التأمين الصحي.. بين سندان حاجة المؤمَّن ومطرقة بعض الأطباء ..مشعل: التمويل يقف عائقاً أمام تشميل أسرة المُؤمَّن عليه

التأمين الصحي.. بين سندان حاجة المؤمَّن ومطرقة بعض الأطباء ..مشعل: التمويل يقف عائقاً أمام تشميل أسرة المُؤمَّن عليه

أخبار سورية

السبت، ٢٧ أغسطس ٢٠١٦

رنا بدري سلوم

يظن كل من حصل على بطاقة تأمين أنه أكثر حظاً من غيره ولاسيما في ظل ارتفاع أسعار المعاينات الطبية والدواء، ولكن عندما يحين موعد استخدامها في العيادات والمشافي التي بحث عنها عبر الشبكة الطبية يُصدم بإجراءاتها هذا عدا عن تحمله مزاجية الأطباء الذين يمتنعون  أحياناً عن استقبال المؤمن عليه، فمنهم من يدعي أن فحص الإيكو لا يدخل في أجرة المعاينة وآخر يدعي أن الجغرافيا تلعب دوراً فيها! ففي المناطق الساخنة يرسل بعض المؤمنين عليهم عبر الفايبر والواتس أب وصفاتهم الطبية التي تبلغ 12 وصفة في العام فيدعي الأطباء أنها لم تصلهم، عدا عن تقاضي البعض أجرة فحوصات وهمية مأجورة رغم أن المؤسسة العامة السورية للتأمين تقوم بالسداد للأطباء كل بحسب اختصاصه وبالحد الأعلى لتعرفة وزارة الصحة (حسب سنوات ممارسة المهنة) وفقاً لمدير المؤسسة العامة السورية للتأمين الدكتور ياسر مشعل.
معاينة مأجورة

دخلت رشا العيادة النسائية في إحدى مناطق ريف دمشق حاملة بطاقة التأمين ظناً منها أن المعاينة مجانية، وما إن طرحت الفكرة مع طبيبها بعد أن فحصها حتى تفاجأت أن البطاقة لا تشمل فحص الإيكو، دفعت رشا الخمسمئة ليرة للطبيب وأبدت تساؤلات جمة عن مزاجية الأطباء وارتجالهم في تحديد أجرة المعاينة، فهذه المرة هي الثانية التي تراجع فيها طبيباً مشتركاً في شركات التأمين ويطالب بأجرة المعاينة، الدكتور ياسر مشعل بين أن القرار 79/ت الصادر عن وزارة الصحة حول العقد الموحد للمشافي سواء في ريف دمشق أو المدينة وجميع الإجراءات موحدة في كل المحافظات.
أما عن عدم التزام الأطباء بتسعيرة التأمين فيشير الدكتور مشعل إلى أنه عندما يقوم طبيب بأخذ مبلغ يزيد على ما هو محدد بتعرفة الوزارة تقوم المؤسسة بعرض الموضوع أمام لجنة سوء استخدام التأمين الصحي التي شكلتها المؤسسة مؤخراً لمعالجة مشاكل التأمين الصحي وهي بدورها تتخذ القرار اللازم.
من جهته بيّن المدير التنفيذي لشركة إدارة النفقات الطبية الدكتور حبيب الطويل أنه تتم معالجة شكاوى تعاطي أجور الخدمة والامتناع عن استقبال المريض المؤمن عليه باتصال الشركة مع مقدم الخدمة والتحقق من مضمون الشكوى ويتم الاكتفاء بداية بلفت النظر ومن ثم مراسلة الجهات الإدارية التي يتبع لها مقدم الخدمة (نقابات، هيئات) وإن تكررت تلك التجاوزات من قبل مقدم الخدمة يتم إلغاء التعاقد معه وحذف اسمه من الشبكة الطبية المعتمدة وهذا ما حصل مع بعض الأطباء من دون ذكر لأسمائهم.
توسيع شبكة التأمين

لماذا لا تقوم شركات التأمين بتوسيع شبكة الخدمة الصحية أسوة بغيرها في دول العالم لتشمل أفراد الأسرة؟
عن هذا التساؤل بين الدكتور مشعل أنه لا مانع لدى المؤسسة من توسيع شبكة الخدمة لكي تشمل الشخص وشريكه وأولاده، قائلاً: بل لا مانع من إضافة أي تغطيات جديدة ولكن المؤسسة هي جهة تنفيذية وتشميل كهذا يحتاج إلى قرار من الجهات الأعلى، ويشير مشعل إلى أن المؤسسة قدمت جميع الدراسات اللازمة لذلك ولكن مشكلة التمويل تطرح نفسها عائقاً أمام هذا التشميل.
بدوره أوضح الدكتور حبيب الطويل أنه يتم ضبط سوء استخدام بطاقة التأمين والممارسات الخاطئة من عدد من مقدمي الخدمة (الأطباء، الصيادلة) كإدراج خدمات أو إجراءات وهمية على برنامج الشبكة، وذلك من خلال قسم الجودة المسؤول عن حالات سوء الاستخدام حيث يتعامل معها ويعرضها على اللجنة المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه من تثبت مشاركته.
في المناطق الساخنة

لم يسمح انقطاع التيار الكهربائي لمحمد القن الذي يعيش في دير الزور بإرسال معايناته اليومية عبر الشبكة ليحصل على موافقة شركة التأمين لمعاينته، لذا يقوم بالاتصال الهاتفي مع الشركة، حال محمد كحال الكثيرين الذين ذكرهم الدكتور الطويل بأن هناك معاينات يومية للمؤمن عليه تكون حسب الضرورة الطبية وتكون ضمن ملف طبي مفتوح ومعروض في الشبكة، قائلاً: يتم تقديم الدعم اللازم لمقدم الخدمة الطبية ولاسيما في المناطق الساخنة التي تعاني انقطاع الكهرباء وذلك من خلال التواصل الهاتفي للحصول على موافقة الشركة وتدرج على البرنامج وتصدر الموافقة من خلال موظفي الدعم التقني المتخصصين ضمن الشركة، ويضيف: أحياناً كثيرة يتم التواصل مع مقدمي الخدمة أو المؤمنين في المناطق الساخنة عبر الواتس أب والفايبر لاستكمال الوثائق والإجراءات اللازمة لتصدير الموافقة اللازمة لينال المؤمنون حقوقهم في الحصول على الخدمات الطبية المطلوبة.
للحد من المخالفات

(التأمين الصحي في سورية.. الواقع والتحديات) هو العنوان العريض للندوات التي ستقوم بها المؤسسة السورية للتأمين بالتعاون مع شركات إدارة النفقات الطبية والنقابات المهنية بدءاً من الشهر القادم في جميع المحافظات، وذلك لنشر معلومات تهم المشمولين بالتأمين، حيث أكد الدكتور مشعل أن المؤسسة تعمل على نشر الوعي فيما يتعلق بأساليب الاستخدام الصحيح لبطاقة التأمين الصحي تجنباً لقيام أي جهة بأي مخالفة أو سوء استخدام للتأمين الصحي سواء من ناحية ممارسات مقدمي الخدمة (الأطباء والصيادلة) أو من قبل المؤمن عليهم، وإقامة المحاضرات في المراكز الثقافية والمشافي.
خاتماً بالقول: اتخذت المؤسسة قراراً منذ حوالي سنة بأنه عند تجديد أي عقد مع المؤسسة يصار إلى الاجتماع مع المؤمنين لطرح القضايا والمشكلات والإجابة عن جميع التساؤلات وبيان آلية استخدام البطاقة إضافة إلى طباعة كتيب مع كل بطاقة تأمينية لضمان حقوق وواجبات كل مؤمن.