“حماية المستهلك” تكتفي باتخاذ العقوبات.. ضبابية “النشرة التسعيرية” للحلويات الشرقية تعكس أزمة هذه الصناعة!

“حماية المستهلك” تكتفي باتخاذ العقوبات.. ضبابية “النشرة التسعيرية” للحلويات الشرقية تعكس أزمة هذه الصناعة!

أخبار سورية

الجمعة، ٨ يوليو ٢٠١٦

فقدت أسواقنا عنصر المفاجأة ولم نعد نستغرب الأسعار التي تطرحها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والتي قوّضت مهامها لتتحول إلى مراقب أو سمسار مابين التاجر والمستهلك!!. واقع حال الحلويات الشرقية دفعنا للبحث عن نشرة معتمدة للأسعار، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل لأنه لم يتمّ إلى الآن اعتماد أي أسعار رسمية في الأسواق، أما فيما يتعلق بالنشرات الصادرة عن الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والتي لم يتمّ اعتمادها في أسواقنا فكانت تفصيلية وواضحة.

دراسة
أمين سر الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات في دمشق ماجد حقي بينّ لـ”لبعث” أن الجمعية قامت بإحالة تكاليف هذه الأنواع من الحلويات إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق لتتمّ دراستها وإقرارها فيما بعد، وهي خاصة ببعض المنشآت لكن لم تصدر نشرة أسعار الحلويات حتى الآن، مشيراً إلى أنه لايوجد نشرة إلى الآن رغم أن الجمعية درست تكاليف النوع الأول من الحلويات بشقيه النباتي والحيواني والشعبي أيضاً، وذلك بناء على اجتماع مع معاون وزير التجارة الداخلية ومدير دائرة الأسعار ومدير حماية المستهلك في الوزارة مع عدد من أصحاب المنشآت المختصة بصناعة هذه الحلويات، بما فيها الحلويات الاكسترا والتي يشكل فيها الفستق الحلبي نسبة 55%.
مبدئية
وضمن هذا السياق لابد من أن نذكّر بأن نشرة أسعار الحلويات في دمشق لاتملك أية مديرية في الوزارة لائحة عنها، إلا إننا استطعنا الحصول على نشرة تكاليف الحلويات والتي لم يتمّ اعتمادها بعد، وهي كالآتي: بالسمن الحيواني والنباتي النوع الأول بلغ سعر كيلو المبرومة بالسمن الحيواني التي يدخل فيها 25% من الفستق العجمي بـ6500 ليرة سورية، أما المبرومة بالسمن النباتي يدخل فيها 25% أيضاً من الفستق العجمي فيصل الكيلو إلى 4500 ليرة، بينما يصل سعر كيلو الآسية بالسمن الحيواني وبنسبة 25% فستق عجمي إلى 6000 ليرة، في حين يصل سعر الآسية بالسمن النباتي والتي يدخل فيها نسبة 20% من الفستق العجمي إلى 4000 ليرة.

ضعف القدرة الشرائية
أسعار الحلويات لم ترتفع كثيراً في حال مقارنتها بنسب ارتفاع أسعار المواد الأولية كالفستق الحلبي والسكر والزيوت والسمون، ومع ذلك لايوجد إقبال على الحلويات. ويرى حقي أن ذلك يعود إلى ضعف القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، وسيتسبّب ذلك بانخفاض المبيعات خلال رمضان الحالي وفترة العيد مقارنة مع العيد في العام الماضي، وخاصة أن أسعار الحلويات ليست ثابتة بل متحركة بتحرك أسعار المواد الأولية الخاصة بها، حيث حدّدت النشرة أسعار الحلويات المصنّعة بالسمن النباتي، نوع شعبي، والذي يبدأ سعر الكيلو بـ2800 ليرة للمبرومة، موضحةً أن هذه الأسعار حدّ أقصى لا يجوز تجاوزه، إنما يمكن البيع بأقلّ منه، في حين سعر كيلو عش البلل بـ9500 ليرة وحلويات مشكلة بـ10 آلاف ليرة وهريسة بالفستق بـ4 آلاف ليرة ومعمول بالجوز بـ8500 ليرة وعش بالكاجو بـ7 آلاف ليرة والبرازق بـ5 آلاف ليرة، وكذلك العجوة الممتازة والغريبة.

سمسرة
لم تستطع أية مديرية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن تقدم لنا نشرة ثابتة وحقيقية سيتم اعتمادها في الأسواق، هذا ماأوضحه لنا مدير مديرية حماية المستهلك باسل الطحان، أي أنه لايوجد نشرة حتى الآن، لكن المديرية ستقوم بالإجراءات اللازمة في عدم اعتمادها تحت طائلة اتخاذ العقوبات بحق المخالفين للأسعار التي سيتم اعتمادها والتي ستصدر بموجب صك سعري عن الوزارة أو المديرية، وأشار الطحان إلى أن أكثر المخالفات المتعلقة بالحلويات الشرقية هي الخلط بين نوعَين من الحلويات المصنّعة بالسمن النباتي والسمن الحيواني في المحل الواحد، وهنا لابد للبائع من ذكر نوع السمن المستخدَم في حلوياته، بوضعه عبارة “حلوياتنا مصنّعة بالسمن كذا”، منعاً من مخالفته وتعرضه للضبط.

المستهدفون
تحوّل إنتاج الحلويات الشرقية من سلعة عامة ومتاحة للجميع إلى سلعة خاصة متعلقة بالمترفين والمرفهين، إلا أن مايكسر هذه الحصرة هو قدرة ربات المنازل السيدات السوريات على خلق هذه الصناعة في المنزل، إذ تبيّن أن معظم العائلات تعتمد على الحلويات المصنّعة في المنزل لأنها أقل تكلفة بكثير من السوق، وربما يجد البعض أن صناعتها في البيت تكون صحية أكثر، حيث يتمّ إعدادها مع مراعاة الجوانب السليمة للمكونات المستخدمة في صناعتها.

رأي..
بعد جمع التفاصيل المتعلقة بجوانب النشرة التسعيرية للحلويات الشرقية، طفت أمامنا مشكلة كبيرة متعلقة ليس بالمستهلكين، وإنما بالمصنّعين غير القادرين على إيجاد منافذ بيع لمنتجاتهم، خاصة وأن هذه الصناعة تحديداً كانت تعتمد على تصدير منتجاتها إلى معظم الدول العربية وخاصة دول الخليج بالإضافة إلى السوق المحلية، أما الآن فلم تعد هناك منافذ حقيقية لهذه السلع، فالسوق الخارجية أغلقت أبوابها والسوق الداخلية لا تحقّق أي عائدات مرجوة بسبب ضعف القدرة الشرائية، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مؤشرات الأزمة التسعيرية والتي تعكس مشكلات كبيرة تتعرض لها صناعة الحلويات الشرقية؟!.
البعث