أصوات الانفجارات قد تطغى على أغاني فرانك سيناترا في أمريكا .. هل تغير واشنطن سياستها من سورية؟

أصوات الانفجارات قد تطغى على أغاني فرانك سيناترا في أمريكا .. هل تغير واشنطن سياستها من سورية؟

أخبار سورية

السبت، ٢ يوليو ٢٠١٦


أطلق الشيطان بوق الاستنفار، وفُتحت أبواب العالم السفلي بعد أن استنفر سحرة المعبد الأسود جنودهم للزمجرة الانتحارية نحو بلاد العم سام، سيناريو 11 أيلول سيتكرر لكن هذه المرة سيكون بأشكال وأماكن مختلفة، حيث ستعلو أصوات الانفجارات وصراخ الناس المذعورين على أصوات أغاني فرانك سيناترا وإيتا جونز، وسيتحول برج "امباير ستيت" إلى معلم لمشاهدة الكتل النارية الناتجة عن الانتحاريين من علو شاهق، أما عربات الهامبرغر والهوت دوغ الموجود على نواصي الشوارع الأمريكية فستختلط مع أشلاء الأمريكيين المتواجدين هناك.
سيناريو مرعب يرسم ملامحه تهديد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي أطلقه ضد الولايات المتحدة في تسجيل صوتي، متوعداً الأمريكيين بأوخم العواقب "بحسب كلامه" في حال قيام واشنطن بإعدام منفذ تفجير بوسطن المدعو جوهر تسارنييف أو أي من السجناء المسلمين.
السلطات الأمريكية باتت اليوم أمام تحدي تنفيذ الإعدام وأمام حماية الأمريكيين واحتواء ردود أفعالهم في حال حدوث هجمات إرهابية كبيرة، كيف ستكون ردة فعل الشارع الأمريكي في حال تنفيذ الظواهري لتهديده؟ هل ستعمد السلطات الأمريكية إلى تغيير الحكم بحق تسارنييف إلى المؤبد؟ إن حدث ذلك كم ستضعف صورة السلطة والقوة الأمريكية أمام الرأي العام الغاضب على التشدد الإسلامي والذي بات ينعكس سلباً على بقية الجالية الإسلامية هناك؟
الأهم من كل ذلك أنه وفي حال تنفيذ القاعدة لتهديداتها، كيف ستستغل واشنطن الحدث، هل ستكرر سيناريو العراق في العام 2003 في مكان آخر قد يكون الجزيرة السورية مثلاً؟ وما مدى تأثير العمليات الإرهابية في الداخل الأمريكي على تحقق توافق وتنسيق أمريكي مع روسيا لمكافحة الإرهاب؟ ألن تكون واشنطن بعد العمليات الإرهابية بحاجة لمعلومات استخباراتية موجودة لدى الروس وحلفائهم في الدولة السورية على اعتبار أن كثيراً من مناطق القطر باتت معقلاً لحركات إرهابية متطرفة كداعش والنصرة، والأخيرة هي فرع القاعدة في بلاد الشام مما يثير سؤالاً هاماً حول قيام أمريكا بوضع خطة هجومية على النصرة في كل أماكن تواجدها على الأرض السورية، وهنا تجدر الإشارة عمّا تم الحديث عنه حول استعداد واشنطن للتعاون والتنسيق غير المسبوق مع موسكو في الحرب ضد النصرة.
وكما هو معلوم فإن جبهة النصرة تقيم علاقات وتعاون وتنسيق مع ميليشيات مسلحة أخرى كميليشيا جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، فضلاً عن كون النصرة هي المكون الرئيسي لما يُسمى بجيش الفتح الذي يضم جماعات أخرى كانت تُصنف على أنها "معتدلة" بحسب المزاعم الأمريكية والخليجية والتركية، وهنا ستكون واشنطن أمام معضلة كبيرة تتمثل في حيرتها بتحذير الجماعات المرتبطة بالنصرة أو التي تنسق معها، من أجل فك الارتباط بالجبهة، أو تتحول إلى جماعات ستكون تحت النيران الأمريكية أيضاً؟.
إذاً فإن واشنطن مقبلة على فترة عصيبة جداً سيكون لها تأثيرات على الملف السوري بصورة أو بأخرى، من خلال وجود تعاون أمريكي ـ روسي لمحاربة الإرهاب على نحو متقدم، واستهداف جماعات مسلحة أخرى على علاقة بالنصرة الأمر الذي سيتسبب بفرط عقد الكثير من تلك الميليشيات وسيجعل مقاتليها أمام أمرين إما الهرب وتسليم أنفسهم أو الانضمام إلى النصرة كملاذ أخير.