من يملأ الفراغ الذي تخلّفه "داعش"؟

من يملأ الفراغ الذي تخلّفه "داعش"؟

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

منذ أن تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه من السيطرة على طريق "الكاستيلو" شمال- شرقي مدينة حلبفي الأسابيع الفائتة، الذي يُعدّ الشريان الأساسي لدعم المجموعات المسلحة المتحالفة مع "جبهة النصرة" في المدينة،تسعى الفصائل المسلحة إلى تحقيق إنجاز افتراضي، لرفع معنويات مسلحيها، بعدما أصابها الإحباط.

كذلك رافقت هذا المسعى "بروباغندا" تضليلية غير مسبوقة، تتحدث تارةً عن فك الحصار عن الأحياء الشرقية في الشهباء، وطوراً عن تطويق المسلحين للمنطقة الغربية من حلب..

وفي السياق تؤكد مصادر ميدانية وصول مسلحي "جبهة الفتح" إلى طريق الراموسة، بعد تقدُّمهم في منطقة الكليات الحربية جنوب غرب المدينة، لكنه بقي تحت سيطرة الجيش السوري نارياً من جهة معامل الإسمنت من الجهة الجنوبية.

والجديد على محور الكليات العسكرية في المنطقة الغربية، استعادة الجيش السوري لتلة أم القرع المشرفة على الأخيرة، وإفشاله ست محاولات للمسلحين لاستعادتها، وبالتالي ماتزال الطريق إلى الاحياء الحلبية الشرقية مقطوعة نارياً.

وأكدت المصادر أن إحكام الطوق على الأحياء الشرق في حلب، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المتشددة، سيضعف التشكيلات، لكن لن يؤدي إلى الإجهاز عليها بشكل نهائي قبل الأطباق على مختلف الطرق المؤدية إلى "الشهباء"، خصوصاً من جهة محافظة إدلب، وهذا الأمر متوقف على استمرار الإسناد الجوي الروسي.

واعتبرت المصادر أن الهدف الأساسي من استعادة الجيش السوري وحلفائه لمزارع الملاح، والتقدم باتجاه طريق الكاستيلو، هو تشديد الحصار على المسلحين في الأحياء الشرقية لحلب، لدفعها إلى الاستسلام أو التفاوض على الخروج من المدينة؛ على غرار ما حدث في مدينة حمص سابقاً، بعد فشل المفاوضات بين ممثلين عن غرفة عمليات قاعدة حميميم الروسية وآخرين عن المجموعات المسلحة، والهادفة إلى دفعها للإبتعاد عن "النصرة".

إثر ذلك، حاولت المجموعات المسلحة فك الطوق المذكور آنفاً، فهاجمت مراراً مزارع الملاح، ثم الكليات الحربية، وبالتالي التخفيف من حدة الطوق على المسلحين، عبر فتح ثغرة في الراموسة، غيرها أن محاولاتها باءت بالفشل،بعد استهدافها من الطائرات الحربية الروسية والسورية، فقامت باستهداف المدنيين انتقاماً، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، وفي الوقت عينيه ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية أن الجيش السوري قتل أكثر من ألفي مسلح جنوب غرب حلب منذ بدء محاولة فك الطوق.

بعد فشل المجموعات المسلحة في قلب موازين القوىلمصلحتها في الميدان الحلبي، يبدو أن الإدارة الأميركية لعبت ورقة ضغط جديدة ضد دمشق، من خلال الإيعاز إلى المجموعات الكردية الموالية بالانفصال عن الكيان السوري، وإنشاء كانتون كردي في أجزاء من الشمال والشرق السوري، ولهذه الغاية هاجمت هذه المجموعات المراكز الحكومية في محافظة الحسكة، بعد اشتباكات مع عناصر "الدفاع الوطني" في المحافظة، ثم توقفت هذه الاشتباكات بعد اتفاقعُقد في حميميم في الأيام القليلة الفائتة، بين ممثلين عن الدولة السورية والفصائل الكردية، برعاية روسية، واتُّفقعلى سحب "الدفاع الوطني" وقوات "اسايش" الكردية من الحسكة، وإسناد مهمة حفظ الأمن والنظام إلى الشرطة، وماتزال الهدنة مستمرة بحسب المتابعين.

أما الأمر المستجد اليوم، فهو التدخُّل التركي الجوّي والبرّي لمؤازرة فصائل "نور الدين الزنكي" و"أحرار الشام" في قتالهم لـ"الناصرين" في مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي، المتاخمة للحدود التركية، بعد انسحاب "داعش" منها،و"الناصرين" هم أهالي المدينة المؤيدين لـ"تنظيم الدولة".

وعن الغاية التركية من هذا التدخل، تؤكد مصادر في المعارضة السورية أن الهدف التركيهو منع نشوء كيان كردي على الحدود السورية التركية، واستباق أي تمدد كردي في جرابلس.

وتختم المصادر المعارضة بالقول: "المشكلة الحقيقة المقبلة هي: من سيملأ الفراغ الذي تخلّفه داعش بعد انسحابها أو دحرها"؟

حسان الحسن-الثبات