بعد تحذيرات موسكو للمسلحين التعاون مع النصرة .. الأخيرة تحاول التنصل من القاعدة ظاهرياً!

بعد تحذيرات موسكو للمسلحين التعاون مع النصرة .. الأخيرة تحاول التنصل من القاعدة ظاهرياً!

أخبار سورية

السبت، ٣٠ يوليو ٢٠١٦

إن كانت تريد (النصرة) أن تضمن تمديداً لوجودها، فعليها فك ارتباطها بالنصرة، فقطر وتركيا الآن محرجة محرجتان جداً من التوافق الأمريكي ـ الروسي حول بدء استهداف الجبهة بالطيران الحربي، لا توجد طريقة لتلخيص النصرة من مصير الموت المحتوم سوى بحل نفسها ظاهرياً وإعادة تشكيل ذاتها تحت اسم جديد بما يوحي أنها قد فكت ارتباطها بالتنظيم الأم (القاعدة).
ضمن هذا السياق استمرّ التضارب في شأن هذه القضيّة، وواصلت بعض المصادر "الجهاديّة" التأكيد على أنّ الأمر حُسم، والبيان المصوّر الذي سيُعلن فك الارتباط سيخرج إلى النور في اللحظة المناسبة، وقد ذهب أصحاب هذا الكلام إلى حد تداول الاسم البديل الذي قيل إن (النصرة) اعتمدته وهو (جبهة فتح الشام) كما تداولت صفحاتهم صورةً لما قيل إنّها الراية الجديدة الراية المتداولة بيضاء اللون، كُتبت عليها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وتحتها كُتب الاسم الجديد وذلك بحسب "صحيفة الأخبار اللبنانية" التي سرب لها قياديون في (القاعدة) هذ الخبر.
من جهته رأى مركز (ستراتفور) الأمريكي أن (جبهة النصرة) تستهدف ما تُسمى "الجماعات المعتدلة" التي تدعمها (واشنطن) رداً على الغارات الجوية التي تستهدف الجبهة، ويعتقد المركز أن هناك مشكلة تتمثل في احتمالات انشقاق وحدات من الجماعات المسلحة عن التحالف المشترك، بحيث تسعى الوحدات الأكثر قدرة عسكرياً لمواصلة القتال، مشيراً إلى أن بعض حلفاء تلك الجماعات خصوصاً (قطر وتركيا) يسعون لإقناع (النصرة) أن تنأى بنفسها عن تنظيم (القاعدة) كي توقف الحشد الأميركي ضدها، والذي يصعب من مهمة المسلحين ضد الجيش العربي السوري.
وقد كانت موسكو سابقاً قد حذّرت كل الجماعات المسلحة المصنفة "معتدلة" على لائحة واشنطن بضرورة وقف تعاونها مع النصرة وفك ارتباطها بها، وإلا فإنها ستكون هي الأخرى أهدافاً مشروعة للطيران الروسي، كان هذا التحذير قبل التوصل إلى توافق أمريكي ـ روسي باستهداف النصرة مؤخراً، الآن على واشنطن أن توعز إلى باقي الجماعات المسلحة بفك ارتباطها وتعاونها مع النصرة لأن ذلك سيجعل واشنطن عاجزة أمام موسكو عن الدفاع عن هؤلاء.
إذاً الآن تلك الجماعات بين خيارين أحلاهما مر، إما أن تستمر بالتعاون مع النصرة في المناطق التي تتقاسم السيطرة عليها مع الجبهة، أو أن تفك ارتباطها وتعاونها معها وهذا قد يؤدي إلى خلافات بين النصرة وتلك الجماعات، لكن مراقبين يقولون بأنه لن تكون هناك معارك إذ إن النصرة ذاتها تحاول التنصل ظاهرياً من تنظيم القاعدة تحت اسم جديد قيل بأنه ( جبهة فتح الشام).