريا.. هذا معنوياً فقط، أما عسكرياً فعامل الرصد والضربات الاستباقية واستخبارات الجيش الحاضرة يبدو أنها جميعها عوامل كافية لتزيد ضعف المهاجمين ضعفاً، وتنسف كل نواياهم ومخططاتهم الخجولة.